العراق: إقرار موازنة لثلاث سنوات بنفقات واستثمارات مرتفعة نتيجة للزيادة في أسعار النفط
١٢ يونيو ٢٠٢٣
١٢ يونيو ٢٠٢٣
دعا معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الإدارة الأمريكية، برئاسة دونالد ترامب، إلى توجيه رسالة "هادئة وحازمة" إلى الحكومة العراقية، بشأن المخاطر المترتبة على تمرير قانون جديد يتعلق بـ "الحشد الشعبي"، محذراً من أن هذا التشريع من شأنه تحويل الحشد إلى كيان شبيه بـ "الحرس الثوري الإيراني".
وذكر المعهد، في تقرير، أن "الحشد الشعبي يُعتبر منذ سنوات خطراً على مصالح الأمن القومي الأمريكي والمدنيين العراقيين"، مشيراً إلى أن "إرهابيين مصنفين لدى الولايات المتحدة يتولّون مناصب قيادية عليا في الحشد، بما في ذلك رئيس الهيئة ورئيس الأركان، مستغلين هذا الهيكل المؤسساتي لتأمين رواتب حكومية لعشرات الآلاف من عناصر الميليشيات المنضوين تحت جماعات مصنّفة إرهابية مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق".
واعتبر أن "هذه الممارسات تمثل تلاعباً صارخاً"، مبيناً أن "بغداد تدرس حالياً مشروعين تشريعيين قد يمنحان الحشد شرعية أكبر كمؤسسة أمن وطني، الأول هو قانون الخدمة والتقاعد لقوات الحشد الشعبي، الذي وصفه التقرير بأنه يهدف داخلياً إلى إبعاد قادة ميليشيات منافسة، أما الثاني، والأكثر أهمية فهو قانون هيئة الحشد الشعبي المعدّل، الذي يعيد هيكلة الحشد ضمن إطار رسمي أشبه بمؤسسة وزارية".
ووفقًا للتقرير، فإن تمرير القانون الجديد من شأنه أن يُرسّخ وجود قوات الحشد الشعبي والتي يبلغ عدد أفرادها نحو 238 ألف عنصر كقوة مسلحة موازية لها صلاحيات على الصعيدين المحلي والإقليمي، فيما أكد أن "التشريع سيُرسّخ وضع الحشد كهيكل دائم داخل قطاع الأمن العراقي، وليس كقوة طارئة، بل كمؤسسة شبيهة بالوزارة يصعب إصلاحها أو حلّها لاحقاً".
كما حذر من أن مشروع القانون يشير صراحة إلى الحشد الشعبي باعتباره "الضامن للنظام السياسي"، بقيادة الفصائل الشيعية منذ العام 2003، على غرار دور الحرس الثوري الإيراني، وهو ما يُضعف من مكانة وهيبة القوات المسلحة العراقية، ويمنح الميليشيات صلاحيات واسعة قد تشمل "عسكرة العملية السياسية، بدءاً من تسجيل المرشحين وحتى التصويت وتشكيل الحكومة".
وحذّر التقرير، كذلك من أن التشريع قد يُشجع الميليشيات على تكرار سيناريوهات العنف ضد المتظاهرين ومنظمات المجتمع المدني، كما حدث خلال احتجاجات عام 2019، على حد تعبيره.
وطالب إدارة ترامب إلى التحرك بسرعة، وتوجيه اعتراضاتها الواضحة إلى المسؤولين في بغداد، عبر رسالة مباشرة إلى كلٍّ من رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، ورئيس البرلمان، لمنع إحالة القانون إلى مجلس النواب للمصادقة عليه، مشيراً إلى أن مثل هذه الخطوة لا تتطلب جهداً أمريكياً كبيراً، بل مجرد "إشارة حازمة خلف الكواليس".
وأشار إلى أن الوضع الإقليمي المتوتر حالياً يمنح واشنطن فرصة قوية للضغط، حيث تُعيد الولايات المتحدة نشر قواتها بكثافة، في وقت تحرص فيه الميليشيات العراقية على البقاء خارج دائرة الاستهداف الأمريكي، ما يوفر لواشنطن نفوذاً يجب أن يُستخدم بحكمة لمنع "ولادة حرس ثوري جديد في قلب المنطقة"، على حد تعبير التقرير.
ودعا المعهد، بحسب التقرير، صنّاع القرار في البيت الأبيض والسفارة الأمريكية في بغداد إلى تعزيز هذه الرسالة بشكل عاجل، والانتقال من أدوات الضغط الهادئة إلى استخدام أدوات ضغط أكثر صخباً، تشمل فرض عقوبات على الحشد الشعبي ككل، كما فعلت واشنطن سابقاً مع الحرس الثوري الإيراني.
وأوضح أن "من شأن هذه العقوبات أن تُحدث تأثيراً مالياً واسعاً داخل النظام المالي العراقي، نظراً لأن الحشد يتلقى رواتبه من الحكومة العراقية".
وتابع التقرير، قائلاً إن "التحرك الأمريكي المبكر لعرقلة هذا التشريع سيمثل دليلاً على وعي إدارة ترامب بالتطورات الدقيقة في العراق، وقدرتها على ردع الجماعات المدعومة من إيران، دون انتظار التصعيد العسكري عبر الطائرات المسيّرة أو عمليات الخطف والقتل بحق الأمريكيين".
