تعقد الجلسة الأولى لمجلس النواب برئاسة اكبر الأعضاء سنا، وخلال هذه الجلسة يعلن الرئيس المؤقت للمجلس فتح باب الترشيح لمنصب رئيس المجلس ومن ثم نائبيه، وبعد غلق باب الترشيح يتم انتخاب رئيس للمجلس ثم نائب أول ونائب ثانٍ، وبالأغلبية المطلقة لكامل عدد أعضاء المجلس، ويتم ذلك بالانتخاب السري المباشر.
ويعلن الرئيس المؤقت للمجلس نتيجة الاقتراع السري، ويدعو الرئيس الفائز ونائبيه لتبوئ المكان المخصص لكل منهم على منصة رئاسة المجلس، وينظم عمل مجلس النواب نظاما داخليا، تتم إدارة الجلسات وفق ما ورد فيها من نصوص
ويتم الاشراف والرقابة على جميع الموظفين والعاملين في المجلس وفقا لذلك، ويدعو رئيس المجلس إلى الاجتماعات الدورية أو الطارئة، ويكون الاجتماع صحيحا بحضور رئيس المجلس واحد نائبيه أو بحضور نائبي الرئيس والاغلبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس، وفي حالة تعذر قيام الرئيس أو عدم قدرة أو وجود نائبيه يكون رئيس الجلسة من يتم انتخابه بشكل مؤقت بأغلبيه الحاضرين للجلسة ذاتها. وعند تقديم رئيس المجلس أو أحد نوابه الاستقالة من المنصب يتم عرضها على المجلس للقبول من عدمها، والقبول يقترن بأغلبيه عدد الحاضرين من أعضاء مجلس النواب، كما ان لمجلس النواب اقالة رئيس المجلس أو احد نائبيه وفقا للقانون، وفي حال الموافقة على الاستقالة أو الإقالة يعود رئيس المجلس أو احد نائبيه أعضاء في مجلس النواب ضمن الدورة الانتخابية، واذا خلا منصب رئيس المجلس أو اي من نائبيه (لأي سبب كان) يجري انتخاب المجلس خلفا للرئيس أو احد نوابه بالأغلبية المطلقة خلفا لهم في أول جلسة يعقدها المجلس لسد الشاغر، وتنطبق الحالة على الحكم الصادر بإعفاء رئيس المجلس السابق من منصبه واقالته من عضوية مجلس النواب لارتكابه مخالفات قانونية، ما يجعل الامر ملزما لانتخاب بديل عنه لسد الشاغر، وكان النظام الداخلي للمجلس يشير إلى الفقرة (ثالثا) من المادة (12) إلى الانتخاب بالأغلبية المطلقة، وفقا لضوابط التوازنات السياسية بين الكتل.
ولمنصب رئيس مجلس النواب أهمية كبيرة، فهو الذي يمثل المجلس ويتحدث باسمة، وبذلك فانه يمثل رئاسة السلطة التشريعية العليا في البلاد، ويحرص على تطبيق أحكام الدستور والقوانين ويلتزم بتطبيق نصوص النظام الداخلي للمجلس، وفي حال غيابه المشروع أو تعذر قيامه بمهامه فسيحل محله النائب الأول، ويمثل صوته عند اصدار القرارات ثقلا حين تتساوى الأصوات في حال طرح مشروعات القوانين، فتنجح الكفة التي يكون رئيس المجلس ضمنها.
وتقدم عدد من أعضاء مجلس النواب للترشيح إلى منصب رئيس المجلس (الشاغر)، وفعلا تمت الجولة الأولى من الانتخاب، وتمَّ إظهار النتائج الأولية، ويفترض أن يتم اجراء الجولة الثانية من الانتخاب، إلا أن نائب الرئيس المكلف برئاسة المجلس وإدارة الجلسة رفع الجلسة المنعقدة لحدوث صخب واعتراضات ومشاجرات، ثم قرر تأجيل جلسة الانتخاب حتى اشعار آخر، ومن الجدير بالذكر ان المطلوب في الانتخاب حصول العضو المرشح على (166) صوتا من عدد الأعضاء البالغ (329 )، ويبدو ان التوافق السياسي لم يحصل بالاتفاق على البديل عن رئيس مجلس النواب.
