في الشهر الأخير من العام الماضي 2024، تأخرت رواتب الموظفين لعدة أيام عن موعدها، وبذات الوقت اشتكت بعض المحافظات والعديد من المقاولين من تأخر صرف مستحقاتهم المالية، لتتسرب معلومات من اللجنة المالية النيابية عن وجود أزمة سيولة لدى الحكومة.
عجز مالي ام نقص سيولة ؟.. معلومات متضاربة والمالية "تتكتم على الهلع"
بقيت المعلومات عن وجود أزمة سيولة أو عجز مالي تتداول لعدة أسابيع في تصريحات مسؤولين ومستشارين ونواب، لكنها كانت تتضارب، فوزارة المالية تصدر بيانات تنفي فيها وجود أزمة مالية أو ازمة سيولة حتى وانها ملتزمة بتمويل الرواتب وغيرها من أبواب الصرف، وكان نواب في اللجنة المالية يكررون ما تقوله الوزارة، في حين يؤكد نواب اخرون في اللجنة المالية وجود ازمة حقيقية، وان وزارة المالية تريد من اللجنة المالية "التكتم" على المعلومات لغرض عدم اثارة الهلع بين الناس.
اعتراف بصعوبة تمويل المشاريع وآخرون يتحدثون عن "نقص سيولة" ولا وجود للعجز
انعدام وجود سياقات واضحة وتضارب المعلومات جعل القصة غير واضحة على لسان المسؤولين، لكن عمومًا حتى الجهات التي تحاول "طمأنة الشارع"، اعترفت بشكل أو بآخر بوجود "صعوبة" في تمويل المشاريع مع ضمان وجود الرواتب، واخرون قالوا ان هناك أزمة سيولة وليس عجزًا ماليًا.
وثيقة مسربة من المالية تحسم الجدل.. اعتراف بـ"عجز مالي"
الحديث عن نقص السيولة، يعني أن الدولة تمتلك الأموال بـ"الدولار"، لكن السيولة المالية بالدينار غير متوفرة لأنها مكتنزة في المنازل، والفرق كبير بينها وبين العجز المالي، لكن كتابا تسرب بالخطأ كما يبدو قبل أيام يحمل إجابة من وزارة المالية الى مكتب رئيس الوزراء، يتضمن اعترافا صريحا بوجود "عجز كبير" في الخزينة لتوفير رواتب الموظفين والمتقاعدين والحماية الاجتماعية، فالمالية بنفسها وصفته بـ"العجز الكبير"، ولم تتحدث عن نقص سيولة.
المالية تنفي وجود عجز و"تصمت" عن حقيقة الكتاب المسرب
ليس الكتاب الصادر من المالية فحسب قد يؤكد هذه القصة، بالرغم من محاولة الوزارة تدارك هذه المعلومة، وأصدرت بيانات لاحقة فيما بعد نفت من خلالها وجود أزمة او عجز مالي، لكنها في الوقت ذاته لم تتطرق الى حقيقة الكتاب المسرّب او تقوم بنفيه، لكن عمومًا عند تحليل الأرقام والبيانات، يصبح ليس من الحاجة لتخبرنا المالية ما يحصل بالضبط.
المالية باعت دولارات للبنك المركزي بـ 8 تريليون دينار في ديسمبر 2024
عند تحليل الأرقام والبيانات الرسمية يتضح أن المشكلة الحقيقية هو وجود عجز وليس نقص في السيولة كما يقول بعض المسؤولين، فعلى سبيل المثال، باعت وزارة المالية في شهر ديسمبر 2024 وهو اخر شهر تتوفر بياناته المالية، اكثر من 6.2 مليار دولار، حيث يشتري البنك المركزي الدولار من وزارة المالية الذي تحصل عليه من تصدير النفط، بسعر يبلغ 1300 دينار لكل دولار واحد، ووفقًا لذلك ستكون وزارة المالية قد حصلت على 8 تريليون دينار نتيجة بيع الدولار الى البنك المركزي.
الوارد 9.5 تريليون دينار والمصاريف اكبر بـ 25%
يضاف الى هذا المبلغ قيمة الإيرادات غير النفطية الداخلية، والتي تظهر بيانات وزارة المالية انها بلغت 16 تريليون دينار خلال 11 شهرا من العام 2024، ما يعني ان معدل الإيرادات غير النفطية يبلغ 1.5 تريليون دينار شهريًا في احسن الأحوال، ما يجعل اجمالي إيرادات المالية الشهرية حوالي 9.5 تريليون دينار شهريًا، لكن بالمقابل تبلغ نفقات الرواتب لوحدها شهريًا اكثر من 8 تريليون دينار شهريًا، واذا ما أضيفت النفقات التشغيلية اللازمة الأخرى ستحتاج الوزارة الى 10 تريليون و300 مليار دينار شهريًا، اما اذا جمعنا النفقات الاستثمارية ستحتاج المالية الى 12.4 تريليون دينار شهريًا، ما يعني ان الإيرادات الشهرية تغطي 75% فقط من النفقات، بينما يبلغ العجز 25%.
الديون الداخلية قفزت 20% خلال عام واحد
هذا الاستنتاج يفسره بشكل واضح واكبر حجم الديون الداخلية الذي ارتفع بشكل كبير خلال العام الماضي 2024، فالديون الداخلية طوال الأعوام 2021 و2022 و2023 كانت مستقرة بين 65 و70 تريليون دينار، لكنها حتى نهاية 2024 ارتفعت الى اكثر من 83 تريليون دينار، أي ان الاقتراض الداخلي في 2024 بلغ 13 تريليون دينار وهو يبلغ 3 اضعاف ما تم اقتراضه داخليا من 2021 وحتى نهاية 2023.
كشفت تقارير أمريكية، تفاصيل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، برفع القيود المفروضة على القيادات العسكرية للحصول على الموافقات قبل شن الغارات الجوية وعمليات الاغتيال الخاصة، مشيرة الى ان هذا القرار سيؤدي الى توسيع نطاق الأشخاص الذين يمكن استهدافهم.
ونقلت شبكة سي بي اس نيوز، عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن هذه الخطوة تعطي الأولوية للمرونة من خلال منح القادة حرية أكبر في تحديد من يستهدفون مع تخفيف السيطرة المركزية متعددة الطبقات التي فرضها الرئيس السابق جو بايدن على الضربات الجوية والمداهمات التي تنفذها قوات العمليات الخاصة الأمريكية.
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع لشبكة سي بي إس نيوز إن سياسات بايدن في مجال الحرب كانت نسخًا طبق الأصل من تلك التي تم وضعها خلال فترة ولاية الرئيس السابق باراك أوباما الثانية، حيث ركزت الغارات الجوية عادةً على القيادات العليا للمنظمات الإرهابية.
وأضاف المسؤول أن نهج ترامب يحمل مخاطر ومكافآت في نفس الوقت، لأن تبسيط العملية ستؤدي إلى تدهور قدرات المنظمات الإرهابية بشكل أسرع، ولكنها في جوهرها تزيد من خطر اتخاذ قرارات خاطئة وسقوط ضحايا مدنيين غير مقصودين.
وبحسب مسؤولين أميركيين فقد تمت مناقشة جماعة الشباب الإسلامية المسلحة في الصومال والحوثيين في اليمن كأهداف محتملة، وليس من الواضح ما إذا كانت القيادات القتالية الأميركية الأخرى في مختلف أنحاء العالم قد تلقت نفس التوجيهات.
وتنقسم الضربات الجوية العسكرية الأمريكية إلى فئتين، متعمدة ودفاعية، وتلتزم الضربات المتعمدة بعملية متعددة الخطوات من اللوائح والتدقيق رفيع المستوى، وطوال عملية الضربة المتعمدة، تتم مراجعة المعلومات الاستخباراتية المجمعة لتحديد ما إذا كان الأفراد مقاتلين قانونيين بموجب قانون النزاع المسلح، وذلك لتقليل خطر وقوع إصابات بين المدنيين وتجنب عمليات القتل المستهدفة للأشخاص الأبرياء الذين يتم الخلط بينهم وبين المشتبه بهم في الإرهاب.
