إجراء انتخابات مجالس المحافظات في كركوك والمناطق المستقطعة الأخرى من كوردستان، ليس عملية ديمقراطية تتنافس فيها القوى والجهات السياسية من أجل كسب أكثر الأصوات والمقاعد في تلك المجالس أو نيل حصص واستحقاقات انتخابية من الإدارات المحلية بتلك المناطق. إنما الانتخابات المقبلة تمثل بالنسبة لشعب كوردستان مسؤولية وطنية وقومية وتاريخية وأخلاقية كبيرة، وهي عملية مصيرية، كون نتائجها ستحسم مجموعة مهمة من الملفات والأمور لمصلحتك أو ضدك.
ستغدو تلك النتائج معيارا رئيسا لبقاء سلطة محافظ كركوك بالوكالة غير الشرعية أم وضع حد لها. وستغدو كذلك سببا لتنفيذ المادة ١٤٠ من الدستور العراقي أو العكس. ليس هذا فحسب بل ستصبح كذلك وسيلة لإنهاء الوضع غير الطبيعي في كركوك والمناطق المستقطعة الأخرى من كوردستان، الذي نتج عن نتائج الاستفتاء التي أسفرت بدورها عن إيجاد وضع غير مستقر أمنيا وسياسيا وخدميا وبيئيا وإداريا واقتصاديا في المنطقة، أو ستصبح وسيلة لبقاء الوضع على ما هو.
نتائج الانتخابات المحلية المقبلة في كركوك، ستصير عاملا من عوامل تحقيق إدارة متوازنة وعادلة تضع نصب عينها تقديم الخدمات، ويعدها مكونات المحافظة كلها منها وإليها، أو ستصير عاملا مساعدا لبقائها غارقة في الفساد واللاتوازن.
– نتائج الانتخابات ستمسي سلاحا ترسخ من جديد الهوية الكوردستانية لكركوك وطوزخورماتو وخانقين وكرمسير ومخمور وسهل نينوى. أو ستتحول إلى سلاح تشكل تهديدا لتلك الهوية.
ستقضي نتائج الانتخابات على العنصرية والفكر المتطرف، أو ستمهد الطريق لاستمرار مخاطرهما.
ومن هذا المنطلق، ستضع الانتخابات المقبلة مسؤولية عظمى على عاتق جميع الأطراف والقوى السياسية في كركوك، كما ستحمل المواطنين الكورد في المناطق المستقطعة مسؤولية تاريخية كبيرة.
وعليه فإن الاتحاد الوطني الكوردستاني سواء أ كان في إطار هيكله الحزبي المسؤول إزاء القضايا الوطنية والقومية، أو في “تحالف كركرك قوتنا وإرادتنا، سبق وأن أعد نفسه عبر خطة ملائمة لبلورة تلك المسؤولية على أرض الواقع من جهة وكسب أعلى الأصوات من جهة أخرى وبالتالي إزالة كل المخاطر والتهديدات التي ذكرناها سلفا، ويسنده في تلك المهمة بلا شك ناخبو كركرك والمناطق المستقطعة.
ولأجل كل ما سبق، ها نحن بدأنا وبقوة الحملة الانتخابية التي تمثل نقطة البداية والخطوة الأولى للوصول إلى النجاح وتحقيق هدفنا الرئيس ولا سبيل لذلك سوى دعم المقرعين والإرادة الصلبة.
وتدور رحى الموت وهي تطحن الألوف من أرواح الفلسطينيين في مجازر مستمرة، ربما تمتد لسنوات والى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لتبقى القضية الفلسطينية الجرح النازف والخنجر الطاعن في الضمير العربي... دمار وتدمير وخراب وسفك دماء أطفال أبرياء وتهجير قسري، لتستمر عجلة الموت تسحق أرواح المسلمين دون هوادة أو رحمة، وعلى مرأى ومسمع من العالم جهارا نهارا، من قبل هؤلاء أصحاب أكبر كذبة في التاريخ التي اطلقها الكاتب النمساوي اليهودي (ثيودور هرتزل)، حيث ألف كتاب أسمه ( الدولة اليهودية) عام 1896.