وبالرغم من الإشارة التي أشار اليها نص المادة ( 12/ ثالثا ) من النظام الداخلي للمجلس لم ترد في الدستور باي شكل من الاشكال، وبالنظر لإقامة دعاوى امام المحكمة الاتحادية العليا من قبل عدد من أعضاء المجلس ما توجب تعطيل البت بانتخاب رئيس جديد للمجلس إلى حين صدور الاحكام بهذه الطعون، ومع أن الأمر يشكل خرقا للمدد القانونية، التي أشار اليها الدستور والنظام الداخلي للمجلس، فان على القوى السياسية أن تترفع عن خلافاتها وترتقي لمستوى المسؤولية التشريعية وتتفق على مرشح يصلح لرئاسة السلطة التشريعية، وأن يتم النأي عن الاتهامات والشائعات التي تضعف الثقة بالمجلس وسبل انتخاب رئاسة المناصب العليا، وتبسيط عملية اختيار رئيس للمجلس ليؤدي دوره الوطني بنزاهة ومهنية ومقدرة وأن يكون رئيسا لأعلى سلطة تشريعية لكل العراق وليس لقومية معينة أو مذهب معين أو طائفة، فالعراق اكبر من كل ذلك، وجميعنا ننتظر أن يلتئم شمل المجلس خلال الأيام القادمة مع جديد رئيس لمجلس النواب.
في كتابه «تجديد الفكر العربي» طرح زكي نجيب محمود فكرة التجديد بوضوح، عبر محاولته ربط موضوعة «الأصالة» = «التراث مع «المعاصرة» =الحداثة، فاشتغل على موضوعات في التراث، لم تكن من صميم اهتماماته من قبل، فهو (داعية الوضعية المنطقية) بامتياز، بل وداعية اللحاق بالغرب، وتقليده في رسم خطوات التقدم لنا على وفق ما رسمها مفكروه، وقد كان ذلك بائناً في كتابه «خرافة الميتافيزيقا» الذي غير عنوانه بعد النقودات العنيفة لـ «موقف من الميتافيزيقا»
وهناك كتابه «المنطق الوضعي» وكتب أخرى كثيرة أكدَ فيها منحاه العلمي والمنطقي المُنبهر بتحولات العقل الغربي ونزوعه نحو التمسك بالعلم والمنطق، ولكنه في كتابه «تجديد الفكر العربي»، حاول العودة للتراث والبحث فيه عما يؤيد نزوعه العلمي، وقراءة التجديد بنظارة غربية يرى فيها التراث العلمي إذ يقول « ينبغي أن نأخذ من تراث الأقدمين ما نستطيع تطبيقه اليوم عمليا، فيضاف إلى الطرائق الجديدة المستحدثة»، فنجده يقسم التراث إلى قسمين «المعقول واللامعقول»، وهذا ما بدا واضحاً في كتابه، الذي يحمل العنوان ذاته (المعقول واللامعقول).
ولكن هذه المرَة ليس برفض التراث برمته كما فعل في كتابه «خرافة الميتافيزيقا»، ورميه في زوايا العُتمة لعدم صلاحيته، إنما بالبحث فيه عمَّا يُثبت به نزوعه العلمي والمنطقي ونزعته التحليلية، فكانت للمعتزلة حصتهم، وللغزالي حصته في نقده لقانون السببية واقتراب (ديفيد هيوم) منه في نقده للسببية وقوله بقانون تداعي المعاني، ورفضه للقول بالتلازم الضروري بين العلّة والمعلول.
وبحثه في جهود (الجاحظ) و(ابن جني) اللغوية، وجهود (ابن رشد) الفلسفية وتأثره بالفلسفة الأرسطية بطابعها البرهاني ومنطقها العقلاني، أو ما أسماها «مرحلة تواصل النشاط النظري للعقل» بدقة عالية وربط للقوانين العلمية بعضها ببعض، وهذه المرحلة بدأت مع ظهور الفلسفة الإسلامية، واختار جابر بن حيان بوصفه من أوائل العلماء العرب، الذين اهتموا بالعلم وضع أسس لمنهج البحث التجريبي، فضلا عن اهتمامه بمبحث الألفاظ والحدود، وهذه من الأمور التي ركزت عليها الوضعية المنطقية التي ينتمي لها محمود، ثم درس إخوان الصفا وركز أيضا على اهتمامهم بالمعرفة الحسية، إذ يمكن مقارنة إنتاجهم مع معطيات الفلسفة المعاصرة، لاسيما في إصرارهم على النظرة العقلية الحسية وتأسيس المعرفة الصحيحة على أساس إدراك الحواس منطلقا في قراءته لفلسفة أخوان الصفا ولكل تراثنا الفكري من فلسفته التجريبية المنطقية، فما كان منسجما معها أخذ به وما كان مخالفا ضربه عرض الحائط.
