نصف قرن من النضال والتضحية
٣١ مايو ٢٠٢٥
ها قد مرّت خمسون عاما على ذكرى تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني. خمسون عاماً حافلا بالنضال والتضحيات؛ نضال شاق بين الجبال في صفوف البيشمركة، وفي المدن، وفي التنظيم، والإدارة، والثقافة. تضحيات لا تُحصى حتى بلغ الأمر أن وُصف الحزب بـحزب الشهداء عن جدارة.
في ذلك اليوم الذي تأسس فيه الاتحاد الوطني الكوردستاني كحزب وطني تقدمي قائم على الفكر اليساري والعقلية القومية المتطورة، على يد نخبة من مناضلي الحركة الكردية، وعلى رأسهم القائد والرئيس الراحل مام جلال، ارتفع صوت شعب مضطهد، وأصبح النداء الجديد للثورة، حيث حمل راية النضال والمقاومة، فخاض شباب وشابات الأحرار بعد عام واحد فقط، خطوة بخطوة، معارك الشرف والبطولة، وبدأوا الكفاح المسلح بقيادة وتوجيهات مام جلال ورفاقه.
ومنذ ذلك الحين، كانت قوافل الشهداء تتوالى، فرداً فرداً، وزوجاً زوجاً، ومجاميع مجاميع، حتى وصل عدد شهداء الاتحاد إلى الحد الذي بات يُعرف فيه بـحزب الشهداء. لكن دور الشعب، الذي تربّى في ظل تلك التنظيمات وكان صاحب فكر متقد في رفض الظلم والاستبداد، لم يكن فقط بملء مواقع الشهداء، بل أيضاً بإعداد الساحات والمواقع ومراكز البيشمركة، بل ونقل المعركة إلى داخل المدن.
نضال وتضحيات الاتحاد الوطني الكوردستاني كانت من الكثرة بحيث لا يتسع لها سوى صفحات التاريخ. ولن يُسمح قط في أي مناسبة أن يُنسى جزء من هذا الإرث أو أن يقلّ إحياؤه في الذاكرة، لذلك في هذا اليوم والذكرى العظيمة، يتوجب علينا جميعاً أن ننحني احتراماً وتقديراً لأرواح الشهداء، وأن نشدّ على أيدي ذويهم وأبناء شعب كردستان المناضل، وأن نبعث تحية تقدير ووفاء إلى مام جلال ورفاقه.
قرن من النضال والكفاح والتضحيات… مبارك للاتحاد الوطني الكردستاني.