وهي إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين، وهو مشروع خطط له قبل آلاف السنين، بدأت من (ادمون ريشايلد)، وهو من أغنياء يهود بريطانيا عندما جاء إلى فلسطين واقام 30 مستوطنة يهودية في فلسطين، ومن ضمنها مستوطنة اسمها ( ريشيون لتيون) عام 1885، والتي رفعت العلم الإسرائيلي، لتتوالى الأحداث وعندما زار العالم الكيميائي اليهودي البريطاني (حايم وايزمن)عام 1907 فلسطين، وبدأ بالبحث عن الأراضي الفلسطينية، ليتم شراءها بتمويل من أسر بريطانية ثرية، لتصبح اكثر من 200 ألف دونم من الأراضي الزراعية تم شراؤها من قبل (حايم وايزمن)، بعد تهجير 60 ألف عائلة فلاحية فلسطينية، لتستمر المحاولة تلو الاخرى والمؤامرات والتعهدات بإقامة وطن قومي للكيان المسخ، ومنها وعد بلفور عام 1917 لتأتي الضربة القاضية والقاصمة باتفاقية سايكس بيكو) سيئة الصيت، لتقسيم أراضي الشرق الأوسطية ما بعد الاحتلال العثماني، وكان (سايكس) صديق (حايم وايزمن)، لتدخل القوات البريطانية إلى القدس عام 1917، وكان من ضمن القوات البريطانية فيلق يهودي ليشرف عليها (وايزمن)، وتترسخ فكرة إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين.
ليصبح النفوذ اليهودي واضحا لتكون عندها لديهم مؤسسات زراعية وصناعية ومؤسسات طاقة وتعليم، لتعمق اليهود نفوذها من خلال مؤتمر السلام الذي اقيم في باريس.
عندها التقى الملك (فيصل الاول) ملك العراق ممثلا عن العرب (حايم وايزمن)، ليكون الأخير ممثلا عن اليهود على أساس إقامة بلد للصهاينة في فلسطين، مقابل ضمان استقلال العرب من الاحتلال البريطاني، وبموجبه ومع مرور السنين ازدادت قوات اليهود، وازدادت سطوتهم على أهالي وأرض فلسطين الأصليين، لتبدأ رحلة التهجير، وما أن انسحب الانتداب البريطاني من أرض فلسطين، لتعلن دولة اسرائيل من خلال أول رئيس وزراء لها وهو (ديفيد بن غورين)، لتتوالى الأحداث المؤلمة بعد نكبة فلسطين في التهجير بالشعب والاموال والبيوت، لم يكن عددهم آنذاك 3000 يهودي فقط في زمن الدولة العثمانية، وهذا ما أيدته ودونته كتب وشواهد على التاريخ، حتى دخول البريطانيين كان عددهم 50 ألف يهودي مقابل 500 ألف من المسيحيين والمسلمين من العرب على ارض فلسطين، لتستمر المعاناة والذي يعاني منها اليوم الفلسطينيون الامرين من نكبة 1948، لتتجدد عمليات القصف والتهجير والتشرد في جميع أرجاء أرض فلسطين يحملون معهم حق العودة والعيش بسلام، التي لا تعترف بها اسرائيل إلى يومنا هذا، لتعيد الكرة بعد الأخرى ضاربة عرض الحائط كل تلك المواثيق والاتفاقيات، لا سيما اتفاقية جنيف والخاصة بحماية المدنيين العزل أمام غاراتهم، التي لاتفرق بين طفل وشيخ كبير وامرأة، مقابل سكوت العرب وخضوعهم امام الجبروت الإسرائيلي، ليكونوا كالأنعام بل هم أضل سبيلا.
ألقى حادث اعتداء نساء مقربات من نائب عن دولة القانون على ضابط مرور ورفيقه الضوء على ازدياد حالات الاعتداء على رجال المرور في العراق.
فقد قامت امرأتان مقربتان من أحد نواب الإطار التنسيقي بالاعتداء بالأحذية على ضابط مرور ومنتسب آخر معه، قبل أن يقوم النائب بهاء الدين النوري عضو دولة القانون، بأخذهنّ من مركز الشرطة بعد رفع دعوى عليهن من الضابط المعتدى عليه.