الأمر الذي يهم محمود ذا النزعة التجريبية. وجريا مع اهتمامه بمنطق اللغة نجده يقف عند كتابات ابن جني.
أجد أن مقولة (التجديد بوصفه تجاوزًا) مُتحققة عند دعاة «التغريب» الذي يؤمن أصحابه بأن كل ما جاء من الغرب يجب الأخذ به، وإن سبب تخلفنا هو تمسكنا بالعادات والتقاليد الماضية والتراث القديم. أبرز من مثلهم: (يعقوب صروف) و (شبلي شميل) و(فرح انطون) و(سلامة موسى)، اذ وجد هؤلاء أن الأخذ بالتراث والتمسك بالماضي أدى إلى تخلف الفكر العربي وتراجعه. فقد تبنى أصحاب هذا الاتجاه «مواقفًا تتبنى التجديد مقولة، ولكنها تُخفي بين طياتها نزعة «نغريبية» تدعو إلى تبني الأنموذج الغربي المعاصر بوصفه أنموذج الخلاص الذي نُحقق «النهضة المرجوة».
لقد تخلص أغلبهم من تبني (النزعة انتقائية) وإن تخللت بعض كتاباتهم، فنجد هذه العودة للتراث وكأنها (من باب ذرَ الرماد في العيون)، كما فعل (فرح أنطون) في كتابه «ابن رشد وفلسفته»، إذ يقول (ألبرت حوراني) «إن السبب الذي دعا أنطون للاهتمام بابن رشد هو بتأثير من أرنست رينان عليه والذي كتب عن كتاب (ابن رشد والرشدية)»، ويقصد حوراني أن فرح أنطون أراد أن يؤكد ما ذهب إليه (أرنست رينان)، من أن لا وجود لفلسفة عربية، ولا فضل لهم سوى أنهم كانوا «نقلة» أو مترجمين، وواسطة لنقل التراث اليوناني!.
لقد كان (سلامة موسى) منبهراً بحضارة مصر الفرعونية، ولم يكن انبهاره بهذه الحضارة من باب ايمانه بضرورة العودة للتراث، بل لأنه ينظر لها بوصفها شكلت عمقاً فكرياً وحضارياً للحضارة الأوربية اليوم، وبالتالي، لذلك دعا إلى تجاوز التراث العربي والإسلامي واحياء (النزعة الفرعونية)، فألّف دفاعاً عن هذه الفكرة كتاب: مصر أصل الحضارة، لأنه يعتقد أن دراسة التاريخ الفرعوني إنما هو «في الحقيقة ليس تايخ مصر وحدها، بل هو تاريخ الحضارة الأولى للعالم»، ومصر هي أصل حضارة البحر الأبيض المتوسط، وهي منبع من منابع الحضارة الغربية تمثلت في مدرسة الاسكندرية.
بهذا المعنى نجد أن مقولة «تجديد» التراث ما هي إلا محاولة لتوظيفه وفق أيديولوجيا المفكر إما لغرض تجاوزة أو لتكريس مقولاته.
غالبا ما تسعى الحكومات إلى تقديم ماهو أفضل لمواطنيها من جميع النواحي، فهي إذا ما سعت إلى ضمان حياة كريمة، فلها أن تفخر بمثل هكذا منجز، وبالتالي سيزيد من الأواصر والروابط بين الحكومة والشعب.