وقبل شن أي ضربة، كان على القادة العسكريين التأكد من استيفاء هذه الضربة لعدد من المعايير الصارمة والحصول على الموافقات من سبعة صناع قرار بما في ذلك الرئيس، وكان لابد من التأكد من أن الفرد المستهدف عضو في منظمة إرهابية معتمدة، وكان لابد من توقع وقوع خسائر في صفوف المدنيين بأقل قدر ممكن، ولا ينبغي أن تكون هناك "معلومات استخباراتية متناقضة" تعكر صفو الموقف.
نشر موقع "فوكس نيوز" الأمريكي، اليوم الاربعاء، تقريراً اشار فيه الى عقوبات "الضغط الاقصى" التي تنتهجها ادارة الرئيس ترامب تجاه الدول التي تمتلك علاقات اقتصادية وتجارية مع ايران وبضمنها العراق، ويشمل ذلك معاقبة مجموعة مصارف والتحكم باحتياطات بغداد لدى البنك الفيدرالي الأميركي.
ووفقاً لتقرير الموقع، فإن "على هذه الدول أن تتوقع أن تشعر بموجات الصدمة الناجمة عن حملة ترامب على تجارة النفط الايرانية"، مبينا ان ايران تصدر حاليا ما متوسطه 1.5 مليون برميل من النفط يوميا، ولكن بموجب الأمر التنفيذي الصادر عن ترامب في 6 فبراير/ شباط، سيعمل وزيرا الخارجية والخزانة على "تنفيذ حملة تهدف إلى دفع صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر".
وتطرق التقرير الى "6 مليارات دولار تتواجد في قطر من عائدات النفط الإيرانية المحتجزة في الدوحة"، مشيرا الى ان"هذا الموضوع تم طرحه خلال لقاء المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني هذا الأسبوع".
وبين التقرير الأمريكي، أن "واشنطن تنوي قطع صادرات نفط ايران الى الصين التي تمثل 90٪ من التدفقات الإيرانية للخارج، من خلال معاقبة بعض الأفراد والسفن المرتبطة بما يسمى بأسطول الظل من السفن التي تنقل النفط الإيراني، ولكن يمكن أن تمر حملات أكثر صرامة بعد البنوك الصينية التي تعالج المعاملات النفطية".
كما تنوي ادارة ترامب وفقاً لـ"فوكس نيوز"، "سحب الإعفاءات من مشروع ميناء تشابهار الإيراني، وهو بوابة تجارية رئيسية في جنوب إيران مع الهند، حيث ضخت الاخيرة 370 مليون دولار من خلاله، وكانت الهند قد حصلت سابقا على تنازل عن المشروع، مما سمح لها بإنشاء طريق تجاري في آسيا الوسطى تجاوز باكستان، لأن المسؤولين الأمريكيين اعتقدوا أن الميناء ساعد في جهود إعادة الإعمار في أفغانستان".
أما فيما يخص العراق، فقد أوضح التقرير، أن "الولايات المتحدة تتمتع بنفوذ كبير على العراق ويتم الاحتفاظ بـ 100 مليار دولار من احتياطيات البلد في الولايات المتحدة، ويمكنها أن تمارس من خلال هذه الاموال ضغطا كبيراً على بغداد لابعادها عن النفوذ الايراني".
واستشهد التقرير بـ"منع خمسة بنوك عراقية من إجراء معاملات بالدولار الأمريكي كوسيلة للقضاء على إيران التي تحصل على العملة الأمريكية"، معتبرا ان "العراق هو شريان الحياة لوصول إيران إلى العملة الصعبة، وقد سعت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة إلى تقييد تجاوز طهران للعقوبات من خلال جارتها".
أطلقت حركة حماس، سراح ست رهائن من غزة، أحدهم عربي، يمثلون آخر دفعة من الرهائن الإسرائيليين الأحياء الذين تقرر تسليمهم بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
بالإضافة لإيليا كوهين (27 عاما) وعومر شيم توف (22 عاما) وعومر فينكرت (23 عاما) وتال شوهام (40 عاما) وأفيرا منغيستو (39 عاما)، شملت عملية الإفراج، السبت، شابا عربيا مسلما يدعى هشام السيد.
على غير العادة سلمت حماس السيد البالغ من العمر 36 عاما، للصليب الأحمر في مدينة غزة من دون مراسم علنية كما جرت العادة.
والسيد محتجز لدى حماس منذ نحو 10 سنوات بعد دخوله للقطاع من تلقاء نفسه.
ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية فقد دخل السيد، وهو مواطن عربي إسرائيلي يتحدر من قرية حورة البدوية في صحراء النقب، إلى غزة في أبريل 2015.
وبحسب والده، لم تكن هذه المرة الأولى التي يدخل فيها إلى غزة، لكن في هذه المرة أوقفته حماس واحتجزته.
ولم تصل أي أنباء عن السيد حتى عام 2022، عندما نشرت حماس مقطع فيديو يظهره وهو مريض ومنهك على سرير ومربوط بخزان أوكسجين.
وفي مقدمة المقطع المصور البالغة مدته 39 ثانية، كُتب أنه يعود لـ "هشام السيد الجندي في الجيش الإسرائيلي في أسره لدى كتائب القسام".
وظهر السيد يرقد على سرير طبي وهو موصول بجهاز للتنفس الاصطناعي، وعرض المقطع أيضا بطاقة الهوية الإسرائيلية للرجل.
ويُعتقد أن السيد دخل مشيا على قدميه في منطقة لا يوجد فيها وجود عسكري إسرائيلي قوي عند الحدود مع غزة قرب معبر إيرز.
وادعت وسائل إعلام قريبة من حركة حماس أن السيد جندي في الجيش الإسرائيلي، لكن تقريرا لهيومن رايتس ووتش أشار إلى أنه جرى تسريحه من خدمته العسكرية بعد أشهر قليلة.
في 2017 دانت منظمة هيومن رايتس ووتش الاحتجاز "غير القانوني" للسيد، ونشرت تفاصيل جديدة عن الرجل الذي يُعتقد أنه يعاني من أمراض عقلية.
وقالت المنظمة إن "الوثائق التي راجعتها تشير إلى أن السيد تطوع للخدمة العسكرية في أغسطس 2008، ولكنه فصل بعد أقل من 3 أشهر حينما صنفه الجيش "غير ملائم للخدمة"، وهو ليس جزءا من قوات الاحتياط".
وكشفت تقارير طبية أيضا أن "الأطباء شخصوا حالة السيد بالفصام و"اضطراب الشخصية"، من بين أعراض أخرى، وأدخلوه المستشفى لعدة مرات".
ووصفه إصدار عن مستشفى بئر السبع في عام 2013 بأنه "مريض تناوبي" وهو معروف لـ "خدمات الطب النفسي لسنوات عدة"، مشيرا إلى أنه فر من المؤسسة بعد دخوله إلى المستشفى قبل أن يتم القبض عليه قرب الحدود مع غزة وحجز "لفترة طويلة" في عيادة للصحة النفسية في شمال إسرائيل.
وولد السيد، وهو الأكبر بين 8 أطفال، وترعرع في قرية السيد البدوية، التي تم دمجها في نهاية المطاف في بلدة الحورة، في صحراء النقب.
وقال شعبان السيد، والد هشام، إن ابنه أنهى المدرسة الثانوية، لكنه كان ضعيفا. وأخبر شعبان هيومن رايتس ووتش أنه حاول إشراك ابنه في أعمال البناء، لكنه رفض العمل وظل في المنزل.
وتزوج السيد، لكن زوجته طلقته في غضون أسبوع. وقالت والدته، منال، إنه "لم يكن راضيا عن الحياة التي يعيشها في البيت، وينظر دائما إلى الآخرين، متمنيا لو يملك ما لديهم".
واتصل السيد بأمه قبل أسبوع من اختفائه للتعبير عن رغبته في الزواج مرة أخرى.
وقالت إنه كان يقضي وقتا طويلا في مشاهدة التلفزيون، والاستماع إلى الموسيقى والتجول في المنازل والمحلات التجارية التابعة للجيران، الذين كانوا يغيظونه أحيانا أو يطردونه.
وتُظهر سجلات طبية للسيد استعرضتها هيومن رايتس ووتش تشخيصا ذكر أنه يعاني من فقدان السمع والدوار والطنين عام 2007، و"اضطراب في الشخصية واضطرابات سلوكية وعاطفية غير محددة" في عام 2009، و"اضطراب ذهاني حاد" في عام 2010، وانفصاما في العام 2013.