ومن ثم توالت الأحداث بإصرار وزيرالداخلية بالاستمرار باتخاذ الاجراءات القانونية بحق المرأتين، وتكريم المعتدى عليهما لتصبح القضية،موضوع رأي عام، وربما هذا ما دفع ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي، بفصل النائب النوري من الكتلة النيابية مع بقائه كنائب داخل الإطار التنسيقي.
ولم تكن هذه الحادثة هي الوحيدة بالاعتداء على رجال المرور في العراق، فقد سبقت ذلك، حالات كثيرة حيث شهد أحد شوارع بغداد قبل ساعات حالة سحل لشرطي مرور من قبل سائق تكسي، وقبلها بايام قامت مجموعة من أصحاب الدراجات النارية أو ما تسمى بـ (التوك توك) بالاعتداء على مفرزة مرورية في شرق بغداد !
من المعروف أن رجال المرور هم الأقل تسليحاً أو ربما لايحملون أي سلاح رغم أنهم محسوبون على وزارة الداخلية ولا يملكون أي صلاحية بالاعتقال كما باقي القوات الامنية وربما هذا ما يعرضهم للاعتداءات المستمرة من قبل بعض ضعاف النفوس وتصل بعض الحالات للقتل.
خدمة في ظروف جوية قاسية
من المعروف أن العراق يشهد في فصل الصيف ظروفاً جوية قاسية جداً، حيث تصل درجات الحرارة الى 60 م في المناطق المكشوفة، خصوصاً في الشوارع المزدحمة حيث تزداد درجات الحرارة نظرا لعوادم السيارات وأجهزة تبريدها والتي تزيد من حرارة المكان. كلنا يرى بأمّ عينه، أن ضابط المرور أو شرطي المرور يقف تحت أشعة الشمس، لينظم حركة السير، والمحزن في المشهد هذا، أن مركبات المواطنين تقف بجانب شرطي المرور في الاشارة الضوئية، وهذه المركبات تبث حرارة قوية بسبب عوادمها ومحركها الذي تزداد حرارته بسبب تشغيل المكيفات وما تسببه من تشغيل لمراوح المحركات لتبث حرارة عالية على من يقف بجانب هذه المركبات وهو شرطي المرور!
تخيلوا هذا الموقف في ظهيرة العراق وبدرجة حرارة تصل 50 أو 55 درجة مئوية، وليتخيل سائق هذه المركبة كيف هو وضع شرطي المرور!
مثلا في البصرة جنوبي العراق قبل سنوات، وبسبب درجة الحرارة العالية جداً هناك، لقي أحد أفراد شرطة المرور مصرعه بسبب الإجهاد البدني في الحر كذلك نسمع بين الحين والآخر، عن سقوط رجال مرور وفقدانهم الوعي بسبب الاجهاد والحر، ناهيكم عن الاعتداءات المستمرة عليهم .
وهنا يتبادر الى الذهن بعض الاسئلة:
من منا وقف بجانب شرطي المرور في الاشارة الضوئية وقام بإطفاء محرك المركبة كي يقلل من حرارة المكان وبالتالي يقلل من عناء هذا الشرطي؟
من منا يشكر رجال المرور على جهودهم عند مرورنا من جانبهم لنعطيهم دفعة معنوية نظير عملهم المُرهق؟
و لنسأل كذلك:
لماذا لا يحترم بعض مواكب المسؤولين العراقيين رجالات المرور؟
كم سمعنا باعتداءات مواكب المسؤولين على رجال المرور لانهم أرادوا تطبيق القانون على مخالفات هذه المواكب أو منعها من السير عكس الاتجاه أو خرق الاشارة الضوئية الحمراء ؟
ولماذا تراجعت المنظومة الاخلاقية للكثير بحيث أن من يعتدي على رجال المرور (العُزل من السلاح)،هم نماذج من جميع فئات الشعب، ابتداءاً من أصحاب (التوك توك) وأصحاب مركبات الاجرة و انتهاءاً بالمسؤولين في الدولة وعشيقاتهم ؟
ولماذا لا تقوم الدولة بشكلٍ صريح بحماية رجال المرور من الاعتداءات المتكررة وذلك عبر توفير حماية أفراد الشرطة وهذا ليس بالأمر الصعب، خصوصاً وأن وزارة الداخلية العراقية من أكبر الوزارات والمؤسسات امتلاكا للمنتسبين فيها وهذه الوزارة لا تشكو من نقص في مواردها البشرية، بل على العكس، تشكو الترهل الوظيفي كباقي مؤسسات الدولة العراقية، بسبب حملات التعيين لاجنداتٍ انتخابية مما تسبب بتخمة بشرية في هذه الوزارة وباقي الوزارات ايضاً .