دائما ما نركز على ايجابيات المرحلة التي نعيشها اذا ما استحقت الإشادة، ونحاول أن نبرزها ونسعى للتأكيد عليها اذا ما أدت مؤداها الساعية للمنفعة العامة، وفي الوقت ذاته نشخص السلبيات، والتي هي بطبيعة الحال نتيجة تراكم السنوات السابقة والتخبطات القديمة، والتي تحتاج إلى ثورة إصلاح حقيقية، واذا ما أشرنا إلى إيجابيات الوقت الراهن، فلا بد من الإشارة إلى قانون التقاعد الضمان الاجتماعي، الذي صوت عليه مجلس النواب العراقي في الــ 17 ايار من هذه السنة، والذي يعتبر طفرة نوعية للقوانين، التي شرعت وانعطافة كبيرة نحو تعزيز العجلة الاقتصادية وحماية شريحة المتقاعدين من العمال في القطاع الخاص، وبالتالي أن مثل هكذا قوانين ستعزز الأواصر والروابط بين الحكومة والشعب، باعتبار أن شريحة المتقاعدين ولسنوات خلت يعدون من المنسيين وتعتبر حقوقهم غائبة.
الفجوة التقاعدية المالية إن صحت تسميتها التي كان يعيشها المتقاعد، باتت تؤرق المتقاعدين، فالفرق الشاسع بين الحد الأدنى والحد الأعلى يكاد يكون كبيرا جداً حتى وإن قامت الحكومة بزيادة طفيفة على رواتب الحد الأدنى، لكن لم تفِ بالغرض لانه وبطبيعة الحال أكثر المتقاعدين يعيشون حياة صحية غير مستقرة، فبالتالي الزيادة على مرتباتهم لا تجدي نفعا بسبب زيادة الأسعار بصورة عامة والعلاج بصورة خاصة، الحلول وإن ساهمت وبشكل بسيط لحل شيء من معاناتهم، لكنها وفي ظل الغلاء المعيشي الذي نعيشه تقى حلول ترقيعية، اذن فلنتفق أن المشكلة بنيوية، وتحتاج إلى حلول واقعية، فمتى ما استطعنا أن نسيطر على السوق وعدم تلاعب ضعاف النفوس على أسعاره نكون قد أوجدنا حلا واقعيا، ومتى ما سيطرنا على جشع بعض الأطباء الذين امسوا ينهشون بأجساد مرضاهم باسعار كشفياتهم الخيالية وعلاجهم باهظ الثمن هنا نكون قد أوجدنا حلاً واقعيا، وتشجيعا منا وتثمينا لخطوات الحكومة الساعية لإنجاح برنامجها الحكومي نعتقد بوجود حل، بالإضافة إلى ما تم ذكره سابقا بأنه بالإمكان بناء مستشفيات خاصة في بغداد على غرار مدينة الطب، تعنى بالمرضى المتقاعدين، تكون مؤهلة بكوادر مختصة لرعايتهم وبأسعار مدعومة.
نتشر في بغداد وعدد كبير من المحافظات ما يسمى (العشوائيات والتجاوزات)، وهو مظهر سلبي من جملة المظاهر السلبية التي تنتشر في العراق وتتجاوز الأنظمة، من دون أن تجد الحكومة حلولا لها، إلا باتخاذ قرارات سريعة وقاسية ومجحفة بحق شرائح عديدة من المواطنين الذين يعيشون في قاع المدينة.
الا ان ما حدث بعد 2003 ؛ كل ظاهرة سلبية باتت تتسع يوما بعد اخر، وبتنا نجد العديد من الشوارع وقد تم اقفالها، بعد أن تحولت إلى أسواق شعبية، واختفت الأرصفة بسبب استغلالها من قبل سكنة الدور أو الباعة الجوالين..
وتمَّ البناء على أراضٍ زراعية أو آثارية، وتحول البيت الواسع الواحد إلى أربعة أو سبعة بيوت !
وقد اتخذت الحكومة سلسلة إجراءات، ووجهت الكثير من الإنذارات للمخالفين تحثهم وتلزمهم على إزالة التجاوزات والعشوائيات والبناء غير النظامي، والذي لا يحمل إجازة بناء ولا خارطة بناء معتمدة رسميا.
إلا أن كلَّ هذه الإجراءات باءت بالفشل، فشلٌ على صعيد الحكومة، وعلى صعيد المواطنين المخالفين كذلك. وهذا يعني أن القرارات الملزمة التي تتخذها الحكومة، لم تلق صداها لدى المخالفين، وخشية المنفذين من الصدام مع المواطنين، الذين يرفضون رفضا قاطعا تنفيذ القرارات التي يعدونها (تعسفية) وخالية من الرحمة والإنسانية والعدالة إزاء شريحة اجتماعية تعاني من الفاقة ومن البطالة.