كما أمضى السيد وقتا طويلا يتراوح بين أيام وأسابيع في المستشفيات ومؤسسات الطب النفسي في جميع أنحاء البلد، بأمر من المحاكم والأطباء.
وقال شعبان إن ابنه حاول الهروب من مؤسسة واحدة على الأقل، وأن "هناك صوتا في رأسه يخبره بما يجب فعله ولا يمكنه السيطرة عليه".
وذكر والده إنه "حاول الذهاب إلى الأردن 5 مرات. منعه أفراد الأمن وغيرهم، في 3 من تلك المحاولات، من العبور".
وفي المرتين التي دخل فيها الأردن، احتجزته الشرطة، والمرة الثانية كانت لمدة 10 أيام تقريبا، قبل أسبوع من اختفائه في غزة.
وقال شعبان أيضا إن "ابنه دخل الضفة الغربية في 15 حادثة منفصلة على الأقل، مما أدى إلى احتجازه من قبل الأمن الوقائي الفلسطيني 3 مرات".
وفي وقت سابق قال شعبان لوكالة فرانس برس "نريد فقط أن نسأل حماس لماذا يقومون باحتجازه؟ ما هو السبب؟".
وأضاف "يقولون إنّه جندي في الجيش الاسرائيلي وهذه كذبة".
تمر اليوم (23/2/2025) الذكرى الـ(37) لبدء المرحلة الأولى من جرائم الابادة الجماعية وضد الانسانية ضد المدنيين الابرياء من شعب كوردستان تحت عنوان عمليات الانفال، التي ارتكبتها الدولة والحكومة العراقية خلال فترة النظام البعثي البائد وتحديدا في عام 1988، وذلك بمحاصرة منطقة سركلو ووادي جافايتي التي كانت تتواجد فيها مقرات قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني.
عمليات الأنفال نفذها نظام الديكتاتوري صدام حسين ضد المواطنين المدنيين الكورد، بدأت في 23 شباط العام 1988، واستمرت لغاية 6 ايلول من نفس العام، وتعد من اخطر صفحات القتل الجماعي الحكومي في تاريخ الحكم البعثي في العراق، الأنفال عبارة عن ثمانية مراحل عسكرية شاركت فيها قوات الجيش والقوى النظامية بصورة مباشرة، منها (الفيلق الأول الذي كان مقره في كركوك، الفيلق الخامس الذي كان مقره في أربيل)، القوة الجوية، القوات الخاصة، الحرس الجمهوري، قوات المغاوير، دوائر الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية والحجوش، أقسام الأسلحة الكيمياوية والبايولوجية، بالاضافة الى جميع الدوائر الخدمية التي وضعت في خدمة تنفيذ هذه العمليات.
مراحل حملات الأنفال
* الأنفال الأولى: منطقة السليمانية، محاصرة منطقة (سركه لو) ووادي جافايتي، حيث تواجد مقرات قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني في 23 شباط لغاية 19 مارت/1988.
* الأنفال الثانية: شملت منطقة قرداغ، بازيان ودربنديخان في 22 مارت لغاية 1 نيسان.
* الأنفال الثالثة: منطقة كرميان، كلار، باونور، كفري، دووز، سنكاو، قادر كرم، في 20 نيسان من نفس العام.
* الأنفال الرابعة: في حدود سهل (الزاب الضغير) أي بمعنى منطقة كويه وطق طق وآغجلر وناوشوان، في 3 مايس الى 8 مايس، حيث بدأت الحملة بقصف قريتي عسكر و كوبتبة ومنطقة جمي ريزان بالاسلحة الكيمياوية.
* الأنفال الخامسة والسادسة والسابعة: محيط شقلاوة وراوندز في 15 مايس ولغاية 26 آب.
*الأنفال الثامنة: المرحلة الأخيرة، منطقة بادينان، آميدي، آكري، زاخو، شيخان، دهوك، في 25 آب ولغاية 6 ايلول من نفس العام.
والحديث عن الأنفال هو حديث عن حملة قتل جماعي وابادة منظمة وفقاً لجميع المقاييس، هذا يعني ان الأنفال كانت الخطوة الأولى لابادة المجتمع الكوردستاني. وتدمير اكثر من 5 الاف قرى في كوردستان، وستراتيجية حملات الأنفال كانت تدمير جميع القدرات الدفاعية التي يتمتع بها المجتمع الكوردستاني.
وجرائم الأنفال التي تسبب في استشهاد (182000) الف انسان كوردي، بدأت بعمليات عسكرية، والمناطق التي نفذت فيها الجرائم انقسمت على ثمانية مراحل، المرحلة الأولى من الحملات بدأت في منطقة السليمانية 22/2/1988، وكانت المرحلة النهائية لحملات الأنفال والمعروفة بخاتمة الأنفال في منطقة بادينان في 6/9/1988، استخدمت في مراحل حملات الأنفال جميع انواع الأسلحة المحرمة دولياً وخاصة السلاح الكيمياوي من نوع الخردل والسيانيد وغاز الأعصاب والفسفور.
والأنفال ووفقاً للمقاييس الدولية للجرائم تدخل في اطار جرائم الابادة الجماعية (الجينوسايد)، وهذه الحقيقة تمت الاشارة اليها بوضوح في تقرير المنظمات الدولية لمراقبة حقوق الانسان، وتحرك ملف الأنفال في المحكمة الجنائية العراقية العليا، وفي يوم 21/8/2006 القيت أول محاكمة عن الأنفال في بغداد، وقد اصدرت المحكمة قراراها الحاسم حول ملف الأنفال، وتم وفقاً لذلك تعريف جرائم الأنفال بجرائم الابادة الجماعية (الجينوسايد).
وجاء ضمن ملف الأنفال أسماء المئات من المتهمين كمنفذين رئيسيين لهذه الجرائم، لكن تم استجواب ومحاكمة المتهمين (صدام حسين رئيس جمهورية العراق، علي حسن المجيد أمين سر مكتب الشمال لحزب البعث، سلطان هاشم قائد الجيش، صابر عبد العزيز الدوري رئيس مؤسسة الاستخبارات العسكرية، حسين رشيد التكريتي نائب المسؤول عن تنفيذ حملات الأنفال، طاهر توفيق العاني محافظ نينوى، فرحان مطلق الجبوري مسؤول الاستخبارات العسكرية في شمالي العراق).
أثار حسين الشرع، والد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، تفاعلاً واسعًا بمنشوراته التي انتقد فيها بشدة التوجه نحو خصخصة القطاع العام، محذرًا من تبعاتها على الاقتصاد والسيادة الوطنية.
كما هاجم شخصيات معارضة بارزة، متهماً إياها بنشر الأكاذيب والتقليل من شأن ما وصفه بـ"الإنجاز التاريخي" الذي أطاح بالنظام السابق.
وقال الشرع إن "الحديث عن تخصيص شركات ومؤسسات القطاع العام الاقتصادي خطأ كبير، لأن هذا القطاع أقيم على مدار عقود، ويعد ثروة قومية وملكًا للشعب".
وأوضح أن مشكلات "الترهل والفساد والخسائر لا تعود إلى البنية الأساسية، بل إلى الإدارات التي أدارتها دون خبرة أو اهتمام".
وأضاف أن "الحل لا يكمن في بيع هذه الشركات، بل في إعادة تقييمها ومعرفة احتياجاتها من قبل خبراء فنيين وإداريين، والعمل على إصلاحها وتحديثها، وتقليل التكاليف والهدر، وتحسين جودة الإنتاج والتسويق".
وحذّر الشرع من أن "القطاع العام حمل العبء الأكبر في مراحل عديدة، وهو قادر على المساهمة في التطوير الاقتصادي والاجتماعي".
وأكد أن هذا القطاع "يضم آلاف العمال في مختلف التخصصات"، متسائلًا عن مصيرهم في حال بيعه".
في منشور آخر، شنّ الشرع هجومًا حادًا على شخصيات معارضة في الخارج، متهماً إياها بـ"الكذب والتشهير دون حسيب أو رقيب".
وأشار بالاسم إلى كمال اللبواني، الذي وصفه بأنه "يهاجم من أسقطوا النظام في أحد عشر يومًا، ويتهمهم بأنهم جاءوا بدعم أمريكي وإسرائيلي"، واتهمه بأنه "زار إسرائيل سابقًا وعاد بخيبة أمل".