هيبة الدولة باحترام القانون
لا شك أن العراق بشكلٍ صريح مفتقداً لمفهوم الدولة واحترام مؤسساتها، فكيف يحترم المواطن العادي دولته وهو رأى بأمّ عينه أن بعض منتسبي الاجهزة الامنية قاموا بوقتٍ سابق بالدهس على صورة القائد العام للقوات المسلحة لأنه قام باعتقال عدد من المشتبه بهم من ضمن هذه الاجهزة ؟ عندما يرى المواطن البسيط هكذا مشهد، من الطبيعي أن يمتنع عن إحترام رجل الأمن ما دام الرجل الامني لا يملك ارادة الدفاع عن نفسه لاسباب عديدة .
بالمقابل، من غير المستبعد أن هناك مساع جادة لمنع انتقاد أداء الحكومة والطبقة السياسية في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي واعتبار ذلك تهديداً للأمن القومي عبر سنّ تشريعات برلمانية منتظرة، وفي الوقت ذاته يُسمح بالاعتداء على رجال المرور لتمُر حالات الاعتداء عليهم مرور الكرام، خصوصاً في حال عدم وجود كاميرا هاتف توثّق الحادث وعدم وجود "ترند" في وسائل التواصل الاجتماعي يُجبر الكُتلة السياسية الفلانية على طرد نائبٍ عنها، لأن له صديقة اعتدت بالحذاء على شرطي مرور وتم تصويرها ونشر التصوير في فيسبوك وتويتر!
كان العراق متقدماً على بلدان المنطقة بإعطاء الأولوية القصوى للتعليم منذ أول تأسيس الدولة العراقية عام 1921.
بُنيت جامعات رصينة و كبيرة إبان العهد الملكي وحتى الجمهوري، مثال ذلك، جامعةُ بغداد التي تأسست عام 1957 كانت لبناتها الاولى قبل ذلك في عام 1908 عندما تأسست ( مدرسة الحقوق ) و تبعها بسنواتٍ اخرى ( دار المعلمين ) ومن ثم الطب والصيدلة والتربية .
لكن ما يحصل اليوم يثير الشكوك في نوايا كثيرين يضمرون الشر للعراق بالعمل على نسف عامود أساسي يرتكز عليه المجتمع وهو التعليم.
قانون محو الأمية في العراق:
شهد العراق في سبعينات القرن الماضي، طفرةً لا بأس بها في مجال التعليم العالي فضلاً عن التعليم الاساسي، لا بل تعدى الأمر الى سّن قانون محو الأمية في عام 1971. ساهم بتقليل معدلات الأمية في هذا البلد الذي علّم العالم القراءة والكتابة قبل آلاف السنين.
لا بل أصبح العراق، منارة للعلم في المنطقة ومصدراً للمعرفة والمعلومات وذلك لامتلاكه في ذلك الوقت نظاماً تعليمياً يُعتبر من أفضل الانظمة التعليمية، وكان الأول عربياً بحسب تقارير اليونسكو عام 1980.
حروبٌ قتلت الشباب و جرحت التعليم !
مع نشوب الحرب العراقية الايرانية عام 1980 وغزو العراق للكويت عام 1991، بدأت مرحلة التراجع عن مكتسبات ستين عاماً من بناء التعليم في العراق، وبرغمِ ذلك بقيت الرصانة التعليمية موجودةً بمختلف الاختصاصات العلمية والادبية، حتى في زمن الحصار الاقتصادي الذي فُرض على العراق بعد 1991 ولغاية سقوط نظام صدام حسين عام 2003 .