ولو تمت دراسة هذا الواقع الذي نشهده في كل شارع وفي كل زقاق؛ لتبينا أن بغداد على وجه التحديد قد تحولت من مدينة حضارية وعاصمة تاريخية تزهو بنظافتها، إلى مدينة تثقل عليها العشوائيات والتجاوزات ومن ثم تمتلئ بالنفايات من دون أن تجد الحكومة حلولا لها، وكان من الممكن للحكومة ان تنجح في تنفيذ قراراتها، لو انها تمكنت من اقناع كل مواطن، من ان النظافة ـ نظافة الشوارع والاحياء والازقة ـ لا تقل أهمية عن تنظيف بيوتهم وأماكن أعمالهم.
انها ليست مسؤولية الحكومة وحدها ؛ وانما يتطلب من المواطن تحمل مسؤوليته كذلك في نشر النظافة والنظام.
ولعل انتشار هذه العشوائيات والتجاوزات، يعود بالدرجة الأساس إلى انتشار البطالة بعد ان أغلقت كل المصانع أبوابها، مثلما جفت الأراضي الزراعية، وانتقال حياة الريف المتواضعة والفقيرة والتي يسودها الجهل إلى المدينة؛ لتصبح متخلفة بدلا من تمدنها ورقيها.
هنا.. يبدأ عمل الحكومة:
ـ انشاء أسواق شعبية خاصة بكل مهنة وبكل نوع من البضاعة المباعة، وهذا أمر غير عسير التنفيذ على حكومة خدمات.
ـ والعمل على إعادة فتح المصانع المحلية ودعمها وتيسير عملها.. وهذا ليس صعبا اذا ما كانت النوايا سليمة.
ـ ودعم الفلاح عن طريق تزويده بالاراضي والاسمدة والاليات والمياه؛ ولا يمكن للحكومة ان تقف عاجزة عن تنفيذه.
ـ وبناء بيوت رخيصة للسكن ؛ يمكن ان تخفف كثيرا من وطأة ازمة السكن التي تعاني منها شرائح اجتماعية عديدة.. وكمثال على ذلك بناء مدينة الثورة (الصدر حاليا ) في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم.
ـ واعداد شروط ميسرة وملزمة للبناء وعلى أراض معدة على هذا الغرض، امر ممكن كذلك.
ـ اما تجريف الأراضي الزراعية وتحويلها إلى اراض سكنية خارج الضوابط والقوانين فهذا امر يفترص إيقافه وبقوة.
ـ اما اشغال الأرصفة وتوسيع رقعة السكن عليها، أو اشغالها من قبل الباعة الجوالين ؛ فأن هذا الامر يتطلب تعريف المواطن بحقه وحق سواه من الناس، لكي يتم اتخاذ الإجراءات الحاسمة بعدئذ، مع مراقبة المنفذين خشية وقوعهم في الرشا من جهة، وحمايتهم أمنيا من كل اعتداء وتهديد.
ـ كما ان العمل على فرض غرامات على كل من يهمل العناية بنظافة شارعه وحيه.. لا بد من تفعيل الاجراء الصارم بحقه في حال امتنع أو تقاعس عن اعمام هذه النظافة.
(العشوائيات والتجاوزات) لا يمكن وضع حد لها بالأمنيات وحدها ولا بتثقيف الناس حولها حسب؛ وإنما تكون الغرامة أحيانا ضرورية ولتكون آخر الحلول الناجعة، التي تجعل المواطن ملزما بالتنفيذ.
إن المجازر التي جرت وتجري في غزة يندى لها جبين الإنسانية، فقوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت فظائع مروعة ضد شعب مسلوبة أرضه وسط موقف دولي باهت.
رغم أن المادة 99 من ميثاق الامم المتحدة قد نصت على ما يلي: للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن على أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والآمن الدولي.
وقد عمد الأمين العام للأمم المتحدة إلى دعوة مجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد لاصدار قرار ينص على وقف إطلاق النار في غزة، لكن دون جدوى.
