يتكشف في العراق مشهد رقمي فوضوي، يتصدّره جيل ينشأ بين شاشتين؛ هاتف صغير يمنحه المتعة اللحظية، وقرارات حكومية تحاول كبح اندفاعه نحو ألعاب لم تعد مجرد تسلية بل سلوك اجتماعي موازٍ للواقع. وبينما تتداول مؤسسات الدولة فكرة الحظر الشامل لألعاب مثل “بوبجي” و“فورتنايت” و“روبلوكس”، يتحدث المختصون بلغة أخرى: الإصلاح من الداخل لا المنع من الخارج.
في مقدمة هؤلاء، علي العبادي، رئيس مركز العراق لحقوق الإنسان، الذي يرى أن الظاهرة تتجاوز حدود اللعبة إلى بنية ثقافية كاملة فقدت أدوات الرقابة والتربية الرقمية. يقول العبادي في تصريح صحفي تابعه موقع كوردسات عربية: “الألعاب الإلكترونية ليست خطرًا بحد ذاتها، بل في غياب الوعي والاستخدام الرشيد. الحظر الكامل لا يصنع مجتمعًا واعيًا، بل يدفع المستخدمين إلى تجاوز المنع بطرق أخرى. الحل الحقيقي هو التثقيف والرقابة الذكية، لا المقص الإلكتروني.”
يُصرّ العبادي على أن “الدولة لا يمكنها إغلاق الإنترنت لكنها تستطيع تقنين السلوك”، لافتًا إلى أن التجارب الأوروبية والآسيوية أثبتت أن معالجة الظاهرة تتم عبر تقييد الاستخدام وتوجيه المحتوى، لا عبر قرارات المنع الكلي التي تعيد إنتاج المشكلة بأشكال أخرى.
لكن في خلفية الصورة الاجتماعية، يظهر فالح القريشي، المختص في علم النفس، متحدثًا عن تحول “الطفل العراقي” من كائن اجتماعي إلى كائن افتراضي. يقول: “نحن أمام جيل يعاني ما يسمى بإدمان الشاشات، وهي حالة نفسية تماثل الإدمان الكيميائي. الدماغ يفرز هرمونات المتعة كما لو أنه يتعامل مع مادة مخدّرة، فيدخل الطفل في دائرة قلق وتوتر وعزلة اجتماعية.”
القريشي يربط بين الاستخدام المفرط وفقدان المهارات التعليمية، موضحًا أن “الطفل الذي يقضي ست ساعات يوميًا أمام الشاشة يفقد مهارة التركيز ويتراجع تحصيله الدراسي تدريجيًا”، مضيفًا أن “الأخطر هو أن العزلة الافتراضية تحوّل التفاعل الإنساني إلى تفاعل مبرمج، وتُضعف قدرته على بناء علاقات حقيقية”.
ومع تصاعد الأصوات العلمية، يبرز فاضل الغراوي، رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، بخطاب أكثر حزمًا. يرى الغراوي أن اللعبة الأكثر انتشارًا، “روبلوكس”، باتت منصة مفتوحة بلا رقابة أخلاقية: “اللعبة تجمع 85 مليون مستخدم يوميًا، 40% منهم دون الثالثة عشرة. كثير من الأطفال يتعرضون لمحتويات عنف وجنس، بل لتواصل مباشر مع غرباء بالغين، وهذا ما يجعلها بيئة خصبة للتحرش والاستغلال.”
يشير الغراوي إلى أن دولًا كالصين وقطر والكويت حظرت المنصة بالكامل بعد تسجيل حالات استدراج وابتزاز عبرها، مؤكدًا أن “الأمن الاجتماعي لا يقلّ أهمية عن الأمن السياسي، وعلى الدولة أن تضع تشريعات تحمي الطفولة من الاقتصاد الرقمي الفوضوي”.
وكان مساعد وكيل وزارة الداخلية لشؤون الشرطة، منصور علي، قد أكد في تصريحات صحفية، إن “الوزارة باشرت بخطوات تنفيذية لحظر ألعاب (بوبجي) و(فورتنايت) و(روبلوكس)، استنادًا إلى القانون رقم 2 لسنة 2013 الذي يجرّم الألعاب المشجّعة على العنف ويعدّها تهديدًا للأمن الاجتماعي”، مبينًا أن “اللجنة الوطنية الدائمة لتنظيم الأسلحة بدأت بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية ووزارة التجارة لمصادرة المواد الإلكترونية والنارية المحرّضة على السلوك العدواني”.
وأضاف علي أن “الحظر المقبل يستهدف تقليص التأثير السلبي لتلك الألعاب التي تهدر وقت الأطفال والمراهقين وتشكّل خطرًا على سلامتهم النفسية والاجتماعية”، مشيرًا إلى أن “العام الماضي شهد مصادرة أكثر من طن من المواد الممنوعة، فيما تجاوزت الكميات خلال العام الحالي خمسة أطنان نتيجة التوسع في المراقبة والملاحقة”.
ويقرأ مراقبون هذه الخطوة باعتبارها محاولة لـ"ضبط المجال الافتراضي" بعد أن أصبح فضاءً مفتوحًا لتشكيل الوعي الجمعي بلا رقابة. ويرون أن التشريع إذا لم يُرفق بسياسة تربوية وإعلامية، سيتحول إلى إجراء عقيم: “الحظر سهل، لكن بناء ثقافة رقمية يحتاج سنوات. المطلوب هو أن يتعلم الطفل كيف يستخدم التقنية بوعي، لا أن نمنعه منها.
يتقاطع في هذا الملف بُعدان أساسيان: الخطر التربوي والفراغ التشريعي. فالدولة تخشى الانفلات السلوكي، والمجتمع يخاف سلطة الحجب، فيما يبقى الطفل بين هذين الطرفين. تشير التقديرات البحثية إلى أن أكثر من 60% من أطفال العراق يقضون أكثر من أربع ساعات يوميًا أمام الشاشات، وهو رقم يتضاعف في غياب النشاط المدرسي والبدائل الثقافية.
يرى محللون أن ما يجري ليس مجرد نقاش حول ألعاب، بل اختبار لقدرة العراق على إدارة “التحول الرقمي الاجتماعي” القادم. فالإدمان على الشاشات لا يُعالج بالمصادرة، بل ببناء وعي مجتمعي قادر على الفصل بين الاستخدام والترفيه، بين الواقع والافتراض.
وتبقى المفارقة أن الجيل الذي خُلِق في عالم رقمي لا يمكن إعادته إلى الوراء، لذا فإن المعركة ليست ضد الألعاب، بل من أجل ترشيدها. فالحظر قد يُغلق نافذة، لكن التوعية تفتح بابًا نحو تربية رقمية واعية تحفظ الطفولة وتؤسس لمواطنة رقمية جديدة.
تعالت الأصوات داخل الاتحاد الأوروبي محذرة من أن روسيا لم تعد تكتفي بحربها في أوكرانيا، بل بدأت بتنفيذ حرب هجينة تستهدف قلب القارة العجوز عبر هجمات إلكترونية، وحملات تضليل إعلامي، ومسيرات مجهولة المصدر أربكت الدفاعات الجوية وأغلقت مطارات رئيسية في ألمانيا والدنمارك والنرويج.
التحذير الأشد جاء هذه المرة من الاستخبارات الألمانية، التي تحدثت عن احتمال كبير لشن هجوم روسي على أوروبا في عام 2029، في ظل تصاعد المخاوف من تحول التوتر السياسي إلى مواجهة أوسع نطاقًا.
مع تنامي موجة الهجمات السيبرانية والتخريبية في عدد من دول الاتحاد، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين أمام البرلمان الأوروبي أن القارة تواجه حربا هجينة متكاملة تشنها روسيا.
الحرب الهجينة
المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الذي يتزعم حاليا خط المواجهة السياسية داخل القارة، أعلن عن إعداد خطة عمل شاملة لمواجهة ما وصفها بـ"الحرب الهجينة الروسية ضد أوروبا".
ورأى أن ما يجري اليوم هو امتداد لسياسة روسية ثابتة تقوم على تقويض استقرار الخصوم من الداخل قبل أي تحرك عسكري مباشر.
وفقا لما كشفه الخبير في الأمن الدولي مصطفى العمار في حديثه لبرنامج التاسعة على قناة سكاي نيوز عربية، فإن التقارير الاستخباراتية الألمانية الأخيرة تشير إلى "احتمالية كبيرة لهجوم روسي على أوروبا، وعلى ألمانيا تحديدا، بحلول عام 2029".
وقال العمار: "هذه التقارير ليست عبثية، بل تستند إلى سجل روسي طويل في استخدام أساليب الحرب الهجينة منذ عام 2014، كما أن أجهزة المخابرات التي توقعت الغزو الروسي لأوكرانيا كانت ذاتها وراء هذا التحذير الجديد".
وأضاف العمار، أن برلين بدأت فعليا في اتخاذ إجراءات وقائية، أبرزها نقل مجلس الأمن القومي الألماني إلى مقر المستشارية، بحيث يتمكن من إصدار قرارات عاجلة دون المرور بمداولات البرلمان، تحسبا لأي طارئ أمني أو هجوم سيبراني واسع.
رهان على الخوف
ويرى العمار أن "روسيا تسعى إلى تفكيك الداخل الأوروبي من خلال زرع الخوف والانقسام داخل المجتمعات، وإشعال خلافات سياسية وشعبية، دون الحاجة إلى مواجهة عسكرية مباشرة".
لكنه في المقابل يؤكد أن "الاستعدادات الأوروبية هذه المرة مختلفة جذريا، وألمانيا باتت تنفق مليارات اليوروهات على البنية الدفاعية والتكنولوجية لمواجهة التحديات المستقبلية".
حرب علوم وتكنولوجيا
العمار، الذي يشغل عضوية المجلس الأمني القومي الألماني، أشار إلى أن "الحرب المقبلة لن تكون حرب صواريخ أو دبابات، بل حرب علوم وتكنولوجيا"، في إشارة إلى أهمية الذكاء الاصطناعي والابتكار الصناعي في دعم القدرات الدفاعية.
وأوضح أن أوروبا بدأت بالفعل الاستثمار في بنية تحتية رقمية جديدة، مستشهدا بمؤتمر عقد مؤخرا في فرانكفورت ناقش سبل استخدام الذكاء الاصطناعي في مواجهة الهجمات السيبرانية والتضليل الإلكتروني.
في خضم هذه التحديات، يشدد العمار على أن "أوروبا لن تتمكن من مواجهة الخطر الروسي إلا بالوحدة السياسية والعسكرية".
وقال في حديثه: "عندما نتحدث عن ألمانيا، فنحن نتحدث عن أوروبا. نحن لا نحارب فقط من أجل أنفسنا، بل للدفاع عن الاتحاد الأوروبي ككل".
ويضيف أن إرسال ألمانيا مقاتلات إلى بولندا ودعمها للدانمارك في خطط الدفاع الجوي "يؤكد أن برلين لم تعد تتصرف كدولة منفصلة، بل كقلب أمني للقارة بأكملها".
في المقابل، يرى العمار أن روسيا تراهن على الخلافات الداخلية الأوروبية، وعلى ما وصفه بـ"الانقسامات السياسية والمجتمعية"، إلا أن هذه الرهانات، بحسب تعبيره، "لن تؤتي ثمارها في ظل الوعي المتزايد لدى الأوروبيين بخطورة ما يجري".
العمار أشار إلى أن "الحرية والسلام والتنقل بين دول الاتحاد الأوروبي لم تأت من فراغ، بل نتيجة لتضحيات واستثمارات في الأمن".
وقال: "نعم، هناك من يسأل لماذا ننفق على الدفاع بدل التعليم، لكن من دون أمن لا يمكن حماية أي من هذه القيم".
أكدت الباحثة الإسرائيلية – الروسية إليزابيث تسوركوف، اليوم الاثنين، أنها ستكشف قريبًا تفاصيل اختطافها، مشددة على أن تجربتها القاسية لم تغيّر نظرتها الإيجابية تجاه الشعب العراقي، الذي وصفته بـ“الشعب الحبّاب” المعروف بكرمه وإحسانه.
وقالت تسوركوف في تغريدة على حسابها في منصة “إكس": “أود أن أوضح أن تجربتي المأساوية في قبضة الكتائب لم تغير شعوري تجاه الشعب العراقي، هذا الشعب الحبّاب التي عادته الإحسان وسجيته الكرم. وحتى بينهم وجدت الرحمة والجود وحب الوطن، ولو كانوا قلة قليلة ضمن عصابة مكونة من الفجرة والجهلة.
انتظر أن تنشر صحيفة (نيويورك تايمز) تقريراً طويلاً حصرياً عن قصتي على أساس مصادرهم المتنوعة ومقابلة معي، وبعد ذلك بإذن الله أستطيع أن أنشر أكثر تفاصيل.”
واختُطفت إليزابيث تسوركوف في بغداد خلال شهر آذار عام 2023 أثناء وجودها في العراق لإجراء أبحاث أكاديمية حول أوضاع المنطقة، قبل أن يُعلن عن احتجازها على يد الكتائب في العاصمة.
وبحسب تقارير إعلامية دولية، فقد بقيت تسوركوف قرابة 900 يوم في الأسر، خضعت خلالها لتحقيقات قاسية قبل أن يُعلن عن إطلاق سراحها في أيلول الماضي بعد تحركات دبلوماسية مكثفة قادتها أطراف أمريكية وأوروبية عبر قنوات غير مباشرة.
وأكّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حينها أن إطلاق سراح تسوركوف تمّ بعد مفاوضات معقدة، مشيرًا إلى أنها “نُقلت إلى السفارة الأمريكية في بغداد وهي بحالة صحية مستقرة”، فيما حمّل الكتائب مسؤولية اختطافها.
من جانبها، قالت مصادر أمنية عراقية إن الإفراج عن تسوركوف تمّ دون عملية عسكرية مباشرة، وإنما عبر تفاهمات قادتها وساطات دبلوماسية لضمان إنهاء الملف دون تصعيد أمني داخل البلاد، خصوصاً مع حساسية علاقتها بدول المنطقة.
وتُعد إليزابيث تسوركوف من الباحثات المتخصصات في شؤون الشرق الأوسط، وتحمل الجنسيتين الإسرائيلية والروسية، وسبق أن نشرت أبحاثًا تحليلية في مراكز فكر وصحف دولية حول الوضع في العراق وسوريا.
وقد تحوّلت قضيتها منذ اختطافها إلى ملف سياسي ودبلوماسي معقّد، تناولته الحكومات الغربية والمنظمات الحقوقية كقضية تمسّ حرية البحث والتنقل الأكاديمي في مناطق النزاع.
وبينما تستعد “نيويورك تايمز” لنشر تحقيق مطوّل حول ظروف احتجازها وملابسات الإفراج عنها، تُعدّ تغريدتها اليوم أول تصريح علني منها منذ أكثر من عامين، في إشارة إلى قرب كشف مزيد من التفاصيل حول فترة احتجازها داخل العراق.
في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أصاب هجوم حماس الإرهابي إسرائيل في الصميم، ومنذ ذلك الحين تخوض حربًا شرسة في غزة وفي جبهات أخرى في المنطقة. فما الذي تحقق للدولة العبرية من هذه الحرب؟ وما هي الخسائر؟ وكيف يبدو مستقبل الصراع؟
كان يوم أسود في تاريخ إسرائيل، وقد أصابها بشكل مفاجئ: في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 اجتاز العديد من مقاتلي حماس الإسلاميين المتطرفين وميليشيات إرهابية أخرى من غزة المنشآت الحدودية المحصنة بشدة، ودخلوا إلى داخل إسرائيل، وقتلوا أكثر من 1200 شخص، واختطفوا نحو 250 شخصًا آخرين كرهائن إلى قطاع غزة. ولا تزال هذه الصدمة ماثلة ومحسوسة حتى اليوم في إسرائيل.
وسنتان كانتا أيضًا من أسود السنوات في تاريخ الفلسطينيين. فبعد يوم واحد فقط، قررت الحكومة الإسرائيلية الهجوم على حماس في قطاع غزة. ومنذ ذلك الحين قُتل في غزة ـ بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس ـ أكثر من 65 ألف شخص وجُرح أكثر من 160 ألف شخص - وربما يكون عدد الضحايا الحقيقي أعلى من ذلك. وبحسب الأمم المتحدة فقد دمرت أو تضررت أكثر من 90 بالمائة من المباني السكنية في القطاع. وتنتشر في أجزاء كبيرة من قطاع غزة مجاعة حادة، وفق تقارير أممية. ويوجد أكثر من 1.9 مليون نازح داخليًا - في منطقة تزيد مساحتها قليلًا فقط عن مساحة مدينة بريمن في شمال ألمانيا.
أهداف حرب إسرائيل تحققت جزئيًا فقط
وتحت وقع مذبحة 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن هدفين للحرب: تحرير جميع الرهائن وتدمير حماس كليًا. وبعد عامين، وعلى الرغم من جميع الجهود، لم يتحقق الهدفان بشكل تام. فمن بين 251 رهينة، عاد حتى الآن إلى إسرائيل 148 أحياء - ولم يحرر الجيش الإسرائيلي منهم إلا ثمانية فقط. أما الـ140 الباقين فقد أطلقت سراحهم حركة حماس - وغالبًا مقابل عدد كبير من الفلسطينيين المعتقلين في إسرائيل.
وأعادت حماس أيضًا جثث العديد من الرهائن الذين فقدوا حياتهم. ولكن ما يزال يوجد بحسب الحكومة الإسرائيلية 47 رهينة في قبضة حماس. ومع ذلك من المفترض أنَّ نحو 20 منهم فقط لا يزالون على قيد الحياة.
وحماس أيضًا لا تزال موجودة. وبالرغم من تمكن إسرائيل خلال السنتين الماضيتين من قتل الكثير من مقاتلي هذه الجماعة المصنفة كمنظمة إرهابية في إسرائيل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، فقد تحدثت منظمة اللوبي اليهودي الأمريكية "جي ستريت" في تقرير نشر مؤخرًا عن حوالي 23 ألف مقاتل. وقد اغتال الجيش الإسرائيلي أيضًا العديد من القادة البارزين، مثل إسماعيل هنية ويحيى السنوار. ولكن مع ذلك ما تزال حركة حماس نشطة. وقد تحولت بحسب منظمة "جي ستريت" من منظمة شبه عسكرية إلى قوة حرب عصابات لامركزية.
وإذا تم بالفعل تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة وتم تقديمها الأسبوع الماضي من أجل غزة، فسيحدث من جديد حراكا في وضع الحرب في غزة، لأنَّ الخطة تنص على إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين. بالإضافة إلى نزع سلاح حماس؛ والمقاتلون الذين "يعترفون بالتعايش السلمي" سيحصلون بموجب الخطة على عفو. وسيكون هذا في الواقع نهاية حماس كميليشيا مسلحة. ولكن يبقى من غير المؤكد إن كان من الممكن أصلًا القضاء على أيديولوجيتها بشكل تام.
إضعاف أعداء إسرائيل عسكريًا
بيد أنَّ الصراع الدموي خلال العامين الماضيين لم يقتصر على غزة. فحزب الله اللبناني والحوثيون في اليمن تضامنوا مع حماس مباشرة بعد بدء حرب غزة - وهذه المنظمات الثلاث تعتبر مدعومة ماليًا وعسكريًا من إيران.
واتخذت إسرائيل إجراءات عسكرية ناجحة جدًا ضد جميع هذه المنظمات. فقد قتلت الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله في غارة جوية ببيروت وقادة آخرين في الحزب، كما سقط العديد من مقاتلي الحزب ضحايا هجومٍ مثير بأجهزة البيجر اللاسلكية. وبواسطة الغارات الجوية الإسرائيلية في لبنان وجنوبه والتقدم الميداني هناك، تم إضعاف حزب الله بشكل ملحوظ.
وكذلك نفذ سلاح الجو الإسرائيلي هجمات ضد إيران طيلة أيام، أدت إلى أضرار شديدة في البرنامج النووي الإيراني. وقد كانت حقيقة التمكن من قتل زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في غارة جوية إسرائيلية في وسط طهران بمثابة وصمة عار إضافية للنظام الإيراني.
ومن خلال إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا نهاية عام 2024، خسرت إيران حليفًا آخر في المنطقة. وبالتالي فإنَّ أعداء إسرائيل الذين كانوا متحدين فيما يعرف باسم "الهلال الشيعي" في إيران وسوريا ولبنان ، إضافة إلى فصائل في غزة تعرضوا لضربات شديدة، وأصبحت هيمنة إسرائيل العسكرية في المنطقة أقوى من أي وقت مضى.
إتهامات بالإبادة الجماعية
ولكن الثمن السياسي لهذه النجاحات الاستراتيجية كان مرتفعا، فقد أدى بشكل خاص أسلوب إدارة الحرب إلى توجيه انتقادات دولية كبيرة للحكومة الإسرائيلية.
وخلال السنتين الماضيتين قصف الجيش الإسرائيلي في غزة مستشفيات ومدارس، وقتل آلاف النساء والأطفال، وكذلك العديد من الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام وعمال الإنقاذ وموظفي منظمات الإغاثة. وقد منعت إسرائيل مرارًا وتكرارًا وصول المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين المحتاجين - بذريعة أنَّها لا يجوز أن تصل إلى أيدي حماس.
وكل هذا أدى إلى اتهام الحكومة الإسرائيلية بإبادة جماعية ضد الفلسطينيين. والآن تتحدث لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وأكبر جمعية عالمية للباحثين في مجال الإبادة الجماعية، وحتى بعض منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية مثل منظمة "بتسيلم" وأطباء من أجل حقوق الإنسان، عن أنَّ إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة - وهذا ما تنفيه الحكومة الإسرائيلية بشدة.
وفي كانون الأول/ديسمبر 2023، رفعت جنوب أفريقيا دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة انتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2024 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وتم انتقاد الاجراءين بشدة من قبل إسرائيل وداعميها، وحتى أنَّ المجر أعلنت بعد ذلك عن نيتها الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية.
الاعتراف بدولة فلسطينية
وكذلك أدى وضع السكان المدنيين الفلسطينيين اليائس في غزة إلى موجة منالاعترافات بفلسطين كدولة مستقلة. ففي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كان ما يزال يوجد 137 دولة في العالم اعترفت بدولة فلسطينية؛ وبعد عامين زاد عدد الدول المعترفة بدولة فلسطينية 20 دولة أخرى، من بينها دول مهمة مثل فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وأستراليا وكندا.
وجميع هذه الدول تريد التعبير عن تمسكها بحل الدولتين في الشرق الأوسط، مع أنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد رفض هذه الفكرة بوضوح. وهو يدين الاعتراف باعتباره "مكافأة" لإرهاب حماس - وهذا بالرغم من أنَّ جميع الدول المعترفة بدولة فلسطينية حديثًا قد استبعدت إمكانية أن تلعب حماس دورًا في تشكيل الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وردًا على استمرار الحرب في غزة، قامت العديد من الدول بتجميد صادراتها من الأسلحة إلى إسرائيل. وفرضت مجموعة دول، منها كولومبيا وجنوب إفريقيا وماليزيا، عقوبات على إسرائيل.
وحتى الاتحاد الأوروبي يناقش منذ فترة طويلة فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل - ويدعو عدد متزايد من الدول الأعضاء مثلًا إلى تعليق اتفاقية شراكة الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل، وتقييد السفر بدون تأشيرة للمواطنين الإسرائيليين، وحظر الواردات من المستوطنات الموجودة في الضفة الغربية. ولكن ألمانيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي الأخرى ترفض حتى الآن المشاركة في اتخاذ هذه الخطوات.
انقسامات داخل إسرائيل
وحتى داخل إسرائيل نفسها، تختلف الآراء كثيرًا حول كيفية مواصلة إسرائيل عملياتها في غزة. ويريد بشكل خاص الوزيران اليمينيان المتطرفان إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش استمرار الإجراءات العسكرية الشديدة ضد حماس. وكلاهما يتطلعان أيضًا إلى ضمّ الضفة الغربية من قبل إسرائيل، وهذا سيُفشل حل الدولتين بشكل نهائي.
في المقابل هناك مجموعات أخرى من سكان إسرائيل تضغط بشدة منذ أشهر من أجل إنهاء القتال - وخاصة أقارب الرهائن ومؤيديهم. ويتظاهرون أسبوعيًا من أجل التوصل إلى حل تفاوضي - ويشعرون بأنَّ حكومتهم قد تخلت عنهم.
وهناك مجموعات أخرى احتجت مرارًا وتكرارًا ضد الحرب: مواطنون إسرائيليون عرب، وقدامى المحاربين، وأقارب المجندين في الخدمة العسكرية. وبشكل عام يؤيد بحسب استطلاع أجري في تموز/يوليو 2025 أكثر من 70 بالمائة من الإسرائيليين وقف إطلاق النار في غزة. ومع ذلك فإنَّ المجتمع الإسرائيلي منقسم بعمق، وكتل المؤيدين والمعارضين للعمل العسكري في غزة أصبحت في الآونة الأخيرة أكثر تشددًا.
إسرائيل، القدس 2025 - احتجاجات من أجل عودة الرهائنإسرائيل، القدس 2025 - احتجاجات من أجل عودة الرهائن
بصيص أمل: خطة ترامب
في الأسبوع الماضي، أعادت خطة دونالد ترامب تحريك الجمود الدبلوماسي بشأن الصراع المحتدم في غزة. ولكن ما يزال من غير الواضح إن كان سيتم تنفيذها بالفعل.
وحتى لو نجحت مبادرة الرئيس الأمريكي في إسكات البنادق بشكل دائم بعد 24 شهرًا من الحرب في غزة: فإنَّ الجروح التي لحقت بالطرفين في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وخلال السنتين التاليتين، ستبقى - لسنوات وربما لعقود قادمة.
يصادف، اليوم الجمعة، 3/10/2025، الذكرى السنوية لرحيل فقيد الامة الرئيس مام جلال هذا القائد والمناضل الكبير الذي لعب دوراً بارزاً وكبيراً من أجل خلق بيئة سلام وعمل جاهداً على معالجة جميع المشاكل. في العراق واقليم كوردستان.
من هو مام جلال طالباني؟
الرئيس مام جلال قائد وسياسي ودبلوماسي فعال وذو تأثير كبير، كان له دور مشرف في جميع المحطات والمراحل٬ له تأريخ نضالي يمتد الى 60 عاما٬ وكان الهدف من نضاله المستمر ايجاد نظام ديمقراطي فيدرالي متعدد في العراق٬ وقد كان لسيادته دور القائد الحكيم المحنك٬ لذلك كان يطلع على جميع المشاكل ويمتلك خبرة واسعة في وضع الحلول والمعالجات. هذا بالاضافة الى دوره العظيم فقد كان بمثابة مظلة تحتضن جميع الشرائح والمكونات العراقية.
