اجتماع مهين وفضيحة جديدة
أحمد عبدالسلام
١٩ أبريل ٢٠٢٥
مرة أخرى يثبت محمد السوداني قلة خبرته السياسية وانعدام كفاءته رغم السنوات الطويلة التي قضاها في قمة المسؤولية، اذ لم يكن لائقا به ولا بالعراق التنسيقي ان يسافر خلسة الى قطر للقاء احمد الشرع رئيس النظام الجديد في سوريا، ويخفي الحدث ليومين ليتفاجئ بصورة تبدو مختطفة وهو محاط بأمير قطر تميم وبالشرع.
هل تعرض السوداني لخدعة قطرية؟ ام ان اتباع قطر مثل خميس الخنجر وعوده بشيء فهرول لتحقيق طلبهم بلقاء الشرع، ليمنح الخنجر قطعة كبيرة من هيبة وسيادة العراق مثلما يمنحه الأراضي المميزة في قلب بغداد.
المؤكد ان السوداني هو من خدع نفسه كما يفعل كل مرة يعتقد فيها انه شخصية سياسية بارعة وقادر على القيام بادوار متميزة ولا يريد لأحد من القيادات السياسية ولا حتى من المسؤولين الحكوميين والدبلوماسين مشاركته فيما يعتبره نصرا وانجازا.
ان فتح أبواب الحوار والتنسيق وربما التعاون بين العراق وسوريا في عهدها الجديد أمر طبيعي ومتوقع مع الاخذ بنظر الاعتبار بعض التحوطات والملاحظات لكن العلاقات العراقية السورية خاصة، والعلاقات الخارجية بشكل عام ليست شأنا شخصيا ولا صفقة خاصة برئيس مجلس الوزراء ولا بأي سياسي، بل هي شأن الدولة العراقية ويجب ان تدار عبر القنوات الرسمية المختصة، وكل خطوة فيها مكشوفة للقوى السياسية والبرلمان وللرأي العام.
اعتقد السوداني ان فتح الطريق امام الشرع ونظامه عبر البوابة القطرية المتحالفة مع تركيا سيكون نصرا سياسيا شخصيا يستخدمه في حملته للبقاء في المنصب وهو يتوهم ان القوى السنية القريبة من قطر وتركيا سوف ترجح كفته، لكن هذه الحسابات خاطئة تماما، لكن هل يعرف السوداني ان الجميع تخلى عنه عندما تم تسريب صورته متلبسا بخرق سيادي ومحاصرا بين فكي تحالف دموي يكرهه العراقيون؟!.
لقد أساء السوداني لنفسه عندما تسلل خفية الى الدوحة وترك المبادرة للحكومة السورية كي تفضح اجتماعه وتنشر الصورة، كما اساء للعراق بهذا اللقاء، وعلى الاطار التنسيقي والبرلمان والرأي العام مساءلة السوداني عن استخفافه بالدولة العراقية وتجاهله للاجماع الوطني في القضايا الحساسة، بعدما كرر اللقاءات الفردية الخاطفة بالمسؤولين الأجانب خارج العراق، وكأنه يريد وضع الجميع امام الامر الواقع.
سيبقى السؤال يتكرر: هل من الطبيعي ان يسافر رئيس مجلس الوزراء لوحده ويعقد اجتماعا مع رئيسي دولتين دون علم مجلس الوزراء او وزارة الخارجية او السفارة العراقية في الدوحة؟!.
حتى في أعتى الدكتاتوريات، لا يقدم الحاكم على زيارة خارجية او لقاء مع مسؤول دولة أخرى بدون مشاورات ووفد مرافق وجدول اعمال.
سلوك السوداني خطير جدا لأنه يدلل على إمكانية اقدامه على أي خطوة مخالفة للأعراف السياسية والضوابط الإدارية والدستورية من أجل البقاء في السلطة.
يجب ان يتوقف هذا التهاون مع خروقات السوداني