فما هو دور الأمم المتحدة في إيقاف هذه المجزرة هل تكتفي بالتنديد وتقديم المقترحات؟ هل إن ميثاق الأمم المتحدة مجرد حبر على ورق؟ لماذا تنفذ مواد هذا الميثاق اذا كانت المشكلة تتعلق بمصالح الدول الكبرى؟ وتصدر قرارات لصالح الدول الكبرى؟
بينما تتراخى إذا كانت المشكلة تتعلق بمجازر ترتكب ضد شعوب مستضعفة؟
هل نسيَّ العالم ما تعرض له مسلمو الروهينغا من مجازر في بورما عام 2017؟ بينما كانت مواقف الأمم المتحدة خجولة وليست بمستوى الطموح؟ ماذا عن المجزرة التي ارتكبها الجيش الكونغولي ضد المتظاهرين المنددين بإجراءات الامم المتحدة في الكونغو، بسبب ضعف أداء حفظ السلام المتواجدة في الكونغو منذ عشرين عاما، والتي لم تنجح في أداء مهامها في حفظ السلام في الكونغو، وكيف أن الجماعات المتمردة ارتكبت مجازر مروعة بحق المدنيين العزل دون أن تنجح قوات حفظ السلام من التصدي لها؟
ولا ننسى ما جرى في العراق بعد احتلاله من قبل القوات الأمريكية، وكيف ارتكبت عدة مجازر منها مجزرة ساحة النسور.
واليوم نجد أن موقف منظمة الأمم المتحدة موقف متراخٍ تجاه ما يجري في غزة من مجازر وترحيل للسكان وتشريدهم.
فلا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب المجازر في غزة، بينما تتباكى منظمة الامم المتحدة لكن دون جدوى.
كان من المفترض إرسال قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة لتكون حاجزا لحماية السكان في غزة، لكن للأسف لا تزال الحرب قائمة دون إيقاف لها.
فهل إن منظمة الأمم المتحدة التي يجب ان تعكس الإرادة الدولية عاجزة عن إيجاد الحل؟...
وهو إجراء تأخر كثيراً خلال الأعوام المنصرمة التي نهبت خلالها عشرات مليارات الدولارات من دون أي مساءلة، تحشيد الفعاليات الرسمية والمجتمعية احد المظاهر المهمة في مواجهة تفشي الفساد المستشري بشكل علني بلا تخوف من المساءلة والقانون، فالامر اصبح شبيها بواقع حال في اغلب المؤسسات والدوائر سواء في القطاع العام أو الخاص.
ولعل نشاط هيئة الـنـزاهـة فـي كشف ملفات الفساد ومطاردة الفاسدين وعمليات إلقاء القبض التي تطال افراداً وجماعات، ولا سيما ما يخص مسؤولين مهمين في الدولة، يؤكد توجه الحكومة الجاد في محاربة الفساد، فحسب البيانات التي اعلنت عنها الهيئة بلغت عمليات الضبط الكلية أكثر من 570 عملية منذ مطلع العام الحالي، وتم اصدار 89 أمر قبض واستقدام بحق كبار المسؤولين في الشهرين الماضيين فقط، وضع رؤية ستراتيجية تشمل اشراك المجتمع وتثقيفه للحد من الفساد، امر مهم برغم صعوبة المهمة امام تفشي فاسد مضاد يحارب من اجل مصالحه غير المستحقة على حساب المال العام ومصلحة المواطن.
لكن الاهم في سياسة الدولة في محاربة الفساد هو عقد اتفاقات مع الدول الإقليمية والدولية التي ينشط فيها المال المنهوب تهدف إلى وضع رؤية وإطار متكامل للحد من الفساد وإلقاء القبض على الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة، الـعـراق إحدى الدول المنضمة لـ (اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد)، و(الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد، ولذلك لايمكن للغطاء السياسي أو السلطوي أن يحمي الفاسدين ممن تثبت إدانتهم بالدليل القاطع سواء كانوا خارج العراق أو داخله.