جلال طالباني سيرته ونضاله
ولد مام جلال صيف عام (1932) في قرية كلكان على سفح جبل كوسرت والمطلة على بحيرة دوكان. ينتمي الى اسرة دينية امضى عدة سنوات من طفولته في تلك القرية وبعد ان اصبح والده مرشداً للتكية الطالبانية في كويسنجق، حيث دخل فيها طالباني المدرسة الابتدائية اكمل دراسته فيها بتفوق وكان تلميذاً مجداً مجتهداً ذكياً، ظهرت منذ طفولته بوادر القيادة فيه حيث كان يتقدم زملاءه في حضور مجالس العزاء والمناسبات التي كانت تقام هناك، وفي الاصطفاف الصباحي كان اول من يختاره المعلمون لإلقاء القطع الشعرية الوطنية من هنا نمت لديه الفكرة القومية التي بدأت تسيطر عليه منذ صغره. وحين بلغ الصف الرابع الابتدائي كان في مقدمة الطلبة الذين يشاركون في النشاطات المدرسية بشغف، وكان طالباني يشارك في الندوات ويشترك في الخطابة والمسرح.
* رغم ان عيد نوروز القومي كان غير مسموح به من قبل الحكومات المتعاقبة ولم يكن عيداً رسمياً الا ان شعب كوردستان كان يحتفل به في الحادي والعشرين من اذار في كل عام في اغلب مدن كوردستان نظرا الى قدسية هذا العيد لدى الكورد الذي يعتبرونه يوم انتصار الشعب الكوردي على الطاغية الذي اضطهدهم، في عام (1945) اقيم احتفال شعبي لعيد نوروز شارك طالباني ذو الثالثة عشرة من عمره في الاحتفال والقى كلمة حماسية نالت اعجاب معلميه والمشاركين في الحفل.
* اسس عام (1946) مع عدد من زملائه التلاميذ وبإرشاد من احد معلميه جمعية تعليمية سرية اطلقت عليها تسمية (K.P.X) (جمعية تقدم القراءة) حيث انتخب مام جلال سكرتيراً لها وكان هدف الجمعية تشجيع التلاميذ على القراءة وما تعرف بالمطالعة الخارجية.
* وفي العام نفسه وبعد تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردي في 16 آب 1946 تأثر بنهج الحزب وانخرط في العمل الطلابي في اطار تنظيمات الحزب.
* وبعد ممارسته نوعاً من العمل السياسي السري نشرت له صحيفة (رزكارى) السرية التي كان يصدرها الحزب الديمقرطي الكوردي مقالا قصيراً له باسم مستعار وهو (ئاكر) اي (النار).
* وفي خريف ذلك العام اشترك في صحيفة (الاهالي) التي كان الحزب الوطني الديمقراطي بزعامة المغفور له الأستاذ كامل الجادرجي يصدرها وبذلك اصبح مواظبا على قراءة (الاهالي) يوميا.
* وحبه للقراءة دفعه الى ان يكون من رواد مكتبة الحاج قادركويي ليستعير منها الكتب ويطالعها بشغف مع حرصه على تعلم اللغة العربية واجادتها.
* في عام 1947 اصبح عضوا في الحزب الديمقراطي الكوردي، حيث تميز بنشاطه وكفاءته في اداء الواجبات والمهمات الحزبية التي كان مكلفا بها.
* في عام 1948 انهى الدراسة الابتدائية ودخل متوسطة كويسنجق وهذا العام معروف بعام الوثبة، حيث استطاع الشعب العراقي اسقاط معاهدة بورتسماوث وتشكيل وزارة السيد محمد الصدر وفي ظل اجواء الحرية النسبية التي وفرتها الوثبة جرت انتخابات طلابية في عموم العراق لانتخاب ممثلي الطلبة للمشاركة في المؤتمر العام، فكان ان انتخب جلال طالباني ممثلا لطلبة كويسنجق واشترك في المؤتمر الاول لطلبة العراق الذي انعقد في نيسان عام 1948 في ساحة السباع ببغداد.
* ولأول مرة استمع في هذا المؤتمر الى الشاعر العظيم محمد مهدي الجواهري وهو يلقي رائعته الموسومة بـ(يوم الشهيد)، وكانت تلك اللحظات تعتبر تأريخية في حياة طالباني، حيث اصبح من اشد المعجبين بشعره وصار فيما بعد من اعز اصدقائه، اذ نشأت بينهما صداقة استمرت حتى اللحظة الاخيرة من حياة الشاعر.
وحين علم طالباني بنبأ وفاته عزى اهل الشاعر ومعجبيه واوعز باقامة اربعينية كبيرة له في مدينة السليمانية وبناء على توجيهاته اطلق اسمه على مدرسة وعلى شارع جميل من شوارع السليمانية، اضافة الى المهرجان المئوي الكبير الذي شارك فيه عدد كبير من المثقفين العرب والعراقيين عربا وكوردا. واقيم له تمثال في متنزه سرضنار بمدينة السليمانية. وكان الجواهري قد نظم قصيدة مشهورة لطالباني نشرت عام 1981.
* في عام 1949 وفي ظل الاحكام العرفية والارهاب الذي شمل كوردستان والعراق تقدم طالباني في الحزب واصبح عضوا في اللجنة المحلية لكويسنجق.
* في شباط عام 1951 وفي المؤتمر الثاني للحزب الديمقراطي الكوردي انتخب عضوا للجنة المركزية للحزب الا انه لم يشغل المنصب بغية الحفاظ على صفوف الحزب الديمقراطي وتنازل عن منصبه لاحد الرفاق الذي حضر المؤتمر بعد خروجه من السجن، وفي صيف عام 1951 اعتقل مع عدد من اعضاء الحزب وتم نفيهم الى الموصل، وهناك استمر بنضاله السياسي وبعد اخلاء سبيله قصد كركوك لاكمال الدراسة واعادة تشكيل تنظيمات الحزب هناك حيث اصبح مسؤولا لتنظيمات كركوك، وفي نفس العام اخذ على عاتقه مسؤولية طبع ونشر المنشورات الحزبية بشكل سري الى اليوم الذي اعتقل فيه. وفي عام 1952 دخل كلية الحقوق في بغداد وكانت تنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردي في بغداد انذاك قد تشتتت الا ان مام جلال وبالتعاون مع الشهيد محمد محسن برزو استطاع لم شمل التنظيمات في وسط الاخوة الفيليين وكسب عدد آخر من الشباب الفيلية لجانب الحزب.
* وفي كانون الثاني من عام 1953 شارك في المؤتمر الثالث للحزب الديمقراطي الكوردستاني وانتخب عضوا للجنة المركزية وفي شباط من عام 1953 اشرف على عقد اول مؤتمر لاتحاد طلبة كوردستان وفي ذلك المؤتمر انتخب سكرتيرا عاما لاتحاد طلبة كوردستان وصدر له كراس بعنوان (ضرورة وجود اتحاد طلبة كوردستان) وفي نفس العام كان احد مؤسسي الشبيبة الديمقراطي الكوردستاني واصبح سكرتيرا عاما للشبيبة خلال 1953-1955، وكان ممثلا للحزب لدى الاحزاب السرية والعلنية في العراق وفي عام 1955 سافر الى خارج العراق للمشاركة في مهرجان الشبيبة والطلبة العالمي، زار الاتحاد السوفيتي والصين اضافة الى دول شرقي اوروبا.
* وفي عام 1954 انتخب عضوا في المكتب السياسي للحزب.
* وفي عام 1956 اختفى عن الانظار وعمل في النضال السري واضطر الى ترك الدراسة حينما كان في الصف الرابع بكلية الحقوق.
* في عام 1957 سافر الى خارج الوطن الى سوريا والى موسكو، حيث شارك في مهرجان الطلبة والشبيبة، ففي سورية التقى بالضباط الاحرار السوريين والمرحوم كمال الدين رفعت المصري وتحدث اليه عن امكانية تقديم المساعدة لاندلاع الثورة في كوردستان كما حصل على موافقة الحكومة المصرية لفتح الاذاعة الكوردية في القاهرة. وفي نفس العام رجع الى العراق وشارك في اعمال المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني الموحد واصبح مسؤولا عن اصدار جريدة (نضال كوردستان) وطبعها في مدينة السليمانية بشكل سري.
* وفي اليوم الاول لانتصار ثورة (14) تموز نظم وقاد مظاهرة اهالي السليمانية مع رفاق الحزب في المدينة ومن ثم قصد بغداد وشارك في اعمال المكتب السياسي واصدار مجلة التحرر، كما اخذ على عاتقه النضال الذي بدأ يتوسع داخل صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني لضرورات وجود الحزب الطليعي الكوردستاني والمنظمات الديمقراطية ومناهضة المحاولات التي تسعى لجعل الحزب الديمقراطي الكوردستاني تابعا لحزب عراقي.
* وفي عام 1959 انتخب مجددا عضوا للجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني والمكتب السياسي في بغداد رغم انه كان ضابط احتياط في (كتيبة الدبابات الرابعة) الا انه كان يشارك في اصدار صحيفة (خةبات) التي كانت تصدر بالعربية واستمر في نشاطاته الحزبية وكان انذاك مسؤولا للفرع العسكري.
* وفي عام 1960 كان مسؤولا لفرع السليمانية وعضوا للمكتب السياسي وهناك فتح دورة توعية للكوادر حيث تخرج على يده عشرات الكوادر.
* وفي عام 1961 اصبح رئيس تحرير صحيفة (كوردستان) وبعد اغلاق صحيفة خةبات تعرض الى الملاحقة في بغداد الا انه وفي ليلة نوروز عام 1961 في بغداد القى خطابا ضد الدكتاتورية ودفاعا عن المرحوم الجنرال البارزاني اذ كان قاسم يسند اليه مجموعة تهم، ونتيجة ذلك صدر بحقه امر القبض واخفى نفسه عن الانظار ورجع الى السليمانية متخفيا وشارك في تنظيم الاضراب العام.
* في ايلول 1961 وحينما اندلعت الثورة كان مسؤولا للواء السليمانية، وفتح اولى مراكز الثورة في جمي ريزان في السليمانية واشرف عليه وقاد قوات البيشمركة في لواء السليمانية حتى توسع وزاد حجم القوات واصبحت قوة كبيرة وانذاك عين مسؤولا لقوات بيشمركة كوردستان في الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
* وفي نوروز من عام 1962 قاد الهجوم الواسع على كامل منطقة شاربازير، حيث تمت السيطرة وخلال بضعة ايام على جميع المخافر وناحية بناوة سوتة وجوارتا وتقدمت قواته نحو قضاء بينجوين وتمكنت من تحريرها وتحرير كامل المنطقة وبهذا الشكل تحررت منطقتا شاربازير وبينجوين واصبحتا مركزين للثورة وقيادة الثورة للفترة 1962-1993 وتحررت اغلب مناطق قرداغ وقةلاسيوكة وكرميان وسنكاو وكان مام جلال قائد قوات التحرير كما كان يشرف على تأسيس مراكز بمو وحلبجة وطويلة وبيارة.
* وفي عام 1963 وبعد انقلاب شباط الاسود عين رئيسا للوفد الكوردي للتفاوض مع الحكومة الجديدة التي ابدت في البداية موافقتها على اجراء حوار لاقرار حل سلمي للقضية، وزار عبدالناصر في مصر وبن بلا في الجزائر واقنعهم لدعم القضية الكوردية المشروعة وفي نفس العام زار اوروبا باعتباره ممثلا عن ثورة كوردستان ونجح في الدعاية لقضية الشعب الكوردي في فرنسا والمانيا وروسيا وجيكوسلوفاكيا والنمسا.
* وفي عام 1964 عاد الى كوردستان والى مهامه في قيادة قوات التحرير.
* عام 1967 شارك في ندوة (الاشتراكيين العرب) في الجزائر وقدم الى الندوة العديد من البحوث والدراسات عن الكورد والاشتراكية والوحدة العربية.
* وفي عام 1970 لعب دوره المؤثر في توحيد كلا الجناحين في الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي كان قد انشق الى جناحين.
* وفي عام 1972 سافر الى خارج العراق وبقي لفترة في مصر ولبنان وسوريا وعقب انهيار الثورة الكوردية التي انهارت نتيجة الاتفاق الذي ابرم بين صدام حسين وشاه ايران في الجزائر اذار 1975 أسس الاتحاد الوطني الكوردستاني في حزيران عام 1975 حيث تم تأسيسه في 1-6-1975 في دمشق ومن ثم خطط للثورة لكي تندلع من جديد في 1-6-1976 واصبح سكرتيرا عاما للاتحاد.
* وخلال السنوات التي اعقبت التأسيس واصل نشاطه السياسي في قيادة الحزب وعاش مع رفاقه في الجبال والكهوف وفي الارض المحروقة.
* في عام 1982 دعي طالباني الى استقبال ياسر عرفات وقادة فلسطينيين في المناطق المحررة بكوردستان العراق وذلك ايام حصار بيروت من قبل جيش اسرائيل.
* وعرف عن طالباني تعاطفه مع الحركات الفلسطينية وعلاقاته المتينة مع قادتها.
