في ظل الاستعدادات الجارية للانتخابات البرلمانية المقبلة، تتزايد الدعوات السياسية لحث زعيم التيار الوطني الشيعي السيد مقتدى الصدر، على العدول عن قراره بمقاطعة الانتخابات والمشاركة في العملية السياسية.

ويؤكد العديد من النواب والقادة السياسيين أن غياب التيار الوطني الشيعي قد يؤدي إلى اختلال في ميزان القوى داخل البرلمان، مما قد يؤثر على استقرار المشهد السياسي في البلاد.

وفي هذا السياق، تواصل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات استعداداتها لإجراء الانتخابات وفق القانون المعدل، حيث اكدت المتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاب إن "المفوضية ماضية في عملية تحديث سجل الناخبين، حيث تجاوز عدد الناخبين المسجلين 29 مليون ناخب".
وتابعت، أن "المفوضية ماضية في عملها لإجراء انتخاب مجلس النواب على وفق قانون الانتخابات المعدل والنافذ رقم 12 سنة 2018 وبدأت استعداداتها لإجراءات هذه الانتخابات وفقاً للمعايير الدولية".

بدورها، قالت عضو مجلس النواب النائبة امل عطية في تصريح: ان "مقاطعة التيار الصدري للانتخابات قد يؤثر على العملية السياسية خاصة وانه يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة".

واوضحت، ان "وجود التيار الصدري يشكل توازنا أمام القوى التقليدية الحاكمة وغيابه قد يؤدي إلى اختلال في ميزان القوى داخل البرلمان وبالتالي فقدان المعارضة في مجلس النواب وهي جزء اساس لتقويم العمل البرلماني".

من جانبه دعا رئيس الكتلة التركمانية النيابية أرشد الصالحي، مقتدى الصدر إلى "التراجع عن قراره بالمقاطعة والمشاركة في العملية السياسية"، وأكد الصالحي في تصريح صحفي تابعه موقع كوردسات عربية، أن "غياب التيار الوطني الشيعي عن الانتخابات لا يخدم العراق، بل يساهم في بقاء المحاصصة التي تُضعف الإرادة الوطنية".

بدورها افصحت رئيس الكتلة الكردستانية فيان صبري، ان "عدم مشاركة السيد الصدر في الانتخابات سيؤثر بنسبة كبيرة على العملية السياسية، اذ ان الكتلة الصدرية ضرورية للتوازن واصلاح العملية السياسية وبعد مخرجات الانتخابات وجودهم ضروري في السلطة التنفيذية والتشريعية خاصة ان الكتلة الصدرية معروفة بمركزية وقوة قرارها".

في غضون ذلك طالبت النائب سروة عبد الواحد، "السيد الصدر بالعدول عن قراره بشأن عدم المشاركة في الانتخابات"، مشددة: "لا توجد عملية سياسية سليمة في ظل غياب الصدريين".

الى ذلك، اكد رئيس تحالف دعم الدولة النيابية مرتضى الساعدي في تصريح، ان "وجود الكتلة الصدرية في العملية السياسية مهم ويمنح ايقاعا للعملية السياسية سواء داخل البرلمان او مجلس الوزراء".

ولفت، الى ان "التيار الصدري يمتلك قاعدة شعبية كبيرة لها دور اساسي في العملية السياسية"، داعيا "القوى الدينية والسياسية الى المتابعة الفعلية والتوسط من خلال القيادات للتدخل في معالجة الموضوع كون مشاركة التيار الصدري مهمة جداً في الانتخابات المقبلة".

وكان زعيم التيار الوطني الشيعي السيد مقتدى الصدر، قد اعلن مساء يوم أمس الخميس، بأنه لن يشارك في العملية الانتخابية.

وجاء حديث السيد الصدر ردًا على سؤال حول دور أبناء التيار الوطني الشيعي في خضم الاستعدادات للانتخابات المقبلة: وقال "الحمد لله الذي نجانا من القوم الفاسدين فإن الله تعالى لا يحب الفساد وليكن في علم الجميع ما دام الفساد موجودًا فلن أشارك في عملية انتخابية عرجاء لا هم لها إلا المصالح والطائفية والعرقية والحزبية، بعيدة كل البعد عن معاناة الشعب وعما يدور في المنطقة من كوارث كان سببها الرئيسي هو زج العراق وشعبه في محارق لا ناقة له بها ولا جمل كما يعبرون".

وأضاف: "وإنني ما زلت أعول على طاعة القواعد الشعبية لمحبي الصدرين في التيار الوطني الشيعي ولذا فإني كما أمرتهم بالتصويت فاليوم أنهاهم أجمع من التصويت والترشيح ففيه إعانة على الإثم، وسنبقى محبين للعراق ونفديه بالأرواح ولا نقصر في ذلك على الإطلاق".