كما انتقد العميد أحمد رحال، قائلاً إنه "أمضى سنوات ينتقد المعارضة المسلحة، وعند تحقيقها الانتصار، بدأ يتحدث وكأنه القيم على الثورة".
وأضاف أن "من قادوا التغيير لديهم رؤية واضحة وخارطة طريق للوصول بسوريا إلى مستقبل جديد، دون وصاية من أحد".
ووجّه الشرع أيضًا انتقادًا لنضال معلوف، مشيرًا إلى أنه "كان يقدم تحليلات جيدة، لكنه أصبح أكثر حدة بعد انتصار الثورة، لأنه لا يقبل القيادة الجديدة".
ووصف موقفه بأنه "قائم على انطباعات شخصية، وليس على أسس موضوعية"، واتهمه بـ"توزيع اتهامات بلا دليل".
تصريحات الشرع أثارت ردود فعل متباينة، بين مؤيد يرى أنها "تعكس رؤية واضحة لحماية الاقتصاد الوطني"، ومعارض يعتبر أنها "تعكس نزعة إقصائية تجاه أي انتقاد للسلطة الانتقالية".
روت المراسلة السابقة لشبكة "سي أن أن" الأمريكية آروى دامون، التي عملت لسنوات عديدة في تغطية غزو العراق، وحروب ونزاعات أخرى في الشرق الأوسط، قصتها في العراق الذي تقول إنه "سلبها جزءاً منها"، والحرب في سوريا التي "دمرتها"، وذلك بحسب ما ذكرت صحيفة "تلغرافي" الصادرة في جمهورية كوسوفو.
وأشارت الصحيفة في التقرير، إلى أن دامون وفي لقاء مع صحفيين من كوسوفو، بدعوة من نقابتهم، شاركت تجاربها والتحديات التي عايشتها في مناطق الحروب في الشرق الأوسط، لافتة إلى أن دايمون صحفية مخضرمة حيث غطت لصالح "سي أن أن" الأحداث الكبرى، خصوصاً في الشرق الأوسط، وقدمت تقارير من مناطق خطرة وخرجت بقصص مؤثرة عن الحروب واللاجئين والأزمات الإنسانية.
وتابع تقرير الصحيفة، أن دامون استعادت بذاكرتها كيف أن "سي أن أن" كانت مترددة في منحها فرصة تغطية حروب، ولكن بما أنه لم يكن لدى الشبكة خيار آخر، تم إرسالها في مهمة إعداد التقارير إلى مناطق الحرب.
ونقل التقرير عن دامون قولها "تمكنت في نهاية الأمر من تأمين اللقطات الصحيحة والعودة بالمواد اللازمة".
وبحسب دامون فإنه كان من الصعب عليها الوقوف أمام الكاميرا، إلا أنها كانت "محظوظة لأن شبكة سي أن أن سمحت لي بارتكاب أخطاء على الهواء"، مشيرة إلى أنها كانت فرصة مهمة لها لتطوير حياتها المهنية.
وأضاف التقرير أن دامون عملت في بغداد لمدة نحو سبع سنوات منذ شباط/ فبراير 2003 إلى العام 2010، ثم انتقلت إلى بيروت، وبعد اندلاع الربيع العربي، عملت كمراسلة في مصر وليبيا ثم سوريا.
ونقل التقرير عن دامون "أقول دائماً إن العراق سلبني جزءاً مني، لكن سوريا دمرتني"، موضحة أن تقاريرها في سوريا، برغم اليأس والألم الذي شعرت به تجاه الذين قتلوا، لم تتمكن من تغيير المسار القاتل للأحداث هناك.
وتقول دامون كما نقلت عنها الصحيفة، إن "جزءاً كبيراً مني غرق في حفرة مظلمة من الاكتئاب، وكان الأمر كما لو أنني كنت أغرق في دوامة سوداء، شعرت وكأنني أتمسك بأظافري لأنجو من الغرق".
وتواصل دامون قصتها قائلة "كنت غارقة في شعور بالعجز واليأس الكامل، وخيانة ثقة كل هؤلاء الناس الذين وثقوا بنا بقصصهم، ووثقوا بنا بحقيقتهم، وقد نقلناها، إلا أننا ما زلنا غير قادرين على هز القوى التي كان بإمكانها تغيير مستقبل سوريا".
وذكر التقرير أن دامون التي سبق لها أن فازت بخمس جوائز "إيمي"، أصبحت بعد مسيرتها الصحفية الناجحة مهنيا، تقود منظمة "INARA" الإنسانية التي تقدم المساعدات الطبية والدعم للأطفال المتضررين من الحروب والأزمات، كما تساعد الشباب على استعادة تعافيهم وفرصهم لحياة أفضل.
ومثلما عرض شريط فيديو عن مسيرة دامون المهنية كإعلامية، عرض خلال اللقاء فيلم وثائقي قصير أيضاً عن مناطق الحرب في الشرق الأوسط وتحديداً في غزة.
ومن خلال منظمتها، فإن دامون مستمرة في التأثير بشكل كبير على حياة الأطفال والأسر المتضررة من الحرب والأزمات، مما يوفر فرص التعافي والمساعدة لمن هم في أمس الحاجة إليها.
نشرت النائبة حنان الفتلاوي، خبرا ادعت فيه، ان رئيس الجمهورية، طالب بزيادة راتبه.
ونساءل هنا، لماذا وافقت النائبة على مطالبة أعضاء مجلس النواب بزيادة رواتبهم في جلسة سرية داخل البرلمان حيث ضجت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في العراق بما وُصف بـ "إجراءات سرية" جرت داخل البرلمان في جلسة 7 أغسطس/آب من عام 2024، تتعلق بإضافة "امتيازات ورفع رواتب أعضاء مجلس النواب".
وتداولت وسائل الاعلام وثيقة تشير إلى قرار برلماني بمساواة رواتب أعضائه مع الوزراء، الأمر الذي عدّه الكثيرون التفافا وضربا لمصالح المواطنين. وجاءت محاولات النائبة حنان الفتلاوي و أمثالها، على الرغم من قرار المحكمة الاتحادية الصادر في عام 2018، والذي تضمن تخفيض رواتب أعضاء البرلمان تطبيقا لقرار تخفيض رواتب الدرجات العليا في الحكومة.
فلماذا أيدت النائبة الفتلاوي تلك المساعي ولم نسمع لها صوتا معارضا، وأين الوعود الانتخابية وأين اليمين القانونية التي قطعتها على نفسها وأين مصالح الوطن التي حلفت بالحفاظ عليها.
وماذا كان موقف هؤلاء النواب، من مناقشة مجلس النواب لمقترح قانون التعديل الأول لقانون جوازات السفر رقم ۳۲ لسنة ۲۰۱٥، ليتضمن احتفاظ أعضاء مجلس النواب، بالجواز الدبلوماسي هم وأسرهم مدى الحياة لا بل يتجاوز الأمر الى إعادته بأثر رجعي.
ألا تتنافى هذه الخطوة مع مبادئ العدالة الاجتماعية التي تقتضي تحقيق المساواة في المجتمع، وألا يزيد هذا التشريع من أزمة الثقة بين الحكومة والمواطن.
وأقول للذين يضحكون على ذقون المواطنين، احتكموا ولو لمرة واحدة الى ضمائركم، وكفاكم متاجرة بحياة المواطن.
و لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله عارٌ عليك إذا فعلْتَ عظيمُ.
*مراقب اعلامي
تُثار التساؤلات في فرنسا حول ما إذا كانت باريس ملزمة بإعادة مواطنيها الذين انضموا إلى الجماعات المتشددة في سوريا، بعد أن لجأ أحد أبرز هؤلاء، أدريان ليونيل كيالي الملقب بـ"أبو أسامة الفرنسي"، إلى القضاء للمطالبة بترحيله من سجنه في سوريا إلى فرنسا.
والقرار الذي سيصدر قريبًا قد يحدد معالم السياسة الفرنسية تجاه مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي، السابقين، وسط جدل أمني وقانوني متزايد، بحسب صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية.
أحد أبرز قيادات "داعش" الفرنسيين يطالب بترحيله إلى فرنسا
ويقبع الفرنسي أدريان كيالي، البالغ من العمر 40 عامًا، في أحد السجون السورية تحت سيطرة القوات الكردية، بينما ينتظر قرار المحكمة الإدارية الفرنسية بشأن طلبه للعودة إلى وطنه.