* وفي الساحة العراقية كان لطالباني الدور البارز في تنظيم صفوف المعارضة العراقية وشارك بفاعلية في اجتماعاتها ومؤتمراتها.
* وبشهادة الكثير من المراقبين السياسيين كان احد المحركين الاساسيين لتقريب وجهات النظر داخل صفوف المعارضة في مؤتمر لندن الاخير الذي بشر فيه الحاضرين بأن اجتماعهم القادم سيكون في بغداد.
* وعلى الساحة الدولية شارك طالباني في العديد من المؤتمرات التي عقدتها الاشتراكية الدولية ويحتفظ بصداقات متينة مع اغلب القادة الاشتراكيين.
* كان من الكتاب الدائميين لصحيفة (خةبات) وكذلك صحيفة (النور) اللتين كانتا تصدران في بغداد باللغة العربية الاولى عام 1959-1961 والثانية 1969-1970.
* وكان يساهم في كتابة الافتتاحيات لهاتين الصحيفتين.
* وكان اغلب مقالات صحيفة (الشرارة) التي كانت تصدرها الثورة الكوردية من كتابات طالباني.
* ومنذ صدور صحيفة (الاتحاد) الصحيفة المركزية للاتحاد الوطني الكوردستاني وطالباني يرفدها بحسب الوقت المتوفر لديه بمقالاته وكتاباته.
* اضافة الى كونه سياسيا ومناضلا ومفكرا وكاتبا وقانونيا مارس العمل الصحفي السري والعلني وقد انتخب عام 1959 عضوا في مجلس نقابة الصحفيين العراقيين الذي كان يرأسه الشاعر الاكبر محمد مهدي الجواهري.
* يعتبر طالباني اضافة الى كونه سياسيا ودبلوماسيا وصحفيا من الكتاب البارزين والذي ساهم وبشكل فعال في تسليط الاضواء على مجمل الحركة السياسية في العراق والمنطقة بشكل عام والحركة السياسية الكوردية بشكل خاص وله في هذا الخصوص عدة كتب في حقبات زمنية متفاوتة والتي اغنت المكتبة العربية والكوردية على حد سواء وامست مصدرا للباحثين والمحللين السياسيين الذين يبحثون في تأريخ الحركة السياسية الكوردية والعراقية بشكل عام، نظرة ومواقف الحكومات العراقية المتعاقبة تجاه القضية الكوردية.
من بين هذه المؤلفات:
* كوردايتي: دراسة تحليلية حول نشوء وتنامي الحركة السياسية الكوردية في كوردستان العراق والاحزاب والشخصيات التي ساهمت في نشر الوعي القومي في حينه.. وان الكتاب مؤلف باللغة الكوردية.
* كوردستان والحركة القومية: نواة محاضرة القيت في حينه في العاصمة الجزائرية تناولت مراحل النضال القومي للشعب الكوردي في العراق وهذا الكتاب الذي كتبه المؤلف باللغة اعتبر مصدرا مهما لجميع الباحثين الذين لا يمكنهم الاستغناء عنه في بحوثهم التي تتطرق الى القضية الكوردية.
* أغد وديمقراطي وحرمان شعب حتى من حق الحلم: دراسة نظرية حول مسألة حق تقرير مصير الشعوب ومنها حق الشعب الكوردي.
* خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية شارك طالباني في مؤتمرات المعارضة العراقية في نيويورك ولندن وصلاح الدين والتي برز خلالها كقائد محنك ورجل المهمات النضالية، مما جعله محبوبا لدى قادة المعارضة العراقية وقد اوعز باستضافة قوى المعارضة العراقية وفصائلها في كوردستان وفي مدينة السليمانية بالذات حيث كثرت فيها مقرات تلك الأحزاب والتيارات السياسية.
* كان له دور بارز في توحيد صفوف المعارضة خلال المؤتمرات واللقاءات المحلية والعالمية.
* انتخب بعد تحرير العراق عضوا في مجلس الحكم، كما ترأس المجلس خلال شهر نوفمبر عام 2003 اثبت خلاله براعته في ادارة الحكم مما حظي باحترام واعجاب الشعب العراقي.
* ظل مدافعا أمينا عن هموم وآمال وطموحات جميع العراقيين دو استثناء ومن المعتزين بصداقة وتآخي الشعوب العراقية.
* انتخب في بداية تموز 2008 نائبا لرئيس منظمة الاشتراكية الدولية. في يوم 11/11/2010 تم اعادة أنتخابة من قبل مجلس النواب العراقي كرئيس لجمهورية العراق لولاية ثانية مدتها أربع سنوات.
60 عاماً من النضال المتواصل
ألقى رئيس جمهورية العراق السيد جلال طالباني، وسط حفاوة كبيرة، كلمة يوم الجمعة 11/5/2007، أمام حشد كبير من أساتذة و طلبة جامعة كيمبرج في المملكة المتحدة.
واستعرض الرئيس مراحل نضاله مع رفاقه و كفاحه من اجل نيل الشعب الكوردي حقوقه الوطنية والقومية المشروعة.
وأجاب فخامته، عقب الانتهاء من الكلمة على أسئلة الحاضرين التي تركزت حول التطورات في العراق، والسبل الكفيلة بمعالجة الأوضاع في البلاد.
الرئيس مام جلال:
أود أن أعبر عن شكري للسيد علي الأنصاري رئيس اتحاد طلبة كيمبرج وأعضاء الاتحاد و ذلك لتوجيههم الدعوة لي كي ألقي كلمة في هذه المؤسسة التاريخية، وأيضا للضيافة الحارة التي أبدوها.
انه حقا لشرف لي، ولمصلحة الشعب العراقي ان أقف اليوم أمامكم كأول رئيس دولة في بلادي منتخب بصورة حرة، وهو منصب اشغله بتواضع شديد.
وأؤكد أن وجودي هنا بين هذه العقول الفتية المتألقة تذكرني بالصعوبة الشديدة لهذه الوظيفة.
فحينما كنت شابا، كان حلمي الأول أن أكون أستاذا جامعيا، و لكنني صدمت بالأوضاع التي كانت سائدة في بلدي والتي كانت تسير نحو الأسوأ،
وأن المشاكل التي يواجهها المواطن العادي كانت في تصاعد، و وجدت نفسي انسحب بصورة متزايدة إلى عالم السياسة.
بدأت حياتي السياسية مبكراً منذ كنت تلميذاً في المدرسة الابتدائية وذلك تحت تأثير الجو السياسي العام في مدينة كويسنجق الذي كان مشحوناً بالأفكار الثورية و الوطنية الكوردية جراء تأثيرات :
1- الثورة البارزانية التي اندلعت عام 1945 حيث كان لي زميل في الدراسة له أخ جندي في الجيش العراقي كان يحدثنا خلال إجازاته عن بطولات الثوار الكورد و مقاومتهم البطولية لهجمات الجيش العراقي الذي كان يقاتل بإشراف الجنرال البريطاني رنتن.
2- الحركة الكوردية الديمقراطية المتنامية في كوردستان إيران – المنطقة التي حررها الجيش السوفياتي الذي فسح المجال للوطنيين الكورد بالعمل السياسي حتى تحولت منطقة موكريان و عاصمتها مهاباد الى معقل للحركة التحررية الكوردية التي استطاعت تأسيس أول جمهورية كوردية في التأريخ وذلك بمساعدة السوفيات الذين أصبح اسمهم و أفكارهم الماركسية منتشراً و مقبولاً لدى الناس.
وحيث كنت تلميذاً جيداً أقرأ الأشعار الوطنية في المدرسة كل صباح لدى اصطفاف التلاميذ اليومي فأصبحت معروفاً بتلميذ مجد وذي شجاعة أدبية رغم صغر سني فكنت أدعى في احتفالات النوروز لإلقاء شعر أو كلمة مختصرة مما جلب انتباه الحزبين العاملين في المدينة الحزب الشيوعي العراقي والديموقرطي الكوردي الحديث التأسيس.
في البداية نظمني كادر شيوعي في خلية تثقيفية ولكن سرعان ما اختلفت معهم حول موضوع هل الكورد شعب لهم حق تقرير المصير أم لا؟.
إذ كان الكادر المثقف لنا ينكر ذلك فانفصلت عنهم. وسرعان ما كسبني احد المعلمين الأعضاء في الحزب الكوردي و شجعني على تأسيس جمعية طلابية سرية باسم (KPX) جمعية التقدم الثقافي ثم كسبني الخالد الذكر عمر مصطفى دبابه الى البارتي واعطاني البيان التأسيسي للحزب الصادر بتوقيع الجنرال مصطفى بارزاني.
فأصبحت مؤيداً لان صغر عمري لم يساعدني على نيل العضوية فوراً. ولكن عندما أصبحت في السادس الابتدائي فقد كسبني أحد المعلمين الذين كان يجتمع بنا سراً في بيته الى الحزب فتم ترشيحي و قبولي عضواً في عام 1947 بشكل استثنائي بالنظر لنشاطي ودوري في الحركة الطلابية. وفي عام 1948 وبعد الانتفاضة الوطنية في بغداد ضد تجديد المعاهدة البريطانية العراقية توفر جو سمح بإجراء الانتخابات في جميع المعاهد و الكليات و المدارس المتوسطة والثانوية فكان أن انتخبت عن متوسطة كويه مندوباً للمؤتمر التأسيسي الأول للاتحاد العام لطلبة العراق الذي عقد في ربيع 1948 وحضرته و أدت مداخلاتي و تعليقاتي الى جلب انتباه المندوبين.
وبعد التوافق بين ممثلي الأحزاب المشتركة من المؤتمر جرى انتخابي عضواً احتياطياً للجنة القيادية للاتحاد العام لطلبة العراق.
هكذا انغمرت في النشاط الطلابي العراقي العام أيضاً بجانب انغماسي في النشاط السياسي الحزبي و الطلابي في مدينتنا.
وحيث كنت نشطاً و مقداماً فسرعان ما أصبحت عام 1949 عضواً في اللجنة المحلية للبارتي وعام 1950 عضواً في لجنة المحافظة للبارتي.
وخلال أعوام 1950 و 1951 و 1952 انغمست من النشاط الحزبي و السياسي لان الجمعية الطلابية الكوردية قد توزعت على مدن عديدة و الاتحاد العام لطلبة العراق عطل و حورب وطورد أعضاء قيادته أو اعتقلوا.
في عام 1951 انتخبت عضواً في المؤتمر الثاني للبارتي حيث جرت تغييرات هامة على الحزب حيث تبدل اسمه الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني (بدل الكوردي) وتبنى الاستفادة من الافكار الماركسية – اللينينية وأقر التوجه نحو جماهير العمال والفلاحين والكسبة والطلبة وتبني الإصلاح الزراعي كل ذلك كمبادئ تركت صياغته الى القيادة الجديدة التي انتخبت.
وأنا أيضا انتخبت عضواً في اللجنة المركزية و لكنني تنازلت لأحد الرفاق المحامين الخارجين من السجن نظراً لنجاحه من تجربة السجن و ثقافته و عمره إذ كنت تلميذاً شاباً في الصف الرابع من الثانوية لم يتجاوز عمري ( 18 ) عاماً.
في صيف 1951 اعتقلت لأول مرة وكنت ضمن كوكبة من مناضلي الحزب المنفيين الى الموصل حيث بقينا أشهراً ريثما ألغت المحكمة قرار النفي.
وفي السنة الدراسية 1951 – 1952 انتقلت الى ثانوية كركوك حيث شرعت بإعادة بناء تنظيم الحزب المشتت. فجمعت عناصر عمالية و طلابية ومدرسين لتشكيل اللجنة المحلية و الشروع بالعمل النضالي بين العمال والطلبة والكسبة.
وغداة تخرجي من الثانوية من الدفعة الأولى و بدرجة تؤهلني لنيل زمالة دراسية خارج الوطن فضلت البقاء في البلاد والدخول الى كلية الحقوق حيث اشتركت ولأول مرة في مظاهرات طلابية عديدة من تشرين 1952.
وواصلت النضال الحزبي و السياسي وانتخبت عضواً للمؤتمر الثالث للحزب الذي عقد في كركوك في كانون الثاني 1953 حيث جرى تصديق التعديلات التي اقترحها المؤتمر الثاني على اسم الحزب و برنامجه اليساري الجديد وانتخبت عضواً في اللجنة المركزية للحزب.
وبناء على توصيات المؤتمر الحزبي ركزت جهوداً عديدة لتأسيس اتحاد طلبة كوردستان العراق فتوفقت مع مجموعة من الرفاق في تأسيسه.
وكتبت لأول مرة في حياتي كراساً عنوانه اتحاد طلبة كوردستان العراق لماذا؟
ونجحنا في إقامة فروع للاتحاد من المدن الكوردية. وانتخبت أميناً عاماً لاتحاد طلبة كوردستان.
وفي نفس العام أسهمت مع بعض المثقفين في تأسيس اتحاد الشباب الديمقراطي الكوردستاني حيث اختاروني أميناً عاماً له.
وفي نفس العام جرى انتخابي عضواً في المكتب السياسي للحزب.
واصلت نشاطي السياسي الحزبي و الطلابي والشبابي بحماس و اتصلت بممثلي طلبة جميع الأحزاب العراقية في الكلية وهي الحزب الشيوعي والوطني الديمقراطي و الاستقلال و البعث العربي الاشتراكي.
