تحذير من انهيار جليدي كارثي يهدد بغمر مدن عالمية تحت الماء
٢١ أغسطس ٢٠٢٥
حذر العلماء من أن الغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية على وشك الانهيار “الكارثي”، مما قد يؤدي إلى ارتفاع غير قابل للعكس في مستوى سطح البحر بأكثر من ثلاثة أمتار.
تحذير من انهيار جليدي كارثي
ويعد هذا الغطاء الجليدي أحد أكبر الكتل الجليدية على الأرض، حيث تبلغ مساحته حوالي 760,000 ميل مربع، لكنه يضعف بشكل متزايد بسبب استمرار ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون العالمية.
ووفق دراسة أجرتها الجامعة الوطنية الأسترالية، فإن مثل هذا الانهيار ستكون له “عواقب كارثية للأجيال القادمة”، حيث سيغمر مدنا ساحلية بأكملها حول العالم.
وأضافت: “ففي المملكة المتحدة، ستختفي تحت الماء مدن مثل هال، سكيجنيس، ميدلزبره، ونيوبورت، بينما ستغمر أجزاء كبيرة من هولندا بالإضافة إلى البندقية ومونبلييه وغدانسك في أوروبا”.
ونقلت عن الدكتورة نيريلي أبرام، المؤلفة الرئيسية للدراسة، تأكيدها أنه تم رصد “التغير السريع بالفعل عبر جليد أنتاركتيكا ومحيطاتها وأنظمتها البيئية، ومن المتوقع أن يزداد سوءا مع كل جزء من درجة من الاحترار العالمي”.
وأضافت: “فقدان الجليد البحري في أنتاركتيكا يجعل الرفوف الجليدية العائمة أكثر عرضة للانهيار بفعل الأمواج، كما أنه يغير كمية الحرارة الشمسية المحتبسة في النظام المناخي، مما يزيد من حدة الاحترار في المنطقة”.
إلى ذلك، حذر البروفيسور ماثيو إنجلاند، المؤلف المشارك في الدراسة، من أن فقدان الجليد البحري يزيد من خطر انقراض طيور البطريق الإمبراطورية، حيث تعتمد صغارها على موطن ثابت من الجليد البحري قبل نمو ريشها المقاوم للماء. وقد شهدت بعض المستعمرات أحداث فشل متعددة في التكاثر خلال العقد الماضي.
وبحسب نموذج محاكاة من “Climate Central”، فإن ارتفاع مستوى سطح البحر بهذا الحجم سيغمر الساحل الشرقي لإنجلترا بالكامل، بما في ذلك مناطق داخلية مثل بيتربورو ولينكولن، كما ستتأثر أجزاء واسعة من لندن على طول نهر التايمز.
وتابعت الدراسة: “أما على الساحل الغربي، فستغمر أجزاء من ويستون سوبر ماري، نيوبورت، كارديف، ساوثبورت وبلاكبول. وفي أوروبا، قد يختفي الساحل الممتد من كاليه إلى جنوب الدنمارك، بينما في الولايات المتحدة ستتأثر عدة مدن في الولايات الجنوبية”.
هذا وشدد الباحثون على أن الطريقة الوحيدة لتجنب هذه التغيرات المفاجئة وآثارها بعيدة المدى هي خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بسرعة كافية للحد من الاحترار العالمي إلى أقرب مستوى ممكن من 1.5 درجة مئوية.
كما دعوا الحكومات والشركات والمجتمعات إلى أخذ هذه التغيرات في الاعتبار في التخطيط المستقبلي لمواجهة آثار تغير المناخ.