أفاد فريق منظمة "صنّاع السلام المجتمعي" (CPT) في كوردستان العراق، يوم الخميس، بتصاعد ملحوظ في العمليات العسكرية التركية داخل إقليم كوردستان خلال شهر أيار/مايو الماضي، مشيراً إلى أن جميع الهجمات التركية تركزت على محافظة دهوك.

وبحسب التقرير الصادر عن المنظمة الامريكية، جاء التصعيد عقب إعلان حزب العمال الكوردستاني (PKK) في 12 أيار/مايو الماضي حل هيكليته التنظيمية وإنهاء جميع أنشطته تحت هذا المسمى، وذلك بعد مؤتمره المنعقد بين 5 و7 من الشهر ذاته، استجابة لدعوة زعيم الحزب عبد الله أوجلان للسلام في 27 شباط، وإعلان وقف إطلاق النار الذي بدأ في الاول من آذار/مارس.

وأشار التقرير إلى أن الهجمات التركية في أيار ارتفعت بنسبة 143% مقارنة بنيسان، بل تجاوزت أعدادها تلك التي سجلت قبل إعلان وقف إطلاق النار. وسُجل خلال الشهر 510 هجمات وقصف تركي داخل أراضي الإقليم، جميعها تركزت في محافظة دهوك.

هذا ولم تُسجل أي عمليات في بقية المحافظات مثل أربيل، السليمانية، حلبجة، أو نينوى. وتوزعت الهجمات على 458 قصفاً مدفعياً، و36 غارة جوية، و16 هجوماً نفذته مروحيات حربية، وفقا للمنظمة.

وبيّن التقرير أن نسبة 98% من الهجمات استهدفت قضاء العمادية، بينما توزعت الـ2% المتبقية على قضاء زاخو. كما شهد يوم 12 أيار/مايو الماضي أكبر تصعيد بواقع 94 عملية قصف، وهو اليوم الذي أعلن فيه حزب العمال حل نفسه.

وأفاد فريق CPT أن التصعيد التركي يتركز جغرافياً في منطقة محددة، خلافاً لما كان يحدث في السنوات الماضية حين كانت العمليات تنتشر على طول الحدود داخل إقليم كوردستان.

وأوضح التقرير أن هذا التغير يأتي في إطار مسعى الجيش التركي لإنشاء منطقة آمنة، ومنع تمركز مقاتلي الحزب في المناطق القريبة من مواقع سيطرته داخل الإقليم.

وأضاف التقرير أن القوات التركية شرعت في 30 أيار بإنشاء معسكر عسكري جديد في منطقة “گلي بالندا” ضمن قضاء العمادية، على الرغم من استمرار التحركات السياسية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار.

ومنذ بداية العام الحالي، نفذ الجيش التركي 1,014 عملية قصف وغارات مروحية في إقليم كوردستان، أسفرت عن سقوط تسعة مدنيين بين قتيل وجريح، بينهم ثلاثة شهداء وستة مصابين.

يذكر أن هذا التصعيد التركي يأتي في وقت تبذل فيه جهود لتهيئة أرضية مناسبة لعملية سلام بين حزب العمال الكوردستاني وأنقرة، وسط ترقب لمآلات الوضع في مناطق النزاع الحدودية.