ونظمنا معهم علاقات نضالية للعمل المشترك من المظاهرات و الفعاليات الوطنية فتعرضت للاعتقالات الدورية التي كانت تجرى للطلبة الناشطين في المناسبات الوطنية و الأممية وذلك كاعتقال احترازي لمنعنا من الفعاليات.
فكنا نعتقل في مناسبات يوم انتصار الثورة الصينية و ثورة اوكتوبر وذكرى انتفاضة تشرين ويوم الجيش العراقي وذكرى وثبه كانون و تأسيس الجيش الأحمر وميلاد الملك و عيد نوروز و أول أيار.. الخ.
فكنت الزائر المتواصل لمواقف التوقيف في بغداد. رغم ذلك كنت انجح في الامتحانات.
وفي تشرين 1953 اشتركنا في الانتخابات النيابية فكنت الداعية لانتخابات مرشح مثقف للحزب فخطبت في المدينة وذهبت الى القرى لجلب الناخبين الى صناديق الاقتراع فنجح مرشحنا.
كنت خلال العطلة الصيفية طيلة أعوام 1953 و 1954 أذهب للعمل بين الفلاحين منهمكاً في تثقيف الكوادر الفلاحية الحزبية بصورة سرية.
وفي صيف 1955 سافرت بصورة سرية وبجواز غير جوازي الى سورية ومنها الى وارشو – بولونيا للاشتراك في مهرجان الطلبة و الشباب العالمي. في سورية أجريت الاتصالات بالشخصيات الكوردية.
حاولنا في المهرجان أن يعترف بنا كوفد كوردي و لكننا فشلنا نظراً لمعارضة الوفد العراقي وبعد إلحاح من قبلنا كفريق كوردي ضمن الوفد العراقي فأصبح لنا حق عقد اجتماعات مع الوفود المشاركة وتقديم الهدايا التي كنا قد جلبناها معاً من كوردستان. وقدمنا أيضاً رقصات كوردية بالملابس الوطنية في احتفالات الوفد العراقي وفي لقاءاته مع الوفود المشاركة.
ودبرنا اجتماعاً خاصاً بنا دعونا اليه ممثلي الوفود السوفياتية والصينية والعربية والإيرانية والفرنسية والايطالية والألمانية والبريطانية والهندية والاندنوسية وكذلك دعونا الشاعر التركي الكبير ناظم حكمت الذي كان قد هرب من سجنه وكان شخصية دولية لامعة.
وفي هذا الاجتماع الذي توج نجاحه خطاب ناظم حكمت المفعم بالمشاعر الودية تجاه الشعب الكوردي وحقه في تقرير المصير وتمنياته بان يدعى الى يوم يرفع علم كوردستان المستقلة.
وقد انعكس هذا الخطاب من هذه الشخصية الأممية المرموقة على خطب الوفود الصينية و الهندية والأوروبية التي أيدت بدورها نضال شعب كوردستان وحقها في تقرير المصير.
وقد تم في هذا الاجتماع تقديم الهدايا باسم شبيبة وطلبة كوردستان الى الوفود الحاضرة واستلام الهدايا منها.
كما اشتركنا كمندوب مراقب باسم اتحاد شبيبة كوردستان الديمقراطي في مؤتمر اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي.
وفي نهاية المهرجان دعيت ضمن الوفد العراقي الى زيارة جمهورية الصين الشعبية فسافرنا بالقطار من وارشو الى بكين عبر الاتحاد السوفيتي.
وأثناء الزيارة كنت أقدم نفسي ممثلاً عن طلبة وشبيبة كوردستان واشترك باسمهم في الاجتماعات واللقاءات المتعددة أشرح فيها الحركة التحررية الكوردستانية.
وقدمت في إحدى اللقاءات هدية اتحاد نساء كوردستان الى مادام صن يات صن نائبة رئيس الجمهورية حينئذ وتسلمت منها هديتها الى اتحاد نساء كوردستان.
ومنذئذ وأنا معجب بالشعب الصيني و نضاله المديد و حضارته وبالأفكار الثورية الصينية
وتعلمت الكثير من التجربة والمؤلفات الصينية عن حرب الأنصار و أساليبها للاستفادة منها خلال السنوات الطوال من كفاحنا المسلح في جبال كوردستان العراق.
وفي العودة بقيت في موسكو لمدة أسبوعين و حاولت خلالها الاتصال برئيس حزبنا الجنرال بارزاني و رفاقه ولكنني لم أتوفق و إن حصلت على عنوان للاتصال معهم و المكاتبة اليهم.
وفي موسكو ألقيت كلمة في راديو موسكو هاجمت فيها المشاريع الاستعمارية من أحلاف ومؤتمرات كانت الحكومة الملكية تنفذها.
وعندما عدت سراً الى الوطن ألقي القبض علي بتهمة السفر الى موسكو و إلقاء كلمة في الراديو فأنكرت ذلك ولم تثبت التهمة علي ولكن إبقائي في السجن مدة طويلة حرمني من إكمال الجامعة إذ كنت في الصف الرابع من الكلية إذ فصلت لمدة سنة.
وخلال فترة الحرمان من الدراسة واصلت جهودي بين الطلبة فعقدنا المؤتمر الثاني لاتحاد طلبة كوردستان ومارست نشاطي الحزبي في القيادة و التنظيمات الحزبية في عدة مدن.
وفي عام 1956 عدت للدراسة ولكن سرعان ما اندلعت المظاهرات من الكليات التي اشتركت فيها بفعالية ونشاط و ذلك ضد العدوان الثلاثي البريطاني و الفرنسي و الإسرائيلي على مصر فصدر أمر إلقاء القبض علي و قررت إدارة الكلية فصلي مؤبداً لإسهامي في المظاهرات وفي حركة أنصار السلام العراقية التي كانت جزءاً من حركة أنصار السلام العالمية.
فلم أسلم نفسي للشرطة بل انتقلت الى العمل في السراديب إذ كلفت بإدارة جهاز الطبع والإشراف على إصدار النشرة الحزبية السرية. فظللت مختفياً في مدن كركوك و السليمانية حتى عام 1957 إذ سافرت مرة أخرى الى سورية ومنها الى الاتحاد السوفياتي لحضور مهرجان الشباب والطلبة فيها وذلك ضمن الوفد العراقي.
لقد اشتركنا كفريق كوردي ضمن الوفد العراقي في فعاليات عديدة وقدمنا هدايانا باسم شبيبة كوردستان ومنها هدية نسائية لام البطلة السوفياتية زويا. واشتركنا مجدداً في المؤتمر العالمي لاتحاد الشباب العالمي كوفد مراقب.
والتقينا بالقائد الثوري الكوردي د. عزيز شمديني ومن ثم دعينا لزيارة المرحوم الجنرال مصطفى بارزاني حيث تباحثنا معاً لعدة أيام حول الحزب و دوره وعلاقاته.
ونظمنا اتصالاً منظماً معه. ورجعت حاملاً صوره الجديدة الى الرفاق الى سورية أولا ثم الوطن ثانياً وفي سورية ساهمت في تشجيع المناضلين الكورد على تأسيس حزبهم الديمقراطي.
والتقيت بالأساتذة كمال فؤاد، عبدالرحمن الزبيحي، هزار، وشكلنا وفداً زرنا مقرات حزب البعث العربي الاشتراكي و رئيس المجلس النيابي و رئيس الشعبة الثانية الضابط المتنفذ في الجيش و اتفقنا معه على تنظيم لقاء بين الرئيس جمال عبدالناصر والجنرال بارزاني لدى زيارة الأول للاتحاد السوفياتي كما اتفقنا على تزويدنا بالأسلحة عندما نعلن الثورة على الحكومة العراقية. ثم رجعت سراً الى بغداد.
ذهبت بعدها الى السليمانية التي اتخذتها مقر اختفائي حيث توليت مسؤولية جهاز الطبع و إصدار النشرة الحزبية.
وخرجت من الاختفاء الى العلن صبيحة 14- تموز 1958 التي أذيع فيها البيان الأول لثورة الجيش على الحكومة فتوجهت الى الرفاق الحزبيين ودبرنا اجتماعاً جماهيرياً لتأييد الثورة ثم ذهبت الى كركوك لحضور اجتماع اللجنة المركزية للحزب التي أعلنت التأييد للثورة وتمنت عليها الديمقراطية للشعب العراقي و الحقوق القومية للشعب الكوردي ضمن العراق الجديد.
بعد فترة و جيزة حصلنا على امتياز مجلة أسبوعية سياسية بدأت العمل فيها كمحرر ومنذئذ بدأت العمل في الصحافة العلنية و في جريدة الحزب اليومية.
بدأت نشاطاً صحفياً فعالاً. ثم اشتركت في انتخابات نقابة الصحفيين العراقيين حيث انتخبت عضواً في اللجنة الإدارية القيادية.
ورجعت الى الكلية لإكمال الدراسة رافضاً ممارسة حق الزحف الذي أعطته الثورة للطلبة و أكملت الدراسة في عام 1959 وكنت ضمن وجبة خريجي أول دورة لجامعة بغداد التي كانت قد تأسست حديثاً من تجميع الكليات المختلفة ضمنها.
وبعد التخرج استدعينا الى كلية الضباط الاحتياط التي كملنا الدراسة فيها
ثم رغبت في الدخول بمدرسة الدروع لأنني فضلت الخدمة العسكرية كضابط في صنف الدروع حيث عملت على الوجبة الأولى للدبابات السوفياتية (T-54) و كوني ضابطاً من الجيش حرمني من الاشتراك في المؤتمر العلني للحزب ولكنهم انتخبوني مجدداً عضواً في اللجنة المركزية.
بعد تسريحي من الجيش عدت للعمل في جريدة الحزب اليومية كمحرر رئيس ولم اشترك لممارسة المحاماة إلا في الدعوى المقامة على رئيس تحرير الجريدة و سكرتير الحزب الأستاذ إبراهيم احمد.
وبدأت أنشر ذكريات عن مهرجان الشباب و الطلبة وزيارة الصين و الاتحاد السوفياتي وبولونيا وعن حركات التحرر الإفريقية.
ودخلت في مناظرة فكرية مع قائد شيوعي حول ضرورة وجود حزب طليعي كوردستاني وضرورة وجود منظمات الشبيبة و الطلبة والنساء الكوردستانية.
وعندما ظهر الخلاف بين الأحزاب الشيوعية كنت أميل الى الأطروحات الصينية ولم أستسغ أسلوب قيادة خروشوف و تصرفاته الطائشة.
وزرت كصحفي على رأس وفد جمهورية بلغاريا الشعبية راجعاً بانطباع حسن وجيد عموماً عدا الموقف من الأقلية التركمانية.
وعندما انحرف قائد ثورة 14\ تموز المرحوم عبدالكريم قاسم عن النهج الديمقراطي وشرع في ملاحقة الشيوعيين والمنظمات العمالية و الفلاحية الديمقراطية وفي التودد لرؤساء العشائر الكوردية المعروفين بعدائهم القديم للحركة التحررية الكوردية و البارزانيين، اتخذ حزبنا قراراً بممارسة نقد هذه التصرفات و الدفاع عن الديمقراطية و المطالبة بإجراء الانتخابات.
كانت علاقة المرحوم الجنرال بارزاني رئيس حزبنا جيدة جداً مع المرحوم قاسم ولكنها تدهورت بعد مرور سنتين حيث مال الجنرال قاسم الى العشائر الكوردية المعادية لشعبها مما أدى الى القطيعة بينهما ثم اندلاع القتال.
منذ بداية 1961 شرعت الحكومة باضطهاد حزبنا و ملاحقة قادتنا و جريدتنا المركزية فتوتر الجو بين الحزب و الجنرال قاسم مما أدى الى اعتقال بعض قادة الحزب واختفاء بعض القادة وانتقالهم الى النضال السري بمن فيهم الأمين العام للحزب وكذلك أنا أيضاً.
فذهبت الى الجبال للاتصال بالناس الساخطين و الغاضبين والمسلحين المجتمعين في مناطق معينة.
حاولنا خلالها تنظيم هذه التجمعات وتوجيهها نحو عدم الاصطدام الى اليوم المناسب.
ولكن الحكومة شرعت في 11 – أيلول – 1961 بشن حملات جوية على مناطق التجمعات أعقبتها بالهجوم الجوي يوم 16 – أيلول على منطقة بارزان مما أدى الى اشتعال القتال بيننا و الحكومة.
وفي بداية العمل المسلح و أواخر عام 1961 توليت مسؤولية العمل المسلح في محافظتي كركوك والسليمانية وشرعنا بوحدات صغيرة لا تتجاوز العشرات ثم توسعت هذه الوحدات الى المئات ثم الى الآلاف.
فقد توليت مسؤولية قيادة قوات الانصار (البيشمركة) في مناطق كركوك والسليمانية حيث حررنا مناطق واسعة منهما.
حتى سقوط النظام القاسمي حيث أوكلت الى القيادة الكوردية مهمة التفاوض مع الحكم البعثي – القومي الجديد فذهبت الى بغداد ومنها الى القاهرة و الجزائر ولبنان حيث كونت علاقات جيدة مع الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس أحمد بن بله ونلنا عطفهما على القضية الكوردية وموقفهما المعارض للحل العسكري للقضية الكوردية.
وبعد فشل المفاوضات مع الحكومة المركزية جراء تراجعها عن تعهداتها و وعودها السابقة وجنوح الجناح العسكري وإشعال حرب جديدة ضد الشعب الكوردي ذهبت الى أوروبا لشرح حقيقة المطالب الكوردية والوضع القائم من العراق بما فيه كوردستان فزرت فرنسا و النمسا وألمانيا والاتحاد السوفياتي.
