ما "التهجير القسري" الذي تحاول إسرائيل فرضه على سكان غزة؟
٢١ أكتوبر ٢٠٢٣
٢١ أكتوبر ٢٠٢٣
حذرت جامعة بنسلفانيا الأمريكية، اليوم الجمعة، من مخاطر إيقاف الدعم الأمريكي لعدة دول بمنطقة الشرق الأوسط بينها العراق، معتبرة أن هذا الأمر سيسمح لإيران والفصائل المرتبطة بها، باغتنام الفرصة لملء الفراغ الأمريكي في المجتمعات المحلية.
وذكر تقرير للجامعة، أن "هناك نوع من الاجماع هذه الأيام على أن إيران قد تم نزع أنيابها وكسر محور المقاومة، وأن إسرائيل قد نجحت في إعادة تشكيل الشرق الأوسط بالقوة، بعد تراجع قوة حزب الله، وسقوط نظام الأسد في سوريا، وعدم نجاح حملتي الصواريخ الإيرانية المباشرة على الداخل الإسرائيلي بإلحاق أضرار تذكر، واستئناف الولايات المتحدة هجماتها على اليمن".
وأضاف التقرير، أن "الفكرة التقليدية المتعلقة بنكسة إيران الإستراتيجية، صحيحة على المدى القصير، إلا أنها مشكوك فيها بشكل كبير على المدى المتوسط والطويل".
واعتبر أن إيران عانت بالفعل من نكسات إستراتيجية حقيقية على يد أعدائها، وهي نكسات يصعب إصلاحها، إلا أنه أوضح "برغم أن الضربات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل لم تسفر عن النتائج الكبيرة التي كان يخشاها أو يأملها الكثيرون، فإننا لا نعرف في الواقع إلى أي مستوى حددت إيران عمداً هجومها كجزء من إستراتيجية تصعيد متحكم بها أو ما إذا كانت لديها القدرة على فعل المزيد إذا اختارت ذلك".
وبين التقرير، ان "هذه مشكلة شهدناها مرارا في العراق، حيث كان يصعب معرفة ما اذا كانت الهجمات على القواعد الامريكية لا تقتل افرادا امريكيين عمدا، ام انها كانت مجرد حظ"، لافتا الى انه "من الواضح ان التهديد العسكري الايراني لاسرائيل قد تدهور بشكل كبير في نظر كل من الامريكيين والاسرائيليين".
واكد ان "التصورات يمكن ان تتبدل بسرعة"، مشيرا الى ان "المحللين قد يقللون من شأن قدرة ايران واستعدادها للانخراط في هجمات غير تقليدية مبتكرة اذا رات انها ضرورية لاستعادة الردع".
وبحسب التقرير، فإن "الاكثر اهمية من ذلك هو ان ايران لم تفقد بشكل نهائي قدرتها المتصورة والحقيقية على الحاق ضرر جسيم بدول الخليج، بما في ذلك الامارات والمملكة السعودية"، مذكرا بهجماتها القابلة للانكار من جانبها، والتي استهدفت مصافي النفط في السعودية في العام 2019 وعلى ابو ظبي في كانون الثاني/ يناير 2022، بينما غاب رد الفعل الامريكية.
ورأى التقرير انه "يتحتم على المملكة السعودية والامارات ان تفترضا ان اي حرب اسرائيلية او امريكية على ايران قد تؤدي الى رد ايراني يدمر بلديهما وصناعتهما النفطية ويلحق ضررا بالغا بالاقتصاد العالمي"، مضيفا ان "هذا يمثل واقعا مرجحا في حال بدا ان الانتقام المباشر من اسرائيل غير كاف او غير فعال".
وأشار التقرير الى ان "اسرائيل والولايات المتحدة لم تتمكنا من كسر الحصار الحوثي على الملاحة او ضرباتهم الصاروخية، حيث نجح الحوثيون في ابطاء حركة الملاحة عبر البحر الاحمر بشكل كبير، مما الحق الضرر ليس فقط بإسرائيل، وانما بمصر ايضا، وهم صعدوا مؤخرا من هجماتهم الى ضربات صاروخية مباشرة ضد اسرائيل".
ونوه الى انه "من غير المرجح ان تتضرر الحركة الحوثية التي صمدت وازدهرت خلال سنوات من القصف السعودي الممنهج جراء الضربات الاسرائيلية او الامريكية العرضية".
اما بشأن العراق، اوضح التقرير ان "ايران ما تزال مهيمنة سياسيا وعسكريا، وادارة دونالد ترامب قد تنظر الى الميليشيات العراقية على انها هدف سهل المنال، خصوصا ان ترامب يشعر بالحنين على الارجح لاغتياله قائد قوة القدس قاسم سليماني على الاراضي العراق".
واضاف التقرير، ان "هذه الميليشيات متحالفة بغالبيتها مع ايران ومرتبطة عضويا بالدولة العراقية، وهو وضع لم يتغير بشكل ملموس حتى من خلال جهود رئيس الوزراء الموالي للولايات المتحدة، في اشارة الى محمد شياع السوداني".
وذكر التقرير ان "كل ذلك يرسم صورة شاملة للوضع الاقليمي الايراني، الذي عانى من انتكاسات حقيقية، الا انه ما يزال يحتفظ بنقاط قوة كبيرة، ومن المحتمل ان تستنتج ايران، بناء على احداث الشهور الستة الماضية، ان لعبة المقاومة لم تعد مجدية، فتقرر انهاء سياساتها الاقليمية، الا ان هذا يبدو مستبعدا، حيث ان عقود من الخبرة تظهر ان قادة ايران، بمن فيهم الحرس الثوري والمؤسسة الدينية العليا، يمنحون اهمية كبيرة لنفوذها الاقليمي، بينما يبدو ان الايرانيين قد يخففون من تشددهم في وقتٍ تبحث فيه الولايات المتحدة واسرائيل علنا خيار الحرب".
واعتبر ان "ايران تتفوق في المشهد الحربي، حيث ان كل ما قامت به اسرائيل في العام الماضي، قد ساهم في توسيع نطاق وحدة هذا المشهد الحربي، في وقت تساهم الولايات المتحدة بتعزيز عدم الاستقرار الاقليمي من خلال تجنبها كبح جماح اسرائيل، كما ان واشنطن مستمرة ارسال كميات لا سابق لها من القنابل والذخائر الى اسرائيل وتروج في الوقت نفسه لافكار وهمية حول التطهير العرقي في غزة".
ونوه التقرير الى ان "الوكالة الامريكية للتنمية الدولية كانت تنشط بشكل خاص في العراق ولبنان والاردن وسوريا واليمن والضفة الغربية، وهي التي تمثل الساحات الجغرافية بشكل محدد التي تجري فيها المعركة حول الوجود الاقليمي لايران، وهذا التراجع الامريكي يدمر اقتصادات هذه الدول وخصوصا القطاعات التي تخدمها المجتمعات المدنية، والتي من الواضح انها القطاعات الاكثر تأييدا لامريكا في هذه المجتمعات، وهو ما من شانه السماح لايران والجهات الفاعلة الاخرى في الميليشيات، باغتنام الفرصة الكبيرة لملء الفراغ".
ورأى التقرير ان "البيئة الاستراتيجية حافلة بفرص تجديد المقاومة، في ظل وقف اطلاق النار في غزة وتوسع اسرائيل في الضفة الغربية"، مضيفا ان "اسرائيل والولايات المتحدة حريصتان على ما يبدو على القيام بكل ما في وسعهما بما يشعل فتيل التوتر ويزعزع استقرار بلاد الشام، دون اي حساب فيما اذا كانت الفوضى التي ستنتج ستخدم مصالحهما".
في واقعة لافتة يرويها أول وزير للحرس الثوري الإيراني محسن رفيق دوست في مذكراته، تكشف عن نظرة مؤسس الجمهورية الإسلامية، روح الله الخميني، تجاه مستقبل العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، حتى في ذروة التوتر والصراع بين البلدين.
بحسب ما ورد في الجزء الثاني من كتابه "أقول للتاريخ"، فإنه في عام 1983، وبعد تأسيس وزارة الحرس الثوري، واجهت الوزارة صعوبة في العثور على مقر مناسب. حينها اقترح رفيق دوست استخدام مبنى السفارة الأمريكية السابقة في طهران، كمقر للوزارة، نظراً لكونه كان تحت إشراف الحرس الثوري بعد الاستيلاء عليه من قِبل الطلاب المحتجين في أعقاب سقوط نظام الشاه، وكان يُستخدم حينها كمدرسة ثانوية تابعة للحرس.
رفيق دوست طرح الفكرة على أحمد الخميني، الذي نقل بدوره الطلب إلى والده، وبعد دقائق عاد وقال له: "الإمام يريدك أن تسمع الجواب منه شخصياً".
ويتابع رفيق دوست: "دخلت على الإمام وشرحت له الفكرة، فقال لي: لماذا تريد أن تذهب إلى هناك؟ هل من المفترض أن نبقى ألف عام بلا علاقة مع أمريكا؟ ذلك المكان هو سفارة الولايات المتحدة، وفي النهاية سيعودون إلى رشدهم، وستُستأنف العلاقات".
كان رفيق دوست رئيساً للجهاز الأمني لروح الله الخميني في عام 1979 خلال الثورة الإيرانية، وساعد في تأسيس الحرس الثوري. وتولى منصب وزير الحرس من 1982الى 1989.
هذه الكلمات التي قالها الخميني قبل أكثر من أربعة عقود تعود إلى الواجهة اليوم، في ظل استئناف المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران حول الملف النووي الإيراني بعد سنوات من الجمود والتوتر.
كشفت تقارير عن قيام "أصحاب بسطيات" إيرانيين بالعبور الى العراق لبيع منتجاتهم في أسواق البصرة، في عملية تعد وسيلة حيوية لتجاوز الصعوبات الاقتصادية والعقوبات، حيث ان إيرادات يوم واحد كافية للعيش لأسبوع كامل في ايران.
ويدخل أصحاب البسطيات الى العراق يوميا من الحدود الإيرانية ولاسيما معبر شاهبه الحدودي، ليبيعون المنتجات في أسواق البصرة، مثل الدجاج والبيض والزيت والأدوات المنزلية والبامية وتعرض بأسعار اقل من السوق، لتحقيق أرباح لا يمكن تحقيقها داخل ايران بسبب انخفاض العملة وارتفاع التضخم.
وعلى مدى السنوات السبع الماضية، كان احد أصحاب البسطيات يأتي إلى البصرة ويبيع البامية في الصيف والتمر في الشتاء، ويكسب ما بين 30 إلى 50 دولارًا في اليوم، وهو رقم لا يمكن الوصول إليه في إيران، وعندما يتم تحويل الأموال العراقية هذه الى ريالات إيرانية، تصبح مبلغا كبيرا يمكن العيش به لمدة تصل الى 5 أيام او أسبوع أحيانا.
ولا تزال أسواق البصرة تعج بالباعة الإيرانيين، في سوق الجمعة، كانت أكياس الأرز مكدسة على صناديق بلاستيكية بجوار زجاجات المنظفات، وكان بعض البائعين يتجاذبون أطراف الحديث مع الزبائن، في حين كان آخرون مستلقين بجوار حقائبهم، منهكين من الرحلة الطويلة، كما يصف تقرير لفرانس 24.
ميلاد، 17 عاماً، يبيع الأجهزة المنزلية مع والدته في البصرة منذ عامين، ولقد استأجروا مؤخرًا متجرًا صغيرًا لتجنب المستقبل غير المؤكد، ويقول ميلاد: "في إيران، من الصعب جدًا العثور على عمل، وقيمة المال منخفضة جدًا أيضًا".
ويشير الباعة الى انه "ليس كل شيء بسيطًا، وهناك سوء معاملة من قبل مسؤولي الحدود، كما تقول احد البائعات الايرانيات، والتي تعمل مع الباعة في العراق منذ 6 اشهر: "إنهم يهينوننا ويسيئون معاملتنا على الحدود، ومع ذلك، يقول إن الأمر يستحق ذلك، لأن دخله يبلغ أربعة أضعاف دخل إيران".