كما تحتاج الدولة العراقية أن يكون قانونها واضحا وصريحا لا لبس فيه في ما يخص تداخل الصلاحيات في توفير متطلبات التحقيق ومنح الصلاحية للجهة المختصة الوحيدة كهيئة النزاهة، فما زال بعض التداخل موجودا بين الهيئة والامن القومي، وهذا الامر قد يؤدي إلى الالتباس في التعامل مع الاجراءات القانونية مع الدول التي تنشط فيها اموال الفاسدين، بقانون مكتمل خاص بهيئة النزاهة يمكن أن تطبق المساءلة (من أين لك هذا) على الجميع وليس على فئة من دون أخرى.
واجب الحكومة والمواطن محاصرة ظاهرة الفساد، وواجب المجتمع والعشيرة رفض مظاهر المباهاة والغنى على حسب العادات والقيم والتقاليد، وواجب القضاء والدولة تطبيق القانون بصرامة على الجميع سواسية من دون محاباة أو محسوبيّة أو جهويّة.
إجراء انتخابات مجالس المحافظات في كركوك والمناطق المستقطعة الأخرى من كوردستان، ليس عملية ديمقراطية تتنافس فيها القوى والجهات السياسية من أجل كسب أكثر الأصوات والمقاعد في تلك المجالس أو نيل حصص واستحقاقات انتخابية من الإدارات المحلية بتلك المناطق. إنما الانتخابات المقبلة تمثل بالنسبة لشعب كوردستان مسؤولية وطنية وقومية وتاريخية وأخلاقية كبيرة، وهي عملية مصيرية، كون نتائجها ستحسم مجموعة مهمة من الملفات والأمور لمصلحتك أو ضدك.
ستغدو تلك النتائج معيارا رئيسا لبقاء سلطة محافظ كركوك بالوكالة غير الشرعية أم وضع حد لها. وستغدو كذلك سببا لتنفيذ المادة ١٤٠ من الدستور العراقي أو العكس. ليس هذا فحسب بل ستصبح كذلك وسيلة لإنهاء الوضع غير الطبيعي في كركوك والمناطق المستقطعة الأخرى من كوردستان، الذي نتج عن نتائج الاستفتاء التي أسفرت بدورها عن إيجاد وضع غير مستقر أمنيا وسياسيا وخدميا وبيئيا وإداريا واقتصاديا في المنطقة، أو ستصبح وسيلة لبقاء الوضع على ما هو.
نتائج الانتخابات المحلية المقبلة في كركوك، ستصير عاملا من عوامل تحقيق إدارة متوازنة وعادلة تضع نصب عينها تقديم الخدمات، ويعدها مكونات المحافظة كلها منها وإليها، أو ستصير عاملا مساعدا لبقائها غارقة في الفساد واللاتوازن.
– نتائج الانتخابات ستمسي سلاحا ترسخ من جديد الهوية الكوردستانية لكركوك وطوزخورماتو وخانقين وكرمسير ومخمور وسهل نينوى. أو ستتحول إلى سلاح تشكل تهديدا لتلك الهوية.
ستقضي نتائج الانتخابات على العنصرية والفكر المتطرف، أو ستمهد الطريق لاستمرار مخاطرهما.
ومن هذا المنطلق، ستضع الانتخابات المقبلة مسؤولية عظمى على عاتق جميع الأطراف والقوى السياسية في كركوك، كما ستحمل المواطنين الكورد في المناطق المستقطعة مسؤولية تاريخية كبيرة.
وعليه فإن الاتحاد الوطني الكوردستاني سواء أ كان في إطار هيكله الحزبي المسؤول إزاء القضايا الوطنية والقومية، أو في “تحالف كركرك قوتنا وإرادتنا، سبق وأن أعد نفسه عبر خطة ملائمة لبلورة تلك المسؤولية على أرض الواقع من جهة وكسب أعلى الأصوات من جهة أخرى وبالتالي إزالة كل المخاطر والتهديدات التي ذكرناها سلفا، ويسنده في تلك المهمة بلا شك ناخبو كركرك والمناطق المستقطعة.
ولأجل كل ما سبق، ها نحن بدأنا وبقوة الحملة الانتخابية التي تمثل نقطة البداية والخطوة الأولى للوصول إلى النجاح وتحقيق هدفنا الرئيس ولا سبيل لذلك سوى دعم المقرعين والإرادة الصلبة.