واشتركت لأول مرة في المؤتمر العام لجمعية الطلبة الكورد في أوروبا حيث سعيت بنجاح حل مسألة قبولها في الاتحاد الدولي للطلبة (IVS).
وعدت الى الوطن سراً لممارسة دوري القيادي في الجبهة الجنوبية لكوردستان حيث صمدنا أمام الهجوم العسكري الكبير واحتفظنا بقوانا و مناطقنا الأساسية ما أجبر الحكم الذي جاء على اعقاب إخراج البعث منه الى التفاوض مجدداً مع القيادة الكوردية.
وأود أن أشير الى بعض النقاط الهامة بجانب نضالنا المسلح :
1- لم نستعمل أي أسلوب إرهابي بل عاملنا الإخوة العراقيين الأسرى لدينا معاملة إنسانية كريمة و نادينا دوماً بحقيقة ان حربنا الدفاعية ليست ضد الشعب العربي بل هي ضد الدكتاتورية المتسلطة على رقاب الشعب.
2- نادينا دوماً بالديمقراطية للعراق و الحكم الذاتي لكوردستان ضمنه.
3- حافظنا على علاقتنا النضالية إيمانا منا بالاخوة العربية الكوردية و ضرورات التحالف الكوردي العربي مع القوى الديمقراطية و الناصرية في العراق ومع الرئيسين عبدالناصر و أحمد بن بله.
4- بنينا علاقة جيدة مع الاتحاد السوفياتي ومعسكره الاشتراكي.
5- حاولنا إقامة اتصالات وعلاقات جيدة مع فرنسا و أمريكا وبريطانيا دون توفيق ملحوظ.
العلاقة مع القوى الثورية الإيرانية
في أواخر الستينيات أقمنا علاقات ودية مع القوى الديمقراطية و الثورية الإيرانية.
فقد استضفنا ممثلين للمنظمة الثورية لحزب توده و أقمنا علاقات جيدة مع اتحاد العام للطلبة الإيرانية خارج الوطن ومع ممثلي الجبهة الوطنية الإيرانية ومنظمة فدائيي الشعب ومجاهدي الشعب.
فضلاً عن علاقات نضالية مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني.
العلاقة مع قوى الثورة الفلسطينية
منذ بداية انطلاقه المنظمات الفدائية الفلسطينية أقمت علاقات نضالية معها أولاً مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي انقسمت الى ثلاث جبهات ظلت علاقاتنا طيبة مع الجميع.
ثم أقمنا العلاقة مع فتح، والصاعقة أيضاً.
وفي بداية السبعينيات عملت مع المقاومة الفلسطينية في مجالات النشر و الكتابة و التثقيف والتدريب.
وكدت أقتل في مناسبتين ولكن الصدفة قد ادخرتني لمهماتي النضالية.
وكنت دائماً أناقش معهم مخطئاً خطف الطائرات والأعمال الموسومة بالإرهابية باعتبار ذلك ضاراً بالسمعة الثورية.
تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني
بعد انهيار الثورة الكوردية جراء الاتفاقية الخيانية بين الشاه الإيراني وصدام وعندما أعلنت قيادة الثورة إنهاءها وحل مؤسساتها العسكرية والإدارية وحل الحزب الديمقراطي الكوردستاني، شرعنا نحن بتأسيس الهيئة المؤسسة للاتحاد الوطني الكوردستاني و الإعلان عنها والاتصال بالداخل لتأسيسه في الوطن.
فكانت استجابة العصبة الماركسية اللينينية التي تحولت فيما بعد عصبة كادحي كوردستان، والتيار الاشتراكي الديمقراطي الذي تحول فيما بعد الى الحزب الاشتراكي الكوردستاني، استجابة فورية مما خلق لنا قاعدة تنظيمية جماهيرية ومكننا من إعلان الثورة مجدداً بعد مضي سنة فقط على إعلان تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني.
لقد كان تشكيل الاتحاد الوطني الكوردستاني حدثاً تأريخياً فريداً في تأريخ الحركة التحررية الكوردية :
أولا :-
لأول مرة ينبثق حزب من جو الهزيمة و جو اليأس الخانق الذي عم كوردستان بعد انهيار الثورة الكوردية.
ثانياً:-
لأول مرة يظهر تنظيم شبه جبهوي مؤلف من ثلاثة تيارات رئيسية تستطيع التعايش والتضامن معاً والنضال المشترك بقيادة واحدة مشتركة.
ثالثاً :-
لأول مرة يظهر تنظيم ينكر فكرة الحزب القائد الواحد بل يدعو الى التعددية والجبهة الوطنية بديلاً عنها.
رابعاً :-
لأول مرة يظهر تنظيم يستهل عمله بالانضمام الى جبهة عراقية ديمقراطية.
خامساً :-
لأول مرة يشعل هذا التنظيم كفاحاً مسلحة سماه ثورة ديمقراطية عراقية مندلعة في جبال كوردستان وذلك بالتعاون والتنسيق مع الحركة الاشتراكية العربية وحزب البعث اليساري و قوى ديمقراطية مستقلة.
سادساً :-
دعا الاتحاد الوطني منذ البداية الى النضال الجماهيري الثوري المعتمد على جماهير الشعب والتحالف مع القوى الديمقراطية العراقية والتضامن مع القوى الثورية الكوردستانية باعتبار ذلك شعاره الأساسي.
سابعاً :-
ظهر الاتحاد الوطني كتنظيم منبثق من العناصر اليسارية والماركسية وأعلن عداءها المكشوف للاستعمار والغاضبين ورفض المساومات مع الدول الغاضبة لأرض كوردستان على أساس حركاتها التحررية بل سلك أسلوب التعاون مع القوى الثورية ضد حكومات هذه الدول.
النضال المشترك مع المعارضة العراقية
منذ تأسيسه لعب الاتحاد الوطني دوراً هاماً في توحيد المعارضة العراقية وفي توفير أجواء الوئام والتعاون بين مختلف الفصائل المعارضة.
وعدا القوى القومية و الديمقراطية المؤتلفة في دمشق منذ السبعينيات كون الاتحاد الوطني علاقة متينة مع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق مع حزب الدعوة الإسلامية.
وفي جميع المؤتمرات والاجتماعات كان الاتحاد الوطني لولب النشاط فيها.
وكان صديقاً و حليفاً للجميع لذلك كان يناط به دور رئاسة هذه المؤتمرات وخاصة في مؤتمرات لندن وصلاح الدين و دوكان.
وجعل الاتحاد الوطني المنطقة الكوردية المحررة منذ 1991 و الواقعة تحت سيطرته مرتعاً وساحة لقوى المعارضة العراقية مما عرضها لضغط ومؤامرات بل و هجوم الدكتاتورية عليه.
وبذلك عزز الكفاح المشترك بين الكورد والعرب والتركمان، بين العلمانيين و الإسلاميين.
وغداة الانتصار على الدكتاتورية في بغداد كانت كوردستان المحررة المأوى و الملجأ لأحرار العراق من جميع القوميات والمذاهب والأديان.
لذلك لم يكن غريباً ان يتم الإجماع عن انتخاب طالباني رئيساً لجمهورية العراق.
حدث مدير "المركز العربي" للدراسات الإيرانية محمد صديقيان، خطة "إسرائيل الكبرى" مشيراً إلى أنها تشمل ثلث العراق ومساحات من دول أخرى منها السعودية، مفصلاً سيناريو ما بعد المرشد الأعلى الإيراني.
في المقابل، وصف الخبير الأمني سرمد البياتي، وضع وزارة الخارجية الأميركية 4 فصائل عراقية في "لائحة الإرهاب"، بـ"رسالة تحذير للعراق"، فيما توقّع "عدم سكوت الفصائل" في حال ضرب إيران مرة أخرى، مشيراً إلى أن تحويل الدولار من العراق لإيران ما يزال مستمراً.
وقال البياتي في حوار متلفز، إن "علاقتنا مع واشنطن قادرة للضغط على الكيان ومنعها من ضرب العراق"، لافتاً إلى أن "الصاروخ الإيراني الواحد قد يكون مؤثراً أكثر من 20 غارة إسرائيلية".
وأضاف، أن "تحويل الفصائل إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية رسالة تحذير للعراق".
وتابع، أن "الحكومة ردت على نتنياهو لأن الفصائل المهددة منضوية في الحشد، وتهديد نتنياهو لم يترجم بشكل صحيح واشترط ضرب الفصائل إذا هاجموا اسرائيل".
وأوضح، أن "تحويل الدولار من العراق لإيران سهل ومستمر"، مشيراً إلى أن "الفصائل لن تسكت هذه المرة إذا تم ضرب إيران خلافاً لحرب الـ12 يوماً".
وقال، إن "السوق العراقية ستتأثر بالعقوبات الأممية على إيران، ومطالبة العراق بردّ الجميل لإيران خيار مرعب أمام العقوبات".
ولفت إلى أن "استدعاء العسكريين الأميركيين القدماء قبل أيام حدث فقط في 1991 و2003"، مبيناً أن "العراق سيكون على مفترق طرق بعد عقوبات إيران".
وختم حديثه بالقول، إن "اليورانيوم الإيراني المجهول المصير يكفي لصناعة 8 قنابل نووية، والعقوبات على إيران خطرة وستعيدها إلى البند السابع".
من جانبه، علق مدير "المركز العربي" للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان، على العقوبات المفروضة على إيران، بالقول: "العقوبات ستؤذي الشارع الإيراني، لكنها تمتلك 15 دولة المحيطة بها ستعتمد عليها".
وأضاف، أن "العقلية الإيرانية لا تتقبل التوريث في منصب المرشد الأعلى. خليفة الخميني تم اختياره خلال ساعات ولن يتغير الأمر مع المرشد الأعلى في حال عودة الحرب".
وتابع، أن "إيران تخضع لسلة عقوبات منذ 40 عاماً، ونتنياهو يدفع إيران لتتخذ خطوات لا تعجب القوى الغربية".
ولفت إلى أن "مستقبل المنطقة متوقف على ما سيحدث في غزة"، مشيراً إلى أن "حزب الله اللبناني كان ينوي الردّ بدل إيران على استهداف السفارة الإيرانية في سوريا".
وقال إن "الايرانيين لن يطلبوا من الفصائل العراقية أو غيرهم المساندة إذا عادت الحرب، والفصائل العراقية ليست مستهدفة أميركياً بل إسرائيلياً".
وأضاف، أن "إيران تلقت عرضاً أميركياً بتجميد العقوبات لـ3 اشهر مقابل تسليم اليورانيوم، والمرشد الأعلى يتشاور مع دوائر القرار وقد تصوت على ضرورة تغيير العقيدة النووية".
ووصف انسحاب إيران من معاهدة انتشار النووي مع امتلاك اليورانيوم، بـ"خطوة خطيرة ومهمة".
وتابع، "نحن في مرحلة التصعيد مقابل التصعيد وإيران ستردّ على العقوبات. هجوم الكيان على إيران يستهدف تغيير النظام وليس البرنامج النووي".
وختم حديثه بالقول، إن "إسرائيل الكبرى تشمل ثلث العراق والسعودية وكل اليمن ولبنان وسوريا".
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رحلت مئة إيراني على متن طائرة مستأجرة عبر قطر، في خطوة أثارت جدلا واسعا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إيرانيين اثنين مطلعين على المفاوضات، إضافة إلى مسؤول أمريكي مطلع على الخطة، أن الرحلة أقلعت من ولاية لويزيانا مساء الاثنين متجهة إلى إيران عبر قطر، على أن تصل يوم الثلاثاء.
ففي وقت سابق من العام نفسه، رحلت الولايات المتحدة مجموعة من الإيرانيين، كان العديد منهم قد اعتنقوا المسيحية ويخشون الاضطهاد في وطنهم، إلى كل من كوستاريكا وبنما. وقد أثارت هذه السياسة موجة من الدعاوى القضائية التي تقدم بها مدافعون عن المهاجرين، معتبرين أن تلك الرحلات تنتهك أبسط معايير الحماية الإنسانية.
ولم تتضح على الفور هوية المرحلين أو دوافعهم لمحاولة الاستقرار في الولايات المتحدة. لكن في السنوات الأخيرة، شهدت الحدود الجنوبية الأمريكية زيادة في أعداد الإيرانيين الداخلين بطريقة غير شرعية، بينهم كثيرون تقدموا بطلبات لجوء بدعوى خوفهم من الملاحقة السياسية أو الدينية في وطنهم.
وغالبا ما واجهت الولايات المتحدة صعوبات في ترحيل مهاجرين إلى دول مثل إيران، بسبب غياب العلاقات الدبلوماسية المنتظمة وصعوبة الحصول على وثائق السفر في وقت قصير.
وقد أجبر ذلك السلطات إما على إبقاء هؤلاء المهاجرين في مراكز احتجاز لفترات طويلة أو إطلاق سراحهم داخل الأراضي الأمريكية. وتشير البيانات إلى أن الولايات المتحدة رحلت في عام 2024 أكثر من عشرين إيرانيا فقط على متن رحلات تجارية، وهو أعلى رقم يسجل منذ سنوات.
وقال المسؤولان الإيرانيان إن قائمة المرحلين شملت رجالا ونساء، بينهم أزواج، وأوضحا أن بعضهم وافق طوعا على المغادرة بعد أشهر من الاحتجاز، بينما لم يكن الأمر اختياريا بالنسبة لآخرين.