وهذا القرار، المتوقع صدوره في الأسابيع المقبلة، قد يفتح الباب أمام جدل قانوني وأمني معقد حول التزامات فرنسا تجاه مواطنيها المتورطين في قضايا الإرهاب.
من هو أدريان كيالي؟
يعد كيالي أحد أكثر المتشددين الفرنسيين شهرة لدى السلطات، حيث كان الصوت الذي أعلن عبر تسجيلات تنظيم "داعش" المتشدد تبني هجوم نيس العام 2016، الذي أودى بحياة 86 شخصًا، وكذلك اغتيال زوجين من الشرطة في مانيانفيل بنفس العام.
انضم إلى التنظيم في سوريا العام 2015، قبل أن يتم القبض عليه في الرقة العام 2018.
نشأ كيالي في منطقة سين-سان-دوني، واعتنق الإسلام العام 2002.
لكنه لم يكن بعيدًا عن رادار الأجهزة الأمنية، إذ اعتُقل العام 2008 بتهمة التخطيط لهجوم على مبنى الاستخبارات العامة في باريس، وقضى سنوات في السجن قبل أن يدير ورشة سيارات في باريس، كانت ملتقى لبعض المتطرفين.
معركة قانونية لإعادته إلى فرنسا
تقدمت والدة أدريان كيالي بطلب رسمي لوزارة الخارجية الفرنسية لترحيله في كانون الأول 2022، لكن الوزارة رفضت ضمنيًا، ثم أيد القضاء هذا الرفض في 2023. ومع ذلك، لا تزال العائلة تأمل في كسب القضية أمام محكمة الاستئناف الإدارية، التي قد تأمر المحكمة الإدارية بإلزام الحكومة الفرنسية بالتدخل.
جدل أمني.. خطر محتمل أم ضرورة قانونية؟
ويرى محامي كيالي، إتيان مانجو، أن ترك الإرهابيين الفرنسيين في سجون سوريا يشكل تهديدًا أمنيًا أكبر مما لو تمت محاكمتهم في فرنسا.
ويقول: "تركهم في سوريا، حيث لا تزال الجماعات المتشددة نشطة، قد يؤدي إلى فرارهم وإعادة انضمامهم إلى داعش".
الحكومة الفرنسية، من جانبها، لا تزال تتبع نهجًا صارمًا، حيث لم تُعِد سوى 166 طفلًا و57 امرأة بين عامي 2022 و2023، متجاهلة دعوات منظمات حقوق الإنسان والأحكام الدولية، مثل قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان العام 2022، التي طالبت باريس بإعادة مواطنيها المحتجزين.
قرار حاسم في الأسابيع المقبلة
ومن المتوقع أن تصدر المحكمة الإدارية قرارها قريبًا؛ ما قد يحدد مستقبل العشرات من الفرنسيين المعتقلين في سوريا، ويعيد الجدل حول مسؤولية فرنسا تجاه مواطنيها المتورطين في الإرهاب.
فهل ستخضع باريس لهذه الضغوط، أم ستواصل سياستها المتشددة؟.
كشف تقرير امريكي، حول مصير نحو 100 من مسؤولي وضباط نظام بشار الأسد الذين لجأوا سابقا الى منطقة البو كمال ورفضوا العودة الى بلادهم بعد السماح لهم من قبل الحكومة السورية الانتقالية.
ووفقا للتقرير فأن "العراق استقبل عبر منفذ البوكمال الحدودي السوري في السابع والثامن من كانون الاول الماضي 2493 جنديًا وضابطًا ومسؤولًا من نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد".
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في 19 كانون الاول عودة 1905 من الضباط والمنتسبين السوريين وتسليمهم إلى قوة حماية من الجانب السوري عبر منفذ القائم الحدودي.
وسبقتها عملية تسليم أخرى شملت العشرات من الموظفين السابقين في منفذ البوكمال، الذين فروا أيضًا إبان سقوط نظام الأسد.
لكن مسؤولًا عراقيًا في محافظة الأنبار فضل عدم الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية، اكد وفقا للتقرير إن "مجموعة من الضباط السوريين رفضوا العودة إلى بلادهم بحجة وجود خطورة على حياتهم عند إعادة الجنود والمراتب الآخرين، لذلك نُقلوا فورًا من الأنبار إلى بغداد".
مع ذلك، لم يؤكد المصدر نفسه استقرارهم في بغداد أو الوجهة التي نُقلوا إليها فيما بعد.
وتابع ان "هؤلاء الضباط الذين رفضوا العودة إلى بلادهم، نقلوا الى بغداد في ظل إجراءات أمنية مشددة، وقُسِّموا إلى عدة مجموعات، سافرت مجموعة منهم إلى روسيا وبيلاروسيا ودولة خليجية".
وتابعت ان "مجموعة ثانية منهم نقلوا إلى مجمع سكني في بغداد، بينما انضمت مجموعة أخرى إلى معسكر "أشرف" في محافظة ديالى شمال شرق بغداد"، موضحة ان "غالبية الضباط والقادة السوريين المتواجدين في العراق هم من الرتب العالية (بدءًا من عميد)، وهم من قادة وضباط الفرقة الرابعة التي كان يقودها ماهر الأسد، شقيق المخلوع بشار الأسد، إلى جانب مسؤولين وضباط مخابرات ومستشارين".
ونقل التقرير عن الخبير السياسي عمر عبد الستار، قوله ان "من تبقى من الضباط والموظفين السوريين الذين لجأوا إلى العراق انضموا إلى غرفة عمليات أنشأتها إيران بعد سقوط الأسد".
ووفق عبد الستار، فإن "غرفة العمليات هذه تهدف إلى تحريك الداخل السوري وتفعيل الخلايا النائمة من الموالين لها ضد الإدارة السورية الجديدة، سواء في الساحل أو في حمص أو في المناطق السورية الأخرى التي تشهد تحركًا لفلول النظام السابق"، موضحا ان "إيران تدير هذه الغرفة".
ولفت إلى أن "الحكومة العراقية تتكتم على أسماء ومعلومات من تبقى من هؤلاء الضباط في العراق، ويبلغ عددهم 93 ضابطًا ومسؤولًا".
فيما يرى الخبير الأمني والاستراتيجي أحمد الشريفي، أن "النفي الحكومي العراقي بمنح من تبقى من الضباط والمسؤولين السوريين الإقامة غير كافٍ للتأكيد على أن هؤلاء غادروا العراق"، معتبرا ان "الضباط والمسؤولين السوريين، الذين رفضوا العودة إلى بلادهم، هم الصندوق الأسود للكثير من الأحداث التي جرت في سوريا، لا سيما ملف التعاون بين العراق وسوريا عبر هذه الجهات".
وذكر أن "قضية تحرك هؤلاء الضباط هي مناورة لصندوق أسود يخفي بين جوانبه أسرارًا كثيرة"، موضحا ان "هؤلاء الضباط لن يعودوا إلى سوريا".
حذرت الاستخبارات الأمريكية، مؤخرا كلا من إدارتي الرئيس السابق جو بايدن وخليفته دونالد ترامب، من أن إسرائيل ستحاول على الأرجح ضرب منشآت أساسية للبرنامج النووي الإيراني خلال الأشهر القليلة القادمة من العام 2025.
وبحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية، ومصادر تحدثت لـ"سي.أن.أن"، يتعارض استعداد إسرائيل لاستخدام القوة العسكرية مع رغبة ترامب الحالية في التوصل إلى اتفاق سلام مع طهران، وتحذر الاستخبارات الأمريكية من أن توجيه ضربات كبرى ضد المنشأت النووية الإيرانية قد يزيد من خطر اندلاع حرب واسعة في الشرق الأوسط.
وبشكل عام، ما تزال إسرائيل تسعى أيضًا إلى تحقيق الهدف الأوسع المتمثل في التسبب في تغيير النظام في إيران، وفقًا لأحد التقارير الاستخباراتية الأمريكية الأخيرة.
وسوف يذهب هذا الإجراء الذي تفكر إسرائيل في اتخاذه إلى مستوى أبعد من ضرباتها على أهداف عسكرية في إيران العام الماضي، رداً على الهجمات الصاروخية الباليستية التي شنتها طهران على إسرائيل، والتي قالت إنها كانت رداً على مقتل أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله في بيروت.