ازدهار الأمية المجتمعية بعد 2003
تراكم الحروب والأزمات السياسية والاقتصادية منذُ عام 1980، وتفاقم هذه الأزمات بعد عام 2003 من حربٍ طائفية وتمترسٌ مذهبي و قومي، والفساد، عوامل أدت إلى أن يزدادُ الطينُ بلة في هذا المضمار. أصبح العراق بسبب هذه التداعيات من الدول المتصدرة لأعلى نسب الامية، حيثُ قالت أحدث التقارير الاممية إن أكثر من 11 مليون من مختلف الأعمار هم "أميّون" لا يُجيدون القراءة ولا الكتابة، وذلك من أصل 40 مليون مواطن عراقي، و هذا ما يدق ناقوس خطر من استفحال الجهلٌ المجتمعي، ( خاصةً ان العراق هو بلدٍ إسلامي يخشى فيه البعض من استحواذ بعض المنابر على عقول الناس، تُشيع بينهم الخرافات لتكون بديلاً عن العلم، و أن يكون التجهيل مُمنهج ليبقى المواطن رهينة عدم التفكير والاعتماد على ما يسوّق لهم من مفاهيم معينة ) أدّت هذه الاميّة في القراءة والكتابة، الى نشوء اُميّةً ملحوظة في الوعي المجتمعي، فازدادت على أثرها المشاكل الاجتماعية وحتى السياسية. أصبح الكثير من العراقيين، لا يحتكمون الى مؤسسات الدولة لحل مشاكلهم الخاصةِ والعامة، لا بل انعكست هذه الاميّة حتى على الوعي الانتخابي للمواطن العراقي،الذي انقسم بين مقاطعٍ للانتخابات، أو ناخبٍ لسياسيٍ يُرشي المجتمع بوعود أغلبها كاذبة !
التعليم الأهلي:
بسبب الانفجار السكاني، و الوعودٌ الكاذبة للحكومات المتتالية ببناء مدارسٍ ومؤسسات علمية، طفا الى السطح مصطلح التعليم الأهلي، ورغم ايجابية الأمر، لما فيه من تشغيلٍ لأبناء هذا السلك في القطاع الخاص وامتصاص لبعض البطالة في قطاع الشباب لكن العامل السلبي هو الإصرار على إهمال قطاع التعليم، لا بل أصبح الأمر وكأنه خطة مدروسة لخصخصة القطاع وحتى طبع المناهج التعليمية.
الرابح الاكبر هنا، هم مافيات الأحزاب الحاكمة، فجُل الجامعات الأهلية تابعة لشخصياتٍ وأحزاب تدر عليهم ملايين الدولارات سنويا كدخلٍ ثابت لهيئاتهم الاقتصادية التي لها إصبع في كل مؤسسات الدولة العراقية.
مقابل هذه الأموال التي يعطيها الطالب نظير شهادته الجامعية، يريد أن يعوض ملايين دنانيره التي خسرها، بأن يجد وظيفة حكومية بانتظاره وسط انهيار القطاع الخاص واتجاه الحكومات لتعيين الشبان لأجنداتٍ انتخابية، عُرفت بأنها "سياسة التعيين مقابل التصويت"!
بالتزامن مع هذا، ظهرت في العراق ظاهرة (شراء رسائل الماجستير والدكتوراه) وهي ظاهرة ضربت رصانة الشهادات الجامعية و التعليم في العراق بشكلٍ عام، كان المستفيد منها جامعات أجنبية لا تملك رصانة وغير معترف بها عالمياً، تُعطي شهادات الماجستير والدكتوراه بلا استحقاقٍ علمي، و ذلك نظير مبلغ مالي من الطالب.
أغلب من حصل على هذه الشهادات هم الساسة والمقربون من الأحزاب من أجل الحصول على مكاسب وظيفية وصلت حتى لاستلام مناصب وزارية رفيعة.
في حين كانت الحكومة السابقة قد وجهت بعدم الاعتراف بدرجات الماجستير والدكتوراه المستوردة من جامعات اجنبية، بيدْ أن الحكومة الحالية في موازنتها لعام 2023، قد أقرت بأحقية أن تقوم وزارة التعليم العالي، باستحداث فروع في الجامعات والكليات الاهلية العراقية، لتمنح شهادات الدبلوم والماجستير والدكتوراه .
الأمر الذي اعتبره أكاديميون عراقيون، بأنها رصاصة الرحمة على رصانة التعليم في العراق!
