مركز لحقوق الانسان: الازدحامات المرورية التي تشهدها الشوارع تمثل ضغوط نفسية للعراقيين
٢٨ يناير ٢٠٢٥
اكد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق فاضل الغراوي، اليوم الثلاثاء، ان الازدحامات المرورية تمثل تحدياً كبيراً أمام الاقتصاد الوطني العراقي، مشيرا الى انها تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على سوق العمل ومستوى الإنتاجية.
وقال الغراوي في بيان تلقاه موقع كوردسات عربية، ان "الدراسات تشير إلى أن العمال يقضون جزءاً كبيراً من وقتهم عالقين في الازدحامات بدلاً من أن يكونوا منتجين في أماكن عملهم. وفقاً لتقرير صادر عن INRIX Global Traffic Scorecard لعام 2023، يخسر الموظفون في المدن الكبرى حوالي 100-150 ساعة سنوياً بسبب الازدحامات المرورية، وهذا يعادل خسائر اقتصادية تتراوح بين 2% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي في بعض الدول".
وأضاف الغراوي ان "الازدحام المروري في العراق كميات كبيرة من الوقود، مما يؤدي إلى ارتفاع نفقات النقل والخدمات اللوجستية، حيث تشكل هذه التكاليف عبئاً إضافياً على الأفراد والشركات"، لافتا الى ان "التقديرات تشير إلى أن التكلفة الاقتصادية للازدحام المروري في المدن الكبرى قد تصل إلى 1-2 مليار دولار سنوياً بسبب الوقت المهدور، واستهلاك الوقود، وصيانة البنية التحتية".
وذكر الغراوي ان "الازدحامات المرورية في العراق تجعل الوصول إلى أماكن العمل أكثر صعوبة، مما يقلل من كفاءة استخدام الموارد البشرية ويؤدي إلى انخفاض ساعات العمل الفعلية"، موضحا ان "إحدى الدراسات الصادرة عن البنك الدولي بينت أن العامل الذي يعاني من تأخيرات يومية تصل إلى ساعة كاملة بسبب الازدحام يكون أقل إنتاجية بنسبة 15% مقارنة بغيره، كما يؤدي التأخير بسبب الازدحامات المرورية في حركة البضائع والخدمات إلى تعطل سلاسل التوريد، مما يقلل من القدرة التنافسية للشركات، خاصة تلك التي تعتمد على النقل السريع".
وتظهر تقارير اقتصادية أن الشركات تخسر حوالي 10-20% من فرص الأعمال بسبب تأخر عمليات التسليم.
وبينت الغراوي ان "الازدحامات المرورية تساهم في زيادة انبعاثات الغازات الناتجة عن توقف السيارات لفترات طويلة وتسهم في ارتفاع معدلات التلوث البيئي، مما يؤدي إلى زيادة العبء الصحي والتكاليف الطبية على الأفراد والحكومات، حيث تشير دراسات الأمم المتحدة إلى أن المناطق ذات الازدحام الشديد تسجل زيادة في الأمراض التنفسية بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالمناطق الأقل ازدحاماً".
وأشار الغراوي الى ان "السكان في العراق يعانون من أكثر من 3 ساعات يومياً في الازدحام في بعض المناطق مما يرفع التكاليف الفردية للنقل بنسبة 40%"، موضحا ان "البنك الدولي قدر عام 2024 ان تكاليف النقل الناتجة عن الازدحام تستهلك حوالي 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي للعراق".
ووفقاً لتقارير نفسية صادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن "40 بالمئة من الأشخاص الذين يعانون من إجهاد يومي سببه الأساسي هو التأخير في التنقلات، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر وزيادة العصبية وقلة الصبر".
كما أن هذه الضغوط النفسية تؤدي في بعض الحالات إلى اضطرابات النوم، حيث يشعر الفرد بالإرهاق المفرط الناتج عن قضاء يومه بين زحام الطرق وساعات العمل.
وطالب الغراوي "الحكومة بمعالجة مشكلة الازدحامات المرورية وأن تكون ذات أولوية وطنية، من خلال تحسين البنية التحتية للنقل العام وتبني خطط ذكية لإدارة حركة المرور، وتسقيط موديلات السيارات لغاية عام 2012 وإنشاء طرق حلقية في كافة المدن وإنشاء طرق بمعايير دولية بين المحافظات والاستثمار في وسائل النقل العام المستدامة مما سيسهم في تحسين الإنتاجية الاقتصادية وتقليل التكاليف البيئية والصحية على المدى الطويل".