وكان ترامب صرح بأنه يريد إبرام اتفاق نووي مع طهران، وهو الهدف الذي من شأنه أن يؤجل - في الوقت الحالي على الأقل - العمل العسكري الإسرائيلي، وقال الأسبوع الماضي إنه يفضل "اتفاق سلام نووي" على العمل العسكري المشترك مع إسرائيل الذي من شأنه أن "يفجر إيران إلى أشلاء".
في هذا الصدد، نقل التقرير الأمريكي، عن مصدرين مطلعين على المخابرات، قولهما إن "تقريراً استخباراتياً أمريكياً واحد على الأقل أصدرته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في الأسابيع الأخيرة، يشير إلى أن نية إسرائيل هي تدمير كل من المنشآت النووية الإيرانية وكذلك قدرتها على الصواريخ الباليستية، وأن الهدف النهائي لإسرائيل يظل إسقاط النظام الإيراني".
ووفقا للمصادر، فإن المشكلة التي تواجه التخطيط العسكري الإسرائيلي أنها لا تملك القدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني دون مساعدة أمريكية، بما في ذلك التزود بالوقود في الجو والقنابل اللازمة لاختراق المنشآت في أعماق الأرض، وهي الحاجة التي تنعكس أيضًا في تقرير الاستخبارات الأمريكية الأخير.
كما نقل تقرير واشنطن بوست، عن مسؤول كبير سابق في إدارة بايدن، قوله إن إسرائيل "تدرس باستمرار" خياراتها لضرب إيران، وأضاف: "إذا كنت تريد القيام بهجوم حقيقي وشامل حيث تقضي على كل شيء، فإن الولايات المتحدة فقط هي القادرة على القيام بذلك".
ولكن تقييم الاستخبارات الأمريكية، يسلط الضوء على حقيقة مفادها أن حسابات ترامب بشأن إيران من المرجح أن تواجه ضغوطا من اتجاهات متعددة، بما في ذلك رغبة إسرائيل في القيام بعمل عسكري إضافي ضد إيران.
ووفق التقرير الأمريكي، تريد إسرائيل تستغل حالة طهران الضعيفة، وفي الأسابيع التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، أثار المسؤولون الإسرائيليون فكرة الضربات مع مسؤولي إدارة بايدن في عدد قليل من المناسبات على الأقل، بحجة أنه يجب عليهم الاستفادة من حالة إيران الضعيفة والذهاب إلى أبعد من ذلك، واستهداف برنامجها النووي".
وبحسب التقييم الاستخباراتي الأمريكي الأحدث فإن إسرائيل لم تحدد ما إذا كانت ستحاول تنفيذ ضربات باستخدام طائرات عسكرية أو صواريخ بعيدة المدى، لكن أي خيار من الخيارين سيسعى إلى الاستفادة من قدرات الدفاع الجوي الإيرانية المتدهورة، وفقًا لمصدرين.
ولكن التقرير، وصف أيضًا كيف أن مثل هذه الضربات لن تؤدي إلا إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني بشكل طفيف ولن تكون علاجًا شاملاً لإنهائه، وفقًا لأحد هذه المصادر.
وعين ترامب مؤخرًا مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، للإشراف على الجهود الدبلوماسية مع إيران، ويُنظر إلى ويتكوف على نطاق واسع على أنه "صانع صفقات"، على النقيض من "الصقور المتشددين ضد إيران" الذين أحاط ترامب نفسه بهم خلال ولايته الأولى.
ذكر موقع "أكسترا أي أيه" الإيرلندي أن الأسترالي روبرت بيذر المسجون في العراق منذ نحو أربعة أعوام، صار نحيلاً جسدياً ومعرض للموت، بعدما كان من المفترض إطلاق سراحه في 8 كانون الثاني/ يناير الماضي، لكن جرى "تلفيق" تهمة جديدة له وهي تبييض الأموال.
ونقل الموقع الذي يتخذ من بلفاست مقراً له، في تقرير، أن زوجة السجين الأسترالي وهي إيرلندية تدعى ديسري بيذر، وجهت نداء استغاثة من أجل زوجها، مشيرة إلى أنها وأبنائهما الثلاثة يعيشون في "جحيم جديد"، وأنهم لم يروا زوجها منذ أن ودعوه في مطار دبلن في كانون الثاني/ يناير 2021.
واشار التقرير الإيرلندي إلى أن روبرت تم سجنه في بغداد في إطار نزاع تعاقدي بقيمة 20 مليون يورو بين صاحب عمله في دبي والبنك المركزي العراقي، بعد أن حصلت تأخيرات في بناء البنك المركزي بسبب القيود التي أثارها وباء كورونا على عمليات استيراد مواد البناء.
ونقل التقرير عن السيدة بيذر قولها إن زوجها (49 عاماً)، كان من المفترض أن يطلق سراحه في 8 كانون الثاني/ يناير الماضي، إلا أنه جرى توجيه اتهامات جديدة بتبييض الأموال، مضيفة أنه "محطم تماماً. كنا ننتظر طوال فترة عيد الميلاد، وكان ذلك عذاباً مطلقاً ثم في 8 كانون الثاني/ يناير الماضي، لم نسمع أي شيء، ثم اكتشفنا أنهم أنهوا عقوبته واحتجزوه على ذمة قضية جديدة ملفقة. ولم يفعلوا شيئاً، وواصلوا احتجازه".
وبحسب السيدة السيدة بيذر "إننا الآن في مرحلة جديدة من الجحيم، لأن هذه القضية الملفقة الجديدة، إذا تواصلت، تعني حكماً بالسجن مدى الحياة، ولن نتمكن من إعادته إلى المنزل أبداً".
ولفتت إلى أنها قامت بزيارة السفارة العراقية في كانون الأول/ ديسمبر الماضي و"توسلت إليهم في السفارة أن يطلقوا سراحه مبكراً حتى لا يفوت عيد ميلاد آخر مع عائلته"، مشيرة إلى أنها وأولادها، فلين (21 عاماً)، أوسكار (19 عاماً) ونالا (12 عاماً)، قد جهزوا المنزل لاستقباله في حال عودته.
وأضافت أنها "من المؤلم رؤية الألم على وجوه أولادي. إنها صدمة أخرى".
ولفت التقرير إلى أن زوجها روبرت وزميله المصري خالد زغلول رضوان، اللذين يواجهان التهم نفسها "تعرضا لمعاملة قاسية جداً رغم براءتهما التامة، وتم استخدامهما كبيادق في هذه القضية".
وأشار التقرير إلى مقابلة تلفزيونية للسيدة بيذر مؤخراً، قالت فيها إن "القضية ما تزال في مرحلة التحقيق، ونحن بحاجة إلى عدم وصولها إلى محاكمة كاملة لأن ذلك سيكون بمثابة حكم مسبق من دون أي إجراءات قانونية عادلة، ما قد يرقى إلى عقوبة بالسجن لمدة 15 عاماً وغرامة مالية تصل إلى 100 مليون دولار ضد موظفين اثنين"، مضيفة أنه "أمر فاضح للغاية، وهو مجرد فخ واضح".
وختم التقرير بالإشارة إلى أن روبرت بحالة صحية سيئة، ونقل عنها قولها إنه "في الـ49، لكنه يبدو كأنه في الـ70، وهو جلد على عظم".
تسعى سوريا لتعزيز العلاقات الاقتصادية واستئناف التبادل التجاري مع العراق، إلا أن ظهور عقبات معقدة يهدد هذه الجهود، بدءاً من رفض بغداد تسجيل الشركات السورية الجديدة، وصولاً إلى غياب الحوالات البنكية الرسمية بين البلدين، وفقا لعضو مجلس الإدارة السوري - العراقي، إبراهيم شلش.
ويشير شلش في حديث صحفي تابعه موقع كوردسات عربية، إلى أنه رغم استكمال سوريا متطلبات تشغيل معبر البوكمال، لا تزال حكومة بغداد مترددة في فتح الحدود مع دمشق، مما يزيد من التحديات أمام المصدرين السوريين.
انتظار القرار العراقي
ويؤكد أن "الجانب السوري في البوكمال جاهز منذ 15 يوماً لاستقبال السيارات والشاحنات العراقية التي ترغب بالدخول إلى سوريا، وذلك من جميع النواحي الأمنية والإدارية، بما في ذلك الجمارك والجوازات"، مبيناً أن "الجانب العراقي لم يفتح الحدود حتى الآن".