وتدور رحى الموت وهي تطحن الألوف من أرواح الفلسطينيين في مجازر مستمرة، ربما تمتد لسنوات والى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لتبقى القضية الفلسطينية الجرح النازف والخنجر الطاعن في الضمير العربي... دمار وتدمير وخراب وسفك دماء أطفال أبرياء وتهجير قسري، لتستمر عجلة الموت تسحق أرواح المسلمين دون هوادة أو رحمة، وعلى مرأى ومسمع من العالم جهارا نهارا، من قبل هؤلاء أصحاب أكبر كذبة في التاريخ التي اطلقها الكاتب النمساوي اليهودي (ثيودور هرتزل)، حيث ألف كتاب أسمه ( الدولة اليهودية) عام 1896.
وهي إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين، وهو مشروع خطط له قبل آلاف السنين، بدأت من (ادمون ريشايلد)، وهو من أغنياء يهود بريطانيا عندما جاء إلى فلسطين واقام 30 مستوطنة يهودية في فلسطين، ومن ضمنها مستوطنة اسمها ( ريشيون لتيون) عام 1885، والتي رفعت العلم الإسرائيلي، لتتوالى الأحداث وعندما زار العالم الكيميائي اليهودي البريطاني (حايم وايزمن)عام 1907 فلسطين، وبدأ بالبحث عن الأراضي الفلسطينية، ليتم شراءها بتمويل من أسر بريطانية ثرية، لتصبح اكثر من 200 ألف دونم من الأراضي الزراعية تم شراؤها من قبل (حايم وايزمن)، بعد تهجير 60 ألف عائلة فلاحية فلسطينية، لتستمر المحاولة تلو الاخرى والمؤامرات والتعهدات بإقامة وطن قومي للكيان المسخ، ومنها وعد بلفور عام 1917 لتأتي الضربة القاضية والقاصمة باتفاقية سايكس بيكو) سيئة الصيت، لتقسيم أراضي الشرق الأوسطية ما بعد الاحتلال العثماني، وكان (سايكس) صديق (حايم وايزمن)، لتدخل القوات البريطانية إلى القدس عام 1917، وكان من ضمن القوات البريطانية فيلق يهودي ليشرف عليها (وايزمن)، وتترسخ فكرة إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين.
ليصبح النفوذ اليهودي واضحا لتكون عندها لديهم مؤسسات زراعية وصناعية ومؤسسات طاقة وتعليم، لتعمق اليهود نفوذها من خلال مؤتمر السلام الذي اقيم في باريس.
عندها التقى الملك (فيصل الاول) ملك العراق ممثلا عن العرب (حايم وايزمن)، ليكون الأخير ممثلا عن اليهود على أساس إقامة بلد للصهاينة في فلسطين، مقابل ضمان استقلال العرب من الاحتلال البريطاني، وبموجبه ومع مرور السنين ازدادت قوات اليهود، وازدادت سطوتهم على أهالي وأرض فلسطين الأصليين، لتبدأ رحلة التهجير، وما أن انسحب الانتداب البريطاني من أرض فلسطين، لتعلن دولة اسرائيل من خلال أول رئيس وزراء لها وهو (ديفيد بن غورين)، لتتوالى الأحداث المؤلمة بعد نكبة فلسطين في التهجير بالشعب والاموال والبيوت، لم يكن عددهم آنذاك 3000 يهودي فقط في زمن الدولة العثمانية، وهذا ما أيدته ودونته كتب وشواهد على التاريخ، حتى دخول البريطانيين كان عددهم 50 ألف يهودي مقابل 500 ألف من المسيحيين والمسلمين من العرب على ارض فلسطين، لتستمر المعاناة والذي يعاني منها اليوم الفلسطينيون الامرين من نكبة 1948، لتتجدد عمليات القصف والتهجير والتشرد في جميع أرجاء أرض فلسطين يحملون معهم حق العودة والعيش بسلام، التي لا تعترف بها اسرائيل إلى يومنا هذا، لتعيد الكرة بعد الأخرى ضاربة عرض الحائط كل تلك المواثيق والاتفاقيات، لا سيما اتفاقية جنيف والخاصة بحماية المدنيين العزل أمام غاراتهم، التي لاتفرق بين طفل وشيخ كبير وامرأة، مقابل سكوت العرب وخضوعهم امام الجبروت الإسرائيلي، ليكونوا كالأنعام بل هم أضل سبيلا.