في ظل التحديات التي يواجهها العديد من المسافرين، قرر أوار سليمان، الشاب الكوردي من مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان، أن يقطع مسافة طويلة إلى المملكة العربية السعودية، مشيًا على الأقدام.

هذه الرحلة التي بدأها بقلب مليء بالإيمان، سرعان ما تحولت إلى تجربة إنسانية رائعة بفضل الكرم الذي شاهده في كل محطة من محطات سفره، تحديدًا في الأنبار، حيث كان أهلها حاضرين بكرمهم وتضامنهم.

بدأ أوار رحلته من أربيل، متسلحًا بعزيمة لا تعرف التراجع، حمل حقيبته الصغيرة وتوجه نحو هدفه الأسمى "الوصول إلى مكة المكرمة مشيًا على قدميه"، لكن بعد أن قطعت قدماه شوطًا طويلاً، وصلت الحرارة والإرهاق به إلى مرحلة صعبة حين وصل إلى أطراف مدينة الرمادي.

مساعدات أهل الأنبار

في هذه اللحظات الصعبة، لم يكن أوار وحده، إذ يقول محمد خماس من سكان الأنبار: "عندما أخبرني أنه يسير على قدميه إلى مكة، لم أستطع إلا أن أقدم له الدعم، نحن في الأنبار نعتبر الضيف في منزلنا مثل الأخ، فما بالك إذا كان في رحلة شاقة كهذه؟".

وأضاف خماس: "عرضت عليه أن يتوقف في بيتي لتناول الطعام والراحة، وكان لديه من الإصرار ما يجعلني أقدّر عزيمته، لكني كنت أعلم أنني أقدم له المساعدة لوجه الله".

دعم من رجال الأمن

كما لم يتوقف الدعم عند المساعدات الشخصية فقط، بل لقي أوار دعمًا غير متوقع من رجال الأمن. 

وتقدم اورا بشكره العميق إلى العقيد باسم حميد عبر حسابه الشخصي في فيسبوك، وذلك تقديرًا لدوره الكبير في الإشراف على سلامته خلال رحلته إلى مكة عبر الأنبار.

وأوضح أوار، في منشوره على فيسبوك أن "العقيد حميد كان له الفضل الكبير في تأمين الطريق وضمان وصوله بأمان"، مشيرًا إلى أن توجيهاته ومتابعته كانت حاسمة في نجاح الرحلة. 

ولم تكن رحلة أوار، مجرد مسافة بين المدن، بل كانت رحلة في قلب الأنبار، التي أثبت أهلها أن الكرم والنخوة ما زالا حيين في هذه الأرض.

ومن خلال قصته، يظهر جليًا أن الإنسانية لا تعترف بالحدود ولا بالمسافات، بل هي أسمى من كل شيء، وهذا ما جعل أهل الأنبار يمدون يد العون لهذا الشاب الكوردي، ليكمل رحلته نحو مكة المكرمة.