وأضاف أن "المصدرين السوريين يعانون من العقوبات الاقتصادية التي بدأت بالزوال تدريجياً، مثل قانون قيصر والعقوبات الأميركية والأوروبية، ومع ذلك تظل أكبر مشكلة تواجه التبادل التجاري مع العراق هي غياب التعاون المصرفي بين البلدين، حيث لا توجد حوالات بنكية رسمية، مما يجبر التجار على استخدام السوق السوداء، حيث يتم تحويل الأموال بسعر 1500 دينار عراقي للدولار الواحد، بدلاً من سعر البنك المركزي العراقي البالغ 1320 ديناراً للدولار".
وأشار شلش، إلى أن "هذا الأمر يؤدي إلى ارتفاع تكاليف المنتجات السورية، إلى جانب غلاء الشحن بين البلدين، مما يجعل المنتجات السورية تصل إلى العراق بأسعار مرتفعة مقارنة بالمنتجات الإيرانية والأردنية والتركية والإماراتية والصينية".
الصناعة والمنافسة في الأسواق
وتابع شلش، قائلاً إن "الصناعة السورية تعد من أقوى الصناعات في المنطقة، سواء في قطاع الأدوية أو النسيج أو الملابس أو المواد الغذائية، حيث تتميز بجودة تفوق العديد من المنتجات المنافسة".
وأوضح أن "الصناعة السورية أسهمت بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد التركي، حيث يعمل فيها ما بين 2 إلى 3 ملايين سوري"، لافتاً إلى أن "معظم الملابس التركية التي تصل إلى العراق هي في الواقع مصنعة في معامل سورية داخل تركيا".
وفيما يتعلق بتصدير الأدوية السورية إلى العراق، أضاف شلش، أن "الدواء السوري يحظى بقبول واسع في العراق بسبب فعاليته العلاجية"، مشيراً إلى أنه "قبل الأزمة السورية عام 2011، كانت السوق العراقية تعتمد بشكل كبير على المنتجات السورية، التي شكلت نحو 70 إلى 80% من إجمالي السلع المستوردة".
وأضاف أن "هناك أكثر من 50 مصنعاً سورياً مسجلاً في العراق ولها وكلاء محليون، لكن خلال السنوات الأخيرة تم إنشاء 15 إلى 30 مصنعاً جديداً، وهي بحاجة إلى التسجيل في وزارة الصحة العراقية لتتمكن من تصدير منتجاتها إلى العراق".
العراق يعرقل تسجيل الشركات السورية
وكشف شلش، أن "وزارة الصحة العراقية أصدرت في 13 كانون الثاني/ يناير 2025 قراراً بمنع المكاتب العلمية العراقية من تسجيل الشركات السورية الجديدة، رغم أن هذه المصانع كانت تستهدف السوق العراقية بالدرجة الأولى".
ولفت، إلى "عقد اجتماع مع وكيل وزير الصحة العراقي، هاني العقابي، لمناقشة تداعيات القرار وتأثيره على الاقتصاد السوري، حيث طلب العقابي مهلة شهر لإعادة النظر في الموضوع بعد استقرار الأوضاع في سوريا".
وأشار شلش، إلى أن "العقابي أبدى تخوفه من إرسال لجنة من وزارة الصحة العراقية إلى سوريا لأسباب أمنية، رغم التأكيد له بأن الوضع في سوريا مستقر، مع تقديم ضمانات بحماية اللجنة من قبل الجهات الأمنية السورية ووزارة الصحة والسفير السوري في بغداد، صطام الدندح".
وأكد، أن "الأحداث الأمنية في سوريا تقتصر على مناطق محددة، في حين أن دمشق وحلب وريف دمشق والمناطق الصناعية آمنة تماماً، والحياة فيها طبيعية".
استعداد العراق لاستئناف التبادل التجاري
من جانبه، قال رئيس مجلس الأعمال العراقي - السوري، حسن الشيخ، إن "الجانب العراقي أكمل الاستعدادات لاستئناف التبادل التجاري مع سوريا، واشترط على الجانب السوري إنشاء منفذ متكامل عند الحدود، وذلك لضمان عدم دخول بضائع مهربة".
وأضاف الشيخ، أن "الجانب السوري استوفى جميع متطلبات المنفذ، بما في ذلك تأمين الحرس والجمارك والجوازات والأختام، وهو الآن بانتظار توقيع القيادات الأمنية العراقية اتفاقاً ينظم عمل المنفذ، يحدد المواد المسموح بتصديرها والمستندات المطلوبة، مثل شهادات المنشأ والتصريحات الجمركية والفحوصات".
وأشار، إلى أن "المنفذ سيكون جاهزاً خلال الأسبوع الجاري وفق ما أبلغ به الجانب العراقي".
أما فيما يتعلق بالمواد التي سيتم تبادلها بين البلدين، أوضح الشيخ أن "العراق سيصدر إلى سوريا التمور وبعض المواد الغذائية والصناعية، في حين سيستورد من سوريا الحلويات والمعجنات والفواكه والخضروات، إلى جانب مستحضرات التجميل والعطور والأدوية والمستلزمات الطبية وغيرها".
التجارة العراقية تحسم الأمر
بدورها ردت وزارة التجارة العراقية على مسألة التبادل التجاري مع سوريا.
وقال محمد حنون المتحدث باسم التجارة العراقية لوكالة شفق نيوز؛ إن "أي تعاون حكومي بين سوريا والعراق لا يوجد لحين إستقرار الوضع في سوريا كي تستكمل اللجنة العراقية السورية اجتماعاته، وصدور تقرير وفق معطيات النظام السياسي الموجود في سوريا".
وتابع حنون، أن "ما يخص القطاع الخاص العراقي والسوري يوجد تبادل تجاري في ما يتعلق بالخضروات والأشياء البسيطة فقط بالوقت الحالي".
يُذكر أن وزارة الاقتصاد السورية كشفت، في تصريح خاص لوكالة شفق نيوز (25 كانون الثاني/ يناير 2025)، عن خطتها لتعزيز الاقتصاد المحلي، والتي تتضمن دعم الصادرات، وفتح أسواق جديدة للمنتجات السورية، وتعزيز التبادل التجاري مع الدول الصديقة، ومن بينها العراق، إضافة إلى تطوير البنية التحتية اللوجستية لتسهيل عمليات التصدير.
كما كشف وزير الاقتصاد السوري في الحكومة المؤقتة، باسل عبد الحنان، في (6 كانون الثاني/ يناير 2025)، عن وجود خطط حكومية لتطوير العلاقات الاقتصادية مع العراق.
وأكد عبد الحنان، خلال مقابلة خاصة مع وكالة شفق نيوز، أن "تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين يشمل التكامل الصناعي، وتعزيز التبادل التجاري، فضلاً عن تقديم تسهيلات لتسهيل حركة السلع والخدمات، وتشجيع إقامة مشاريع استثمارية مشتركة، إلى جانب تبسيط الإجراءات الجمركية".
حظت مذكرات الرئيس جلال طالباني، بمكانة مميزة في مكتبة الإسكندرية لتعزيز العلاقات الكردية العربية
وفي خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثقافية بين الجانبين الكوردي والعربي، وإلقاء الضوء على كفاح ونضال القيادات التاريخية للقومية الكردية، استقبل الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، الدكتور ياسين الملا، ممثل مؤسسة الرئيس جلال طالباني في القاهرة. جاء هذا اللقاء بمناسبة إهداء المؤسسة مذكرات الرئيس الراحل جلال طالباني إلى مكتبة الإسكندرية، باللغتين العربية والإنجليزية.
وأعرب الدكتور أحمد زايد عن تقديره الكبير للرئيس جلال طالباني، الذي كان يربطه علاقات وطيدة مع القيادات السياسية المصرية، وخاصة مع الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، الذي كان صديقًا مقربًا له.
وأكد زايد أن مذكرات طالباني ستظل وثيقة تاريخية مهمة تسلط الضوء على مسيرة نضال طويلة، وتقدم نموذجًا ملهمًا للأجيال القادمة.
من جانبه، أشاد الدكتور ياسين الملا بدور مكتبة الإسكندرية كمنارة ثقافية وعلمية ليس فقط على المستوى العربي، بل أيضًا على المستوى الدولي.