وأكد المسؤولون أن معظم طلبات اللجوء التي تقدم بها هؤلاء قد رفضت، أو أنهم لم يحصلوا بعد على فرصة المثول أمام قاضٍ للنظر في قضاياهم.
ويشكل هذا الترحيل لحظة نادرة من التعاون بين واشنطن وطهران، بعد أشهر من المفاوضات التي قادت إلى الاتفاق على هذه العملية، وفق ما أكده المسؤولون الإيرانيون.
وقال أحدهم إن وزارة الخارجية الإيرانية تتولى تنسيق استقبال المرحلين، وإنها تلقت وعودا بأنهم سيعودون بسلام ولن يواجهوا أي مشاكل، لكنه أضاف أن كثيرا من هؤلاء كانوا محبطين وبعضهم يشعر بالخوف من المستقبل.
السليمانية ـ نور علي
في ظل موجات الحرّ المتزايدة، وتراجع مناسيب نهري دجلة والفرات، وتفاقم مشكلات تلوث الهواء وتكدّس النفايات، يقف العراق أمام تحديات بيئية غير مسبوقة، إلا أن هذه التحديات فتحت الباب أمام موجة جديدة من الابتكارات الشبابية والمجتمعية، التي تسعى لتقديم حلول عملية محلية بعيدًا عن البيروقراطية والتقارير النظرية.
طاقة من النفايات
اعلنت وزارة البيئة العراقية مطلع هذا العام، عن خطط لإطلاق أول محطة كبرى لتحويل النفايات إلى طاقة في بغداد بقدرة معالجة تصل إلى آلاف الأطنان يوميًا.
المتحدث باسم الوزارة، علي الحسيني، صرّح: "المشروع يهدف إلى خفض تراكم النفايات في العاصمة، وتوليد ما يقارب 50 ميغاواط من الكهرباء النظيفة.. هذه بداية، ونطمح لتعميم التجربة في البصرة وكركوك."
في الوقت نفسه، تشهد محافظات مثل كربلاء والنجف مشاريع لإنتاج الكهرباء عبر الطاقة الشمسية، بالشراكة مع شركات عالمية معروفة.
مبادرات مجتمعية
في محافظة السليمانية، يقود فريق شبابي مبادرة بيئية لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية وتحويلها إلى منتجات منزلية، حيث تقول الناشطة شنيار سردار: "بدأنا في 2022 بورشة صغيرة، واليوم ننتج عشرات القطع شهريًا، هذا العمل لا يحمي البيئة فقط، بل يخلق فرص عمل للنساء والشباب".
أما الناشط البيئي هوزار حمه رشيد، فيؤكد: "نحن نعمل على جمع بقايا الطعام من الأحياء السكنية وتحويلها إلى سماد عضوي يوزع على المزارعين.. النتائج الأولى مشجّعة جدًا، والمزارعون بدأوا يفضّلونه على الكيماوي."
من جهته، شدد الباحث في الطاقة المتجددة، أحمد الصفار، على ضرورة استثمار الموارد الطبيعية العراقية قائلا: "العراق يتمتع بإشعاع شمسي عالٍ يصل إلى 300 يوم مشمس سنويًا، إذا استثمرنا 1% فقط من الصحراء في الألواح الشمسية، يمكن أن نولد كهرباء تكفي نصف حاجة البلاد".”
التحديات والفرص
المواطن أبو علي، وهو موظف حكومي من اهالي بغداد، يقول: "الكهرباء والمياه مشكلتنا اليومية، لكن إذا كانت هناك حلول محلية مثل الألواح الشمسية الصغيرة أو إعادة استخدام المياه، فسنكون أول الداعمين".
نموذج مقترح لتطبيق محلي: إيكو-عراق (Eco-Iraq)
الفكرة:
تطبيق للهواتف الذكية يعمل كبوابة بين المواطنين والجهات البيئية/الشبابية، يهدف إلى إدارة النفايات والتوعية البيئية، مع ربط مباشر بالمكافآت والحوافز.
المزايا الأساسية:
-خريطة ذكية: تحدد أقرب نقاط جمع وفرز النفايات (بلاستيك، عضوي، ورق).
-نظام مكافآت: كل كيلوغرام نفايات يتم تسليمه يعطي نقاطًا يمكن استبدالها بتخفيضات على فواتير الكهرباء أو بطاقات شحن هاتف.
-إشعارات توعوية: نصائح يومية حول ترشيد المياه والطاقة.
-ربط مع مشاريع شبابية: التطبيق يتيح للمواطن معرفة المبادرات في منطقته (مثل مشروع تحويل بقايا الطعام إلى سماد، أو ورش إعادة تدوير).
-بيانات للمؤسسات: يوفّر إحصاءات دقيقة للبلديات عن كمية النفايات التي جُمعت ونوعها، مما يساعد على التخطيط.
كيفية التطبيق:
-المرحلة الأولى: إطلاق تجريبي في بغداد والسليمانية.
-التقنية المطلوبة: نسخة أندرويد/آيفون بسيطة (Flutter أو React Native).
-الشركاء المحتملون: وزارة البيئة، البلديات، شركات اتصالات (لتوفير المكافآت).
-الفائدة: خفض النفايات العشوائية، تشجيع مشاركة المجتمع، بناء قاعدة بيانات وطنية لإدارة النفايات.
ويقف العراق على أعتاب تجربة جديدة، حيث تتحول البيئة من عبء إلى فرصة. الابتكارات الشبابية والتقنية، مدعومة بخطط حكومية وشراكات دولية قد تجعل من "الاقتصاد الأخضر" مستقبلًا ممكنًا.
والتطبيقات الذكية مثل "إيكو-عراق" قد تكون أداة عملية لربط الجهود على الأرض وتسهيل مشاركة كل مواطن في حماية البيئة.
تم إنتاج هذا التقرير بدعم Social Justice Fund ومؤسسة صحفيون من أجل حقوق الإنسان jhr (فرع العراق).
ذكر موقع "ومضة"، أن العراق حلّ بالمرتبة الخامسة بين أكثر الدول جذباً للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال شهر آب/أغسطس 2025.
وقال الموقع في تقرير له صدر حديثاً، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شهدت تراجعًا حادًا في تمويل الشركات الناشئة خلال شهر آب/ أغسطس، إذ جمعت 47 شركة ناشئة ما مجموعه 337.5 مليون دولار.
ورغم أن الرقم أقل بنسبة 57% مقارنةً بتمويل يوليو الذي وصل إلى 783 مليون دولار، فإنه ما يزال أعلى بـ 74% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقا للتقرير.
وأضاف "ومضة"، أن هذا التراجع عكس حالة التصحيح التي تشهدها بيئة الشركات الناشئة في المنطق بعد الصفقات الضخمة التي أُبرمت في يوليو، إذ تركزت معظم نشاطات آب/ أغسطس في السعودية والإمارات، مع تحوّل الزخم نحو تكنولوجيا العقارات (Proptech) والبناء (Contech).
وجاء السعودية في المرتبة الاولى بالمنطقة، إذ تلقت استثماراً قدره 166 مليون دولار عبر 19 صفقة، تلتها الإمارات بـ 154 مليون دولار جمعتها 11 شركة ناشئة.
وأما مصر، التي كانت ضيفًا دائمًا في إحدى المراكز الثلاث الأولى، فقد واصلت تراجعها للشهر الثاني على التوالي، مكتفيةً بجمع 14.7 مليون دولار تم استثمارها في ثماني شركات ناشئة.
وتراجع العراق إلى المركز الخامس بعد أن احتل المرتبة الثالثة الشهر الماضي، مكتفيا بصفقة واحدة بقيمة 1.5 مليون دولار، بينما حافظت المغرب على وجودها في المراتب الأربعة الأولى، بحسب تقرير "ومضة".
وكان رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، قد صرّح أمس في كلمة ألقاها خلال مراسم احتفالية يوم الشراكات بين مؤسسة التمويل الدولية والحكومة العراقية، بأن الإجراءات الحكومية التي استهدفت تحسين بيئة الاعمال، أدت بشكل واضح الى استقطاب الشركات العالمية للعمل والاستثمار في العراق، وقد وصلت قيمة الاستثمارات العربية والأجنبية الى (100) مليار دولار في حجم الاجازات والشركات التي باشرت بالفعل في تنفيذ الاستثمار.
كشف تقرير وكالة الطاقة الدولية تجاوز كازاخستان والعراق حصة إنتاج النفط المسموحة من "أوبك+" مع مراعاة القيود الطوعية بشكل ملحوظ الشهر الماضي.
القيود الطوعية
تجاوزت كازاخستان حصة إنتاج النفط المسموح بها من "أوبك+"، مع مراعاة القيود الطوعية، في أغسطس الماضي بمقدار 240 ألف برميل يوميا، والعراق بمقدار 510 آلاف برميل يوميا. بينما حققت روسيا المستوى المطلوب بشكل شبه كامل، إذ كان إنتاجها أعلى بمقدار 20 ألف برميل، وفقا لبيانات وكالة الطاقة الدولية.
وبحسب الجدول أنتجت المملكة العربية السعودية 9.69 مليون برميل يوميا، أي أقل بـ 70 ألف برميل عن المستوى المسموح به والبالغ 9.76 مليون برميل، بينما أنتجت الجزائر 920 ألف برميل يوميا، أي أقل بـ 30 ألف برميل يوميًا عن المستوى المستهدف.
فيما تجاوزت الإمارات العربية المتحدة القيود بمقدار 170 ألف برميل يوميا (إنتاج - 3.43 مليون برميل)، والكويت بمقدار 190 ألف برميل (إنتاج - 2.68 مليون برميل يوميا)، وعمان بمقدار 10 آلاف برميل (إنتاج - 800 ألف برميل).
وبحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، بلغ إجمالي إنتاج الدول الثمانية المشاركة في "أوبك+"، والتي لديها قيود طوعية، في أغسطس الماضي 33.12 مليون برميل يوميا، أي بزيادة قدرها 140 ألف برميل يوميا عن يوليو الماضي.
تخفيضات "أوبك+" ككل
أنتجت دول مجموعة "أوبك+" المشاركة في اتفاق الحد من إنتاج النفط 870 ألف برميل يوميا أكثر مما هو متفق عليه في أغسطس الماضي.
وزادت دول "أوبك+" المشاركة في اتفاق الحد من إنتاج النفط إنتاجها بمقدار 110 آلاف برميل يوميا في أغسطس الماضي مقارنة بشهر يوليو الماضي، ليصل إلى 36.38 مليون برميل يوميا، لكنها تجاوزت المستويات المستهدفة بمقدار 870 ألف برميل يوميا، وفقا للبيانات الواردة في التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية.
إنتاج روسيا
خفضت روسيا إنتاجها النفطي في أغسطس الماضي مقارنة بشهر يوليو الماضي بمقدار 30 ألف برميل يوميا، ليصل إلى 9.28 مليون برميل.
تحديث التوقعات
رفعت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام إلى 740 ألف برميل يوميا، متوقعة أن يصل الطلب العالمي إلى 103.87 مليون برميل يوميا بنهاية 2025.
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية أن الرئيس دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن قراره باستهداف حركة حماس داخل قطر "لم يكن حكيماً".
وذكرت الصحيفة، في تقرير لها اليوم الخميس، أن ترامب أدلى بهذه التعليقات خلال اتصال هاتفي "حاد" مع نتنياهو، (مساء الثلاثاء)، عقب الغارة الجوية الإسرائيلية على الدوحة التي استهدفت اجتماعاً لقيادات الحركة.
وأوضحت أن نتنياهو رد بالقول إن "الفرصة كانت قصيرة لشن الهجمات وتم استغلالها".
وأضافت أن اتصالاً ثانياً جرى بين الطرفين في وقت لاحق من اليوم نفسه وكان ودياً، حيث سأل ترامب نتنياهو عما إذا كان الهجوم قد نجح.
وكان ترامب قد صرّح للصحافيين في واشنطن قائلاً: "أنا ببساطة لست سعيداً بالوضع برمّته… نريد عودة الرهائن لكننا لسنا سعيدين بالطريقة التي جرت بها الأمور اليوم"، في إشارة إلى الغارة الإسرائيلية غير المسبوقة على العاصمة القطرية.
وأكد ترامب في منشور عبر منصته "تروث سوشيال" أن "الهجوم على قطر قرار اتخذه نتنياهو وليس لي دخل به"، مضيفاً أن الجيش الأميركي أبلغ إدارته بأن إسرائيل تهاجم حماس في الدوحة.
وأشار إلى أنه وجه وزير الخارجية ماركو روبيو لإتمام اتفاقية التعاون الدفاعي مع قطر، كما أوفد المبعوث ستيف ويتكوف لإبلاغ القطريين بالهجوم الوشيك، "لكن الأوان قد فات لوقف الضربة"، مؤكداً للدوحة أن "مثل هذا الأمر لن يتكرر على أرضها".
وختم ترامب بالقول إن "الهجوم المؤسف على الدوحة يمكن، في اعتقادي، أن يكون بمثابة فرصة للسلام".
وصفت مجلة ذا ايكونمست البريطانية في تقرير نشرته، العاصمة بغداد بانها تشهد الان "نهضة عمرانية كبيرة"، مؤكدة ان اعمال البناء والصيانة تظهر الان بشكل واضح على العاصمة التي بدأت معالمها بالتغير.
