عبّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم الأربعاء، عن قلق طهران الشديد إزاء تدهور الأوضاع بين "دولتين صديقتين لإيران" باكستان والهند، داعياً الطرفين إلى أقصى درجات ضبط النفس وتغليب الحوار، محذرا في الوقت نفسه من تدخل إسرائيل على خط الأزمة بين البلدين.
وأكد بقائي في بيان رسمي، أن "اللجوء إلى القوة وغياب التفاهم سيعزز فرص التدخل الخارجي، خصوصاً من أطراف معادية كإسرائيل التي قد تستغل التوتر لتعميق الشرخ بين الجانبين"، في إشارة ضمنية إلى رغبة طهران في منع تدويل الأزمة أو استغلالها إقليمياً.
وأشار إلى أن "إيران تُؤكد على ضرورة احترام السيادة الوطنية وعدم تصعيد المواقف التي قد تفضي إلى كارثة إقليمية"، داعياً إلى تسوية الخلافات عبر الحوار السلمي وتجنب استخدام القوة في العلاقات الدولية.
وشدد بقائي على "الموقف المبدئي للجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعي لاحترام السيادة الوطنية وسلامة أراضي الدول"، مؤكداً أن استمرار التوترات بين دولتين كبيرتين في المنطقة يفتح الباب أمام استغلال أطراف خارجية، خاصة الكيان الصهيوني، لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
ودخل التوتر المزمن بين الهند وباكستان مرحلة خطيرة من التصعيد، بعدما أعلنت نيودلهي شنّ غارات جوية فجر اليوم استهدفت تسعة معسكرات وصفتها بـ"الإرهابية" داخل الأراضي الباكستانية، ضمن عملية عسكرية حملت اسم "سندور"، فيما أبدت طهران قلقها البالغ من الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة بين الجارتين النوويتين.
وفي مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الهندية نيودلهي، أعلن فيوميكا سينغ، أحد كبار ضباط سلاح الجو، أن الضربات استهدفت مواقع اختيرت "بدقة عالية" استناداً إلى بيانات استخبارية، قال إنها "تربط هذه الأهداف بنشاطات إرهابية تهدد الأمن الهندي".
وأوضح سينغ أن العملية "نُفذت بطريقة تتجنب وقوع إصابات بين المدنيين"، مؤكداً أن "المعسكرات المستهدفة كانت تُستخدم في التخطيط لهجمات، بينها الهجوم الذي أودى بحياة 26 سائحاً في كشمير الشهر الماضي".
في المقابل، أعلن وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف، أن الهجمات استهدفت مناطق مدنية بالكامل وأسفرت عن مقتل 26 شخصاً. وقال إن "ما حدث يُعد عملاً عدائياً سافراً وسترد عليه إسلام آباد في الوقت والمكان المناسبين"، مشدداً على أن بلاده لا علاقة لها بالهجوم في كشمير وأنها كانت قد حذرت سابقاً من نية الهند شن عدوان.
كما أفادت تقارير إعلامية باكستانية بمقتل 10 أفراد من عائلة مسعود أظهر، زعيم جماعة "جيش محمد" المسلحة، خلال الغارات