ونقل الملا تحيات السفير محمد صابر، رئيس مؤسسة الرئيس جلال طالباني، مؤكدًا على عمق العلاقات الكردية المصرية، والتي تأتي هذه الخطوة لتعزيزها وتوثيقها.
وتعد مذكرات الرئيس جلال طالباني وثيقة تاريخية تسرد صفحات مشرقة من حياة شخصية وطنية عظيمة، كرست حياتها من أجل قضية شعبها.
وتتضمن المذكرات تفاصيل عن مسيرة نضال طويل، مليئة بالتحديات والإنجازات، والتي ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
وفي ختام اللقاء، قدم الدكتور أحمد زايد هدية تذكارية "ذاكرة الإسكندرية الفوتوغرافية"، والتي تتضمن صور فوتغرافية نادرة من العصور المختلفة لعاصمة الثغر .
والرئيس جلال طالباني، المعروف بلقب "مام جلال"، كان أحد أبرز القادة الكرد في التاريخ الحديث، حيث لعب دورًا محوريًا في النضال الكردي من أجل الحقوق والحريات. تُوفي طالباني في عام 2017، تاركًا إرثًا نضاليًا وسياسيًا كبيرًا، لا يزال يُذكر حتى اليوم.
لا تزال مهمة الوفد الإسرائيلي الذي غادر إلى الدوحة أمس السبت غير واضحة، ففيما كشفت سابقاً مصادر إسرائيلية أن الوفد سيناقش المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، أطل مصدر في الوفد المرافق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال زيارته إلى واشنطن، بتصريح مغاير.
إذ أوضح المصدر المذكور، اليوم الأحد، أن "المباحثات بدأت مع الوسطاء حول إمكانية تمديد المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
وكان نتنياهو أرسل أمس وفدا إلى الدوحة للمشاركة في المرحلة التالية من محادثات وقف إطلاق النار، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.
فيما أكدت مصادر أخرى أن الوفد غير مخول بمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار مع حماس، حسب هيئة البث الإسرائيلية.
وأشارت إلى أن الوفد سيضم منسق شؤون الأسرى والمفقودين العميد (احتياط) غال هيرش، ونائب رئيس جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" السابق، من دون الكشف عن اسمه.
كذلك أوضحت أن "البحث سيتناول فقط إمكانية استمرار أو تمديد المرحلة الأولى من الصفقة".
في حين حذر مسؤول كبير في حماس، أمس من أن "عدم التزام" إسرائيل بوقف النار في غزة جعله في خطر الانهيار. وقال باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن "ما نراه من مماطلة وعدم التزام بتنفيذ المرحلة الأولى.. يعرض هذا الاتفاق للخطر". ونبه إلى أن الصفقة قد تتوقف وتنهار، وفق ما نقلت فرانس برس.
أتى ذلك، بعدما هدد نتنياهو، بأن بلاده سوف تدمّر "حماس" وتعيد جميع المحتجزين في قطاع غزة.
كما أضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يزور الولايات المتحدة، في رسالة عبر الفيديو: "سوف ندمر حماس ونعيد رهائننا"، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوافق تماما على أن تفعل إسرائيل كل شيء لإعادة جميع الأسرى"، وفق تعبيره. وشدد على أن الحركة لن تتواجد في القطاع بعد الآن، ولن يكون لها دور في إدارته.
وكان اتفاق وقف النار الذي عقد بين إسرائيل وحماس عبر الوسطاء (أميركا وقطر ومصر) نص على 3 مراحل، على أن تمتد المرحلة الأولى التي انطلقت في 19 يناير 42 يوما.
في حين تم تبادل 5 دفعات من الأسرى بين الجانبين حتى الآن، كان آخرها، أمس السبت، إذ أطلقت الحركة 3 أسرى إسرائيليين مقابل 183 فلسطينياً.
فيما تضمنت المرحلة الثانية من الاتفاق التي لم توضع كافة تفاصيلها بعد على تسليم بقية المحتجزين والرفات، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.
على أن تشمل المرحلة الأخيرة، إعادة إعمار غزة، وسبل حكم القطاع.
تمر إيران اليوم بمرحلة ضعف غير مسبوقة منذ الحرب الإيرانية-العراقية في الثمانينات، حيث تشهد القوى الحليفة لإيران، مثل حزب الله وحماس، تراجعًا في قوتها العسكرية والسياسية، بالتزامن مع انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، بينما نجحت إسرائيل في فرض هيمنتها في المواجهات الأخيرة مع طهران.
الخيارات الاستراتيجية لإيران في 2025
في ظل هذه المتغيرات، تواجه إيران قرارًا استراتيجيًا حاسمًا: هل تسعى إلى امتلاك السلاح النووي بسرعة، مع ما قد يترتب على ذلك من مخاطر توجيه ضربة عسكرية وقائية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل؟ أم تبحث عن صفقة جديدة مع إدارة أميركية بقيادة دونالد ترامب، وهو ما قد يستلزم إعادة النظر في سياساتها الإقليمية؟
مسار النفوذ الإيراني.. قراءة في كتاب محسن ميلاني
يقدم كتاب محسن ميلاني تحليلًا معمقًا لكيفية بناء إيران لنفوذها الإقليمي على مدى السبعين عامًا الماضية.
يشير ميلاني إلى أن التحالفات التي أرستها إيران تمتد عبر العهود المختلفة، بدءًا من حقبة الشاه محمد رضا بهلوي (1941-1979)، حيث دعم الشاه الجماعات الشيعية في لبنان واليمن لمواجهة النفوذ العربي القومي.
في هذا السياق، يشير الكتاب إلى أن الثورة الإسلامية استكملت هذا المسار عبر تأسيس حزب الله في لبنان بعد الغزو الإسرائيلي عام 1982، ودعم الحوثيين في اليمن. هذه الجماعات أسهمت لاحقًا في تعزيز النفوذ الإيراني خارج حدودها.
دور الحرس الثوري في تشكيل النفوذ الإيراني
يرى ميلاني أن الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات لعبت دورًا حاسمًا في تثبيت الثورة الإيرانية، حيث ساعدت في صعود الحرس الثوري الإيراني (IRGC)، الذي تبنى تكتيكات الحرب غير المتكافئة، ولاحقًا قام بتوسيع هذه التكتيكات إلى العراق وسوريا ولبنان.
الشرق الأوسط بعد 7 أكتوبر.. تحولات ترسم خريطة جديدة
إلا أن نفوذ إيران بدأ بالتراجع في القرن الحادي والعشرين رغم ذروة قوتها بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، حيث استطاعت إيران حينها توسيع نفوذها مستغلةً الفوضى الناتجة عن سقوط نظام صدام حسين.
غير أن الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 أدى إلى تحول استراتيجي ضد إيران، حيث دفعت إسرائيل نحو إنهاء وجود الميليشيات المعادية لها، وسقط نظام الأسد في سوريا نتيجة ضعف الدعم من روسيا وإيران وحزب الله بعد هذه الأحداث.
مقتل قاسم سليماني وانعكاساته
يظهر في الكتاب دور قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، الذي كان العقل المدبر لتنسيق محور المقاومة.
يرى الكاتب أن اغتياله في يناير 2020 كان نقطة تحول أدت إلى فقدان إيران السيطرة على العديد من الفصائل المسلحة التابعة لها، ما ساهم في تراجع نفوذها الإقليمي.
الأولويات الحقيقية للنظام الإيراني
يتساءل ميلاني عمّا إذا كانت المواجهة بين إيران وأميركا هي المحور الأساسي للنظام الإيراني، لكنه يشير إلى أن الأولوية القصوى للقيادة الإيرانية هي الحفاظ على النظام الإسلامي، حتى مع تناقص تأييد الشعب له.
يرى الكاتب أن سياسة طهران العدائية تجاه إسرائيل والولايات المتحدة ليست فقط جزءًا من استراتيجية إقليمية، بل أداة لقمع المعارضة الداخلية وإضفاء شرعية على النظام.
يقدم كتاب ميلاني تحليلا دقيقًا لكيفية بناء إيران لنفوذها الإقليمي خلال العقود الماضية، كما يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها في المستقبل.
ومع دخول عام 2025، يبدو أن إيران أمام مفترق طرق استراتيجي قد يحدد مستقبلها لسنوات قادمة.