وقالت المجلة، ان العاصمة بغداد تمثل الان "مفاجأة للعالم" بمستوى العمران الكبير الذي تشهده مع افتتاح العديد من المشاريع العمرانية ومنها شارع الرشيد وقرية دجلة والعديد من المرافق السياحية الضخمة، بالإضافة الى حملة كبيرة لاعمار وإصلاح البنايات القديمة والتراثية.
المجلة بينت أيضا ان العاصمة بغداد تشهد الحملة العمرانية الكبيرة للمرة الأولى منذ الغزو الأمريكي عام 2003، مضيفة "تعداد العراق السكاني ازداد بنحو 20 مليون منذ الغزو الأمريكي للعراق، وعلى الرغم من الزيادة السكانية الكبيرة الا ان العمران أصبح واضحا الان على معالم بغداد"، بحسب وصفها.
وأشارت المجلة، الى ان الحملة العمرانية الكبيرة تساهم الان بشكل كبير في تغيير صورة العاصمة بغداد لدى العالم، بالإضافة الى انها تتحول بشكل تدريجي الى "مركز استقطاب للاستثمارات الأجنبية" خصوصا لما توفره البيئة العراقية من فرص استثمار غير مستغلة حتى اللحظة بشكل كامل، بحسب وصفها.
لعبت المؤسسات الحكومية والدينية دوراً محورياً في تنظيم هذه المناسبة، إذ أطلق ديوان الوقف السني حملةً واسعةً استعدادًا للذكرى، تضمنت جانبين متكاملين. الأول هو المظاهر الاحتفالية التي يمكن ملاحظتها في كل مكان، من تزيين الشوارع وتعليق اللوحات الضوئية الملونة والزينة في الأحياء والمناطق الرئيسية. أما الثاني، فهو الفعاليات الدينية والفكريّة والثقافية، التي تشمل إقامة المحاضرات والأمسيات والمجالس الدينية التي تُعنى بالإنشاد والمدائح النبوية، في أجواء تغمرها السكينة والإيمان.
وأوضح الناطق باسم الديوان، عبد الله النعيمي في تصريح صحفي، أن الاحتفال المركزي سيُقام مساء الخميس في ساحة جامع أبي حنيفة النعمان بمنطقة الأعظمية، بمشاركة وفود من علماء وممثلين عن الوقفين السني والشيعي، في دلالة على وحدة الصف والتآخي بين أبناء الشعب العراقي.
كما ستقام فعاليات موازية في جوامع تاريخية أخرى، مثل جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني وجامع الشيخ معروف الكرخي، في تأكيد على أن الاحتفال ليس حكراً على منطقة بعينها، بحسب المتحدث.
أما على الصعيد الأمني، فقد دخلت خطة قيادة عمليات بغداد حيز التنفيذ. وأكد قائد العمليات، الفريق الركن وليد خليفة التميمي، جاهزية القوات الأمنية لتأمين الأجواء الآمنة للمواطنين، وضمان انسيابية حركة المرور في العاصمة، مشدداً على التنسيق الكامل مع الجهات الخدمية لتسهيل مشاركة الجميع في هذه المناسبة.
وفي وقت سابق، أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء أن يوم الخميس سيكون عطلة رسمية في جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية، مما يتيح للعراقيين فرصة المشاركة الكاملة في الاحتفالات.
تقاليد شعبية فريدة
ما يميز احتفالات العراقيين بالمولد النبوي هو العادات والتقاليد الشعبية المتوارثة التي تضفي على المناسبة طابعاً خاصاً.
ففي هذا اليوم، تقوم العائلات بتحضير أنواع معينة من الطعام وتوزيعه على الجيران، في بادرة تعزز روابط المحبة والتكافل الاجتماعي.
من أشهر هذه الأطباق "الزردة"، وهي حلوى شعبية ترتبط بالفرح في الموروث العراقي. تتكون الزردة من الأرز والسكر وماء الورد والزعفران والهيل، ويمكن تزيينها بالقرفة والمكسرات. وسميت بهذا الاسم نسبة إلى اللون الأصفر في اللغة الفارسية، وهو لون الزعفران الذي يصبغ الحلوى بلونه الذهبي المميز.
تُعد أجواء الأعظمية خلال المولد النبوي فريدة من نوعها. فمنذ الصباح الباكر، تكتظ شوارع المدينة وأزقتها بالمشاة، وتتلاشى حركة السيارات تماماً. وتنتعش الأسواق والمحلات التجارية، وتتحول المنطقة إلى مهرجان شعبي كبير.
تبدأ الطقوس الاحتفالية عند غروب الشمس، حيث تقوم العائلات المحتفلة بإيقاد الشموع حول منازلها وأمامها، وتوزيع حلوى المولد التي يطلق عليها محلياً "زردة النبي". كما تستمر الاحتفالات والصلوات والمناقب النبوية إلى أذان صلاة الفجر، في ليلة تتزين فيها المدينة بالأنوار.
في الموروث البغدادي، كانت تُقام مجالس خاصة تسمى "المولود"، يحييها قراء ومداحون مشهورون. هذه الجلسات كانت تُقام في بيوت بعض العائلات أو في الجوامع، ويسودها جو من الفرح والسرور، تُقدم خلالها الأكلات التقليدية مثل (الزردة والحليب)، بالإضافة إلى العصائر والحلويات البغدادية مثل الزلابية والبقلاوة، بينما يرتدي الأطفال الملابس البيضاء، تعبيراً عن البراءة والفرح.
كما هذه الاحتفالات لا تقتصر على بغداد وحدها، بل تشمل محافظات أخرى مثل نينوى، والبصرة، وديالى، وكركوك، بالإضافة إلى مدن مثل الفلوجة وسامراء. وتتنوع الفعاليات في هذه المحافظات، لتشمل إقامة معارض فنية لذوي الاحتياجات الخاصة، وعروض إنشاد ديني، وقصائد شعرية، ومجالس ذكر تستحضر السيرة النبوية العطرة.
ويشار الى ان ذكرى المولد النبوي في العراق تكتسب أهمية خاصة، لكونها مناسبة تجمع بين مختلف الفئات والمكونات، وإن كان بعضهم يعتبرها مناسبة تعبر بشكل خاص عن الهوية السنية في البلاد، لدرجة أنها تحولت إلى ما يشبه "عيداً قومياً" للعرب السنة.
وبحسب باحثون، فإن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في العراق ليس مجرد ذكرى دينية عابرة، بل هو مناسبة سنوية تعيد إحياء قيم التسامح والرحمة، وتؤكد على أصالة التقاليد الشعبية التي توحد المجتمع. إنه يوم من الفرح، والتذكير، والاحتفاء بالسيرة العطرة، يجمع العراقيين على اختلاف مكوناتهم حول محبة الرسول (ص)، ويعكس التناغم الفريد بين الرسميات الدينية، والموروثات الاجتماعية، والأجواء الشعبية التي تميز العراق عن غيره.
بعد ثلاثة أشهر من إعلان مجلة "بيزنس إنسايدر" خطتها لشطب نحو ثلث وظائفها في ظل تزايد الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، اضطرت المجلة المملوكة لدار النشر العملاقة "أكسيل سبرنغر" لحذف مقالات تبين أنها كُتبت باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ووفقاً لصحيفة "برس غازيت" البريطانية المتخصصة في الصحافة، فإن مطبوعتين أخريين هما مجلة "وايرد" التكنولوجية، وموقع منظمة "إندكس أون سينسورشيب" (مؤشر الرقابة) المعنية بحرية التعبير، اضطرتا أيضاً لحذف موضوعات نُشرت باسم ماراغو بلانشارد.
وجاء الحذف بعد الكشف عن تلفيقات صارخة في هذه المقالات، تضمنت اختلاق أسماء بلدات وشركات لم ينتبه إليها المحررون قبل النشر.
وقد دقت صحيفة "ديسباتش" البريطانية ناقوس الخطر، بعدما تحدت بلانشارد بشأن مقال عن بلدة تعدين وهمية في كولورادو، قبل أن ترسل المعلومات إلى "برس غازيت".
كما نشرت مجلة "وايرد" مقالاً لبلانشارد عن أزواج حقيقيين "يتزوجون" عبر الإنترنت من خلال منصات مثل "ماينكرافت" و"روبلوكس"، قبل أن تعتذر المجلة في أغسطس الجاري قائلة: "تعرضت مجلة وايرد للاحتيال من جانب كاتب حر استخدم الذكاء الاصطناعي في كتابة الموضوع بالكامل.. إذا كان هناك أي جهة تستطيع اكتشاف احتيال الذكاء الاصطناعي، فهي وايرد.. للأسف، نجح أحدهم في تضليلنا".
وفي أبريل الماضي، نشرت مجلة "بيزنس إنسايدر" مقالين لبلانشارد بعنوان: "العمل عن بُعد كان أفضل شيء لي كوالد، ولكنه الأسوأ بالنسبة لي كشخص"، و"أنجبت طفلي الأول في سن الخامسة والأربعين. أنا مستقر ماليًا ولدي سنوات من الخبرة الحياتية تُرشدني"، قبل أن تحذف المقالين لاحقاً وتضع بدلاً منهما رسالة تقول: "حُذف هذا المقال لعدم استيفائه معايير بيزنس إنسايدر".
ويُمثل هذا التطور انتكاسة لجهود العديد من غرف الأخبار التي تسعى لخفض التكاليف وزيادة الإنتاجية باستخدام الذكاء الاصطناعي، في وقت تشير فيه دراستان أُجريتا في مارس وأغسطس إلى أن نحو نصف صحفيي العالم يعتمدون حالياً على هذه التقنية في إنتاج موادهم الصحفية.
حلَّ العراق بالمراتب الاخيرة عربيا من حيث الشمول المالي خلال العام 2025 حسب لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (ESCWA).
وذكرت اللجنة في تقرير التنمية المستدامة للشمول المالي في المنطقة العربية للعام الحالي واطلع عليه موقع كوردسات عربية، انه لا يزال استخدام الخدمات المالية في الدول العربية أقل بكثير من الامكانات الوصول إليها وما زال تُستخدم المنافذ التقليدية على نطاق أوسع من المنصات الرقمية، كما تسجل الدول العربية ادنى مستوى الشمول المالي للمراة على مستوى العالم إذ لا تتعدى نسبة النساء اللواتي يمتلكن حسابا مصرفيا عن 29%.
وذكر أن، 14% فقط من المؤسسات المالية الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية لديها قرض او خط ائتمان وهي نسبة أقل من المستوى العالمي البالغ 29%، ويعزى ذلك الى ارتفاع تكاليف الاقتراض وصعوبة الوصول الى الفروع ولاسيما في المناطق الريفية وعدم الإلمام بالشؤون المالية والرقمية.
وبحسب التقرير، فقد جاء العراق في المرتبة ما قبل قبل الاخيرة عربيا من حيث الشمول المالي بحصول أفراده على الشمول المالي من حيث الوصول إلى الخدمات الرقمية والعمليات المالية الرقمية والتمكينية بنسبة 22%، مبينا ان العراق احد الدول المعرضة لعدم الاستقرار أو المتأثرة بالصراعات.
ووفقا للجنة فإن، البحرين حصلت على المركز الأول عربيا من حيث الشمول المالي لأفرادها لحصولها على 59% ، وجاء السعودية ثانيا 57%، تلتها الامارات 52%، والكويت 52%، وعمان 41%، وقطر 41%، تلتها الأردن 39%، وبعدها المغرب 38%، وتونس 38%.
وأشارت إلى أن، الجزائر كانت نسبة الشمول المالي فيها 35%، ومصر 35% ودولة فلسطين 33%، ولبنان 31%، وليبيا 26%، تليها العراق واخيرا جاءت موريتانيا في المرتبة الأخيرة بحصولها على نسبة 22%.
هذا ونبه التقرير إلى أن سوريا والسودان وجيبوتي والصومال وجزر القمر واليمن لم يتم تصنيفها لعدم توفر البيانات لها.
أفاد موقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، يوم الثلاثاء، بأن حجم استهلاك الفرد العراقي من الطاقة بلغ أكثر من 16 الف كيلو وات / ساعة في عام 2024.
وبحسب تقرير للموقع، اطلع عليه موقع كوردسات عربية، أن "الفرد العراقي استهلك من الطاقة 16.002 الف كيلو وات / ساعة خلال عام 2024، مرتفعاً عن عام 1965 بنسبة 471% الذي بلغ معدل 2.850 الف كيلو واط / ساعة ومرتفعا عن 2023 الذي بلغ استهلاك الطاقة للفرد في العراق 15.333 الف كيلو واط / ساعة ومرتفعا ايضا عن عام 2022 الذي بلغ معدل استهلاك الفرد الواحد منالطاقة 14.392 الف كيلو واط ساعة.
وأضافت أن هذه الكمية لا يشمل استخدام الطاقة الكهرباء فحسب، بل يشمل أيضاً مجالات الاستهلاك الأخرى بما في ذلك النقل والتدفئة والطبخ.
وبحسب الموقع، فإن "اكبر استهلاك للطاقة في الدول العربية كان من نصيب قطر حيث بلغ معدل استهلاك الفرد فيها من الكهرباء 214.524 الف كيلو واط ساعة تليها الامارات بمعدل 138.027 الف كيلو واط ساعة، ثم الكويت بمعدل 105 آلاف كيلو واط ساعة، ومن ثم السعودية 96.883 الف كيلو واط / ساعة.