كما ظهرت مركبات عديدة جديدة لها تأثير واضح علي الجهاز العصبي والدماغ، وكما نعرف ان المخدرات هي كل مادة نباتية، أومصنّعة تحتوي على عناصر منوّمة، أومسكّنة، وكل مادة يساء استخدامها، أي أنها استخدمت في غير الأغراض الطبية المعدة لها فإنها تصيب الجسم بالفتور والخمول وتشلّ نشاطه، كما تصيب الجهاز العصبي المركزي والجهاز التنفسي والجهاز الدوري بالأمراض المزمنة.
كما تؤدي إلى حالة من التعود، أو ما يسمى “الإدمان”، مسببة أضرارًا بالغة بالصحة النفسية والبدنية والاجتماعية، والإدمان خطر اكبر يعاني منه المتعاطين نفسيا وجسديا، حيث يفقد الشخص القدرة على القيام بأعماله وواجباته اليومية في غياب هذه المادة، وفي حالة التوقف عن استعمالها تظهر عليه أعراض نفسية وجسدية خطيرة، وقد تؤدي إلى الموت، أو الإدمان؛ الذي يتمثل في إدمان المشروبات الروحية، أوالمخدرات، أوالأدوية النفسية المهدئة، أوالمنومة، أوالمنشطة.
والحقيقة أسباب انتشار هذه الآفة الاجتماعية في العراق نتيجة التغيير السياسي لسنة 2003م وانفتاح الحدود على مصراعيها، حيث نشطت هذه التجارة الأكثر خطرا على بنية المجتمع اضافة إلى اسباب اخرى تتعلق ببنية المجتمع، كالجهل بأخطار استعمال المخدر، وضعف الوازع الديني، والتنشئة الاجتماعية غير السليمة، اضافة للتفكك الأسري، الفقر والجهل والأمية، والثراء الفاحش والتبذير دون حساب، انشغال الوالدين عن الأبناء، وعدم وجود الرقابة والتوجيه، وعدم وجود الحوار بين أفراد العائلة، ومجالسة، أو مصاحبة رفاق السوء، والبطالة والفراغ، وصحيح أن ارتفاع معدلات البطالة وحالة اليأس وانخفاض الفرص، والنزوح وعدم الاستقرار.
بالاضافة الى ما عاشه البلد من حروب واحتلال واستمرار النزاع المسلح والإرهاب، يجعل السكان، الشباب والفئات المهمشة خاصة، أكثر تقبلا لتعاطي المخدرات وكذلك لتهريبها والاتجار بها وتصنيعها من أجل كسب المال، إلا أن الترويج الحقيقي وتجذير المشكلة، غالبا ما يتم، إما بمساهمة المسؤولين الحكوميين الفعلية، أوالتغاضي عنها لأسباب يرون فيها تقوية لنفوذهم، ولكن لابد من تسليط الضوء على قوى الامن حاليا، وهي تقوم بدور كبير وجبار في مكافحة هذه الآفة الاجتماعية الكبيرة والمرض الخطير، وكانت المواقف الامنية اليومية، والتي تودي بالكثير من تجار المخدرات تسر الخاطر وتبشر بالخير.. لكن هل يكفي فعل وعمل القوات الامنية؟، يقول علي البياتي وهو عضو سابق في مفوضية حقوق الانسان العراقية: (أن المخدرات تنتشر أكثر في المناطق الفقيرة والمدن، التي تعاني نسب بطالة عالية، حيث تصل نسبة التعاطي بين الشباب في المناطق الأكثر فقرا إلى 70 %.).
إذن الأمر يتعلق بتكاتف الجميع، لردع هذا الخطر، ومحاولة معالجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتفعيل وسائل الوعي، ومحاولة استعمال تقنيات حديثة للكشف عن المخدرات في المناطق الحدودية، وكشف تورط جهات سياسية ومجاميع مسلحة، وبعد استفحال خطر المخدرات، لا بد من إيجاد واستحداث مراكز التأهيل في العراق، ليتسنى اخراج المدمنين من دائرة الخطر إلى الحياة الطبيعية، ولا ننسى دور البرلمان في التحرك للحد من هذه الظاهرة ومن خلال تشديد العقوبات.
كثيرة هي المساحات الشاسعة من الأراضي الفارغة، التي تحيط بالمدن العراقية التي تمتد حتى الحدود مع دول الجوار في محيطنا الإقليمي، في محافظة السماوة لوحدها يوجد 50 الف كيلو متر في منطقة البادية تشكل مانسبته 90 % من مساحة المحافظة، هي أراضٍ غنية بالموارد الاقتصادية الطبيعية النفطية والثروات المعدنية، وحجر الكلس ومعادن اخرى، لكنها ما زالت مطمورة تحت الأرض منذ 100 عام مضت، وحتى النباتات الطبيعي التي تدخل في صناعات طبية مختلفة لم يلتفت اليها احد في هذه المناطق، فالاستيراد أسهل وأصبح مستساغا أفضل من الصناعة الوطنية، أما المواقع الاثرية فلها حديث اخر، لما تحويه هذه المساحات الشاسعة من كنوز أثرية تاريخية لم ينقب عنها ولم يتم اكتشافها حتى الآن، وكذلك الأمر في صحراء الأنـبـار الغنية بـالمـوارد الاقتصادية، كالغاز والنفط والمواقع السياحية، التي يمكن أن تشكل إضافة للموارد النفطية، وباقي المدن العراقية التي تتميز كل واحدة منها عن الاخرى بطبيعتها وبيئتها الجغرافية، ولو نفذ مسحا جغرافيا للمنطقة الصحراوية، التي تشكل ثلث مساحة العراق الممتدة من محافظة الأنبار إلى محافظة البصرة، سنجد أننا نمتلك منطقة استثمارية فريدة من نوعها، يمكن أن تتحول إلى استثمارات في السكن والسياحة والصناعة والطاقة، وبالرغم من أن قانون الاستثمار رقم 13 لسنة 2006 المعدل ولد في ظروف صعبة جداً، وكان يحمل بين طيات مواده التسهيلات الجاذبة، لكل المستثمرين العراقيين والعرب والأجانب بهدف نقل التقنيات الحديثة للإسهام في عملية تنمية العراق، وتطويره وتوسيع قاعدته الإنتاجية والخدمية وتنويعها، إلا أنه لم يستغل بشكل صحيح وواجه عقبات كثيرة حدت من استغلاله، عالميا يحتل العراق المركز الثاني في احتياطي الفوسفات، الذي يُقدَّر بنحو 10 مليارات طن، ويمثل ما يقرب عن 9 بالمئة من حجم الاحتياطي العالمي.
كذلك يمتلك العراق خامات المعادن الصناعية الفلزية واللافلزية، مثل الكبريت الحر ورمال السيلكا وغيرها من المعادن في مناطق مختلفة من أراضيه، التي تشكل فرصاً استثمارية للصناعات التعدينية والإنشائية، هذه الثروة المعدنية في العراق لم تستثمر بشكل يضمن تحقيق موارد مالية كبيرة للبلاد، يمكن من خلالها رفد موازنة الدولة، بدلاً من اعتمادها الكلي على الإيرادات النفطية، وهناك الكثير من المعادن مازالت في مكانها، وغير مستثمرة بالشكل الصحيح، وقد يكون غياب التخطيط الستراتيجي للنظام الاقتصادي، من أهم أسباب عرقلة عمليات الاستكشاف المعدني واستثمارهذه الثروات في مناطق ومدن يعاني اهلها من الفقر والبطالة وانعدام الخدمات،، انعدام البيئة الاستثمارية أو الضعف فيها سينعكس حتما على جذب الاستثمار الاجنبي المباشر، اضافة إلى أهمية الاستثمارات الأجنبية لما لها من دور في في اقتصاديات الدول المضيفة للاستثمارات، خصوصا اذا كانت تلك الاستثمارات في إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية والحد من البطالة وزيادة الايرادات وتقليل الاختلال في ميزان المدفوعات، مفهوم مناخ الاستثمار يمثل مجموعة القوانين والسياسيات التي تؤثر في ثقة المستثمر وتقنعه بتوجيه استثماره إلى بلد دون آخر، خيار جذب الشركات الاجنبية الرصينة ورؤوس اموال المستثمرين ستحل الكثير من العقد الاقتصادية المستعصية على الحكومة في توفير الخدمات وفرص العمل واعادة اعمار البنى التحيتة للدولة.