واختتم التقرير بتوصية بعدم الاكتفاء بالتحذيرات، بل اتخاذ خطوات فعلية، مثل فرض عقوبات فورية على "شركة المهندس العامة"، وهي الجناح الاقتصادي للحشد الشعبي، والتي شبّهها التقرير بـ "مؤسسة خاتم الأنبياء"، التكتل الاقتصادي التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي فُرضت عليه عقوبات دولية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة منذ فترة طويلة.
سلطت صحيفة "ذا نيو ريجين" الأمريكية، اليوم الأحد، الاضواء على ظاهرة وصفتها بأنها "مثيرة للقلق" في مقبرة وادي السلام في النجف، حيث يتم بناء قبور وهمية على الطرق الرئيسية، كجزء من عملية احتيال يتم فيها بيع قطع دفن وهمية للمشيعين.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها، ان "بلدية النجف أطلقت حملةً لإزالة العشرات من هذه القبور الوهمية، التي أغلقت طرقًا فرعيةً بالكامل، فيما يُحذّر المسؤولون من أن حفّاري قبور مجهولين وصفحات تواصل اجتماعي مشبوهة يبيعون هذه الأراضي غير القانونية للعائلات المفجوعة، مستغلين ضعف الرقابة وثقة الجمهور".
واضاف التقرير، ان "المقبرة وهي من أكبر المقابر في العالم، تنقسم إلى قسمين، القسم القديم يقع بالقرب من مرقد الإمام علي والنبيين هود وصالح، وتكثر هذه المشكلة في القسم الأحدث من المقبرة، المعروف محليًا باسم "المداخل السبعة"، مما يعيق الوصول ويثير مخاوف أمنية".
وقال عدد من السكان، إن "أغلب ضحايا عملية الاحتيال هم من محافظات خارج النجف، منها بغداد والبصرة والناصرية والديوانية والسماوة والكوت".
ونقل التقرير عن "ياسر الشمري"، أحد ضحايا الاحتيال، القول: "رأيتُ إعلانًا ممولًا على فيسبوك يُروّج لبيع أرض دفن مقابل مليوني دينار، تواصلتُ معهم والتقيتُ بشخصٍ في المقبرة، دفعتُ ربع المبلغ، لكنني اكتشفتُ لاحقًا أن الأرض كانت في الواقع طريقًا، اختفى الشخص بعد حملة الإزالة".
بدوره، قال مدير إعلام بلدية النجف بشار السوداني، إن "حفاري القبور يعملون عادة في الليل لبناء القبور الوهمية، والتي يتم بيعها بعد ذلك على أنها قطع أراض خاصة".
واشار الى ان "عشرات القبور الوهمية ازيلت، ويتم العمل على إعادة فتح الطرق داخل المقبرة"، مستدركا القول "حتى الآن، لم نُلقِ القبض على أي شخص متلبسًا، ولكن سيتم اتخاذ إجراءات قانونية ضد أي شخص يثبت تورطه".
من جهته قال قاسم الفتلاوي، أحد حفاري القبور في المقبرة، إن "القبور المزيفة شائعة بشكل خاص عند المدخلين الثالث والرابع"، مبينا أن "العديد من الطرق أصبحت مغلقة الآن بقبور مزيفة، يتم بيعها لاحقا لأشخاص لا يعرفون أنه لا يجوز دفنهم فيها".
وحذّر الفتلاوي العائلات، من "الوثوق بالصفحات الإلكترونية أو حفّاري القبور المجهولين"، لافتا الى ان "هؤلاء يستغلون العائلات المحتاجة وغياب القوانين السليمة لكسب المال غير المشروع".
وتعد مقبرة وادي السلام الواقعة في مدينة النجف بالعراق، أكبر مقبرة في العالم، حيث تحتوي حسب التقديرات على ما يقارب 6 ملايين قبر وأدرجت ضمن قائمة التراث العالمي، وهي تغطي حوالي 6.01 كلم، وتجذب ملايين الزائرين سنويًا.
كشفت منصات وتقارير مختصة بالتحليل الأمني العالمي، اليوم الجمعة، ان ايران تستعد لضربات أمريكية وإسرائيلية جوية محتملة، مشيرة الى بناء ايران رادارات جديدة من بينها قرب الخليج العربي.
وقالت منصة ISW المختصة بالتحليلات الحربية، ان "إيران تواصل محاولة تعزيز دفاعاتها الجوية استعدادًا لضربة أمريكية أو إسرائيلية محتملة على إيران"، مشيرة الى ان "إيران قامت ببناء رادار غدير جديد بمصفوفة طورية في محافظة أذربيجان الغربية في شمال غرب إيران في الأشهر الأخيرة، وفقًا لصور الأقمار الصناعية المتوفرة تجاريًا.
وأشارت المنصة أيضا الى ان "إيران قامت مؤخرًا ببناء راداري غدير في جنوب إيران بالقرب من الخليج العربي ومضيق هرمز"، مبينة ان "الضربات الإسرائيلية على ايران في أكتوبر إلى إتلاف راداري غدير في جنوب غرب إيران، لكن الحالة التشغيلية لهذه الرادارات غير واضحة.
وأكدت ان إيران اجرت العديد من التدريبات الدفاعية الجوية في الأشهر الأخيرة، وخاصة حول المنشآت النووية الإيرانية، ما يعكس بناء الرادارات الجديدة والتدريبات الأخيرة جهود إيران لتعزيز قدراتها الدفاعية الجوية وسط مخاوف من صراع